نوه دبلوماسيون وخبراء مغاربة وأجانب بالإشارات الكبرى التي قام بها جلالة الملك لدفع عجلة التنمية في دول إفريقيا، مؤكدين جودة العلاقات المغربية الإفريقية. (كرتوش) واستحسن الخبراء والدبلوماسيون، في يوم دراسي تناول موضوع تقييم العلاقات المغربية الإفريقية، أمس الجمعة بالرباط، الجهود الدبلوماسية والاقتصادية التي يقوم بها المغرب للنهوض بالتنمية المحلية في دول إفريقيا، مؤكدين أن المغرب، بقيادة جلالة الملك، تحدوه رغبة قوية لتطوير العلاقات الاقتصادية المغربية الإفريقية من خلال الزيارات الملكية الأخيرة لكل من تونس ومالي. وشدد رحال بوبريك، رئيس مركز الدراسات الصحراوية، في تصريح ل"المغربية"، على أهمية المناقشات خلال اليوم الدراسي، الذي حاول فيه جمع من الدبلوماسيين المغاربة والأجانب والمتخصصين والجامعيين والخبراء في العلاقات المغربية الإفريقية سبر أغوار العلاقات جنوب جنوب، مشيرا إلى أن المناقشات ركزت على جانب وضع حصيلة لعلاقات التعاون المغربية الإفريقية في الجانب الاقتصادي وآفاق هذه العلاقات، وأضاف أن "خطاب جلالة الملك في العاصمة السنغالية أبيدجان ركز على أن العلاقات الدبلوماسية والتاريخية والدينية والثقافية لا تكفي بل يجب تقويتها بعلاقات اقتصادية متينة مبنية على الفعالية وعلى الثقة وعلى تطوير اقتصاد جنوب جنوب، لأن كل ما ورد في خطاب جلالة الملك يلخص مستقبل العلاقات التنموية التي تربط المغرب بإفريقيا". وأبرز بوبريك أن المغرب طور علاقاته بدول إفريقيا منذ أن خرج من منظمة الوحدة الإفريقية سنة 1984، إذ ركز على تطوير علاقاته الثنائية ويتجسد أوج تلك العلاقات في الزيارات الأخيرة التي قام بها جلالة الملك لدول إفريقيا والتي تبين هذه الرغبة وهذه الإرادة الملموسة لوضع أسس تعاون اقتصادي مغربي إفريقي. واعتبر بوبريك أن المغرب وباقي دول إفريقيا مطالبون بتقوية علاقاتهم الاقتصادية، داعيا المستثمرين المغاربة للتوجه إلى دول أفريقيا دون أن يتركوا المجال الاقتصادي مفتوحا أمام المستثمرين القادمين من الصين التي باتت تكتسح دولا في إفريقيا وأوروبا. من جانب آخر، أكدت دراسة اقتصادية حديثة أن المغرب يتوفر على تجربة كبيرة ومستوى مهم من الخبرة، يمكن تقاسمها مع البلدان الإفريقية. إذ تشير الدراسة إلى أن المغرب يمكنه أن يضطلع بدور مهم في مجال الدعم التقني والعلمي والثقافي، وفي ما يتعلق بتبادل التجارب في مختلف المجالات، مؤكدة ضرورة تعزيز الحوار المؤسسي، وإقامة حوار حول تطوير التعاون في مجال التربية والتكوين المهني. وذكرت الدراسة بأن المغرب اعتمد مقاربة جديدة تسمح بإعطاء القطاع البنكي المرونة في استراتيجيته المتعلقة بالنمو الخارجي، وذلك بشكل يسمح له بمواكبة المقاولات المغربية بالأسواق الخارجية، خاصة الإفريقية مشيرة إلى أن المبادلات التجارية بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء سجلت ارتفاعا ملحوظا خلال العقد الماضي، بلغت 14,4 مليار درهم سنة 2013، مقابل 4,7 ملايير درهم سنة 2003، وبلغت قيمة الصادرات المغربية نحو إفريقيا جنوب الصحراء 11,7 مليار درهم سنة 2013، مقابل 2,2 مليار درهم في سنة 2003. أما الواردات القادمة من إفريقيا جنوب الصحراء فهي محدودة، حيث بلغت 2,8 مليار درهم سنة 2013، مقابل 4,5 ملايير درهم سنة 2010. يشار إلى أن مركز الدراسات الصحراوية نظم اليوم الدراسي، الذي تمحور حول العلاقات المغربية الإفريقية، بشراكة مع كلية العلوم بالرباط ومركز جاك بيرغ التابع لوزارة الخارجية الفرنسية، ومؤسسة كونغاد الألمانية التي تهتم بدعم المبادرات السياسية داخل الدول، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان.