أكد رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان السيد إدريس اليزمي، اليوم الجمعة بالرباط، أنه ينبغي جعل المهاجرين الأفارقة المقيمين في المغرب "مواطنين حقيقيين". وقال السيد اليزمي، في افتتاح يوم دراسي حول "العلاقات المغربية الإفريقية"، إن المغرب الذي يعد "بلدا للهجرة المتواصلة"، شرع قبل سنة في سياسة هامة للهجرة تقوم على الاندماج وإدماج المهاجرين الأفارقة. وسجل أن سياسة الاندماج تتطلب تفكيرا حول إشكاليات التشغيل والتعليم والسكن التي ينبغي تسويتها في سياق اقتصادي صعب. واعتبر السيد اليزمي أن الاندماج هو أيضا "تعلم استقبال الآخر"، مضيفا أن "مجتمعنا لا يخلو من السلوكيات غير السليمة، والأحكام المسبقة والصور النمطية". وذكر، في هذا الاتجاه، بإحداث اللجنة الوطنية للتتبع والطعون التي تتوخى تسهيل معالجة طلبات تسوية وضعية المهاجرين غير القانونيين. من جانبه، أبرز مدير مركز دراسات جنوب الصحراء رحال بوبريك العلاقات العريقة القائمة بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء والتي تجاوزت الجانب الاقتصادي لتشمل ما هو ثقافي. وتدل الزيارات الأخيرة لجلالة الملك محمد السادس في إفريقيا جنوب الصحراء بجلاء على أواصر الأخوة والصداقة القائمة بين المغرب وهذه الدول ورغبة جلالته الراسخة في المضي أبعد من ذلك في مجال التعاون المتعدد الأوجه، حسب السيد بوبريك. من جهتها، أكدت السيدة آسية بوطالب، المحاضرة في العلوم السياسية في جامعة باريس 8 على أهمية هذا الاجتماع لتطوير أدوات نظرية جديدة لتحليل السياسة الخارجية المغربية. أما منسقة المشروع يسرا أبو ربيع، فأشارت إلى أن هذا اليوم الدراسي يروم الاطلاع على السياسة الخارجية المغربية في إفريقيا ودراسة قدرات التعاون بين المغرب ودول القارة. وتعتبر السيدة أبو ربيع أن الأمر يتعلق ب "عصر جديد للدبلوماسية المغربية،" يتميز خصوصا بافتتاح العديد من التمثيليات الدبلوماسية في البلدان الإفريقية، وتكوين الأئمة وسياسة الهجرة التي تتجاوز الجوانب التقنية لتشمل أيضا الجوانب الإنسانية. وتتخلل هذا اليوم الدراسي، الذي ينظمه مركز جاك بيرك لتطوير العلوم الإنسانية والاجتماعية بشراكة مع مركز دراسات جنوب الصحراء، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان والمؤسسة الألمانية كونراد أديناور، عدة جلسات يتناول فيها المشاركون محاور تهم "الدبلوماسية المغربية في إفريقيا"، و"المصالح الإفريقية في المغرب"، و"رهانات الرافعة الاقتصادية" و"سياسة الهجرة في المغرب".