أبرزت الصحيفة الأمريكية الواسعة الانتشار "هافينغتون بوست"، اليوم الجمعة، الحمولة السامية لخطاب جلالة الملك محمد السادس الموجه إلى الدورة ال69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، فضلا عن دفاع جلالته عن علاقات شراكة متجددة وأكثر إنصافا بين الغرب وإفريقيا. كتبت الصحيفة الأمريكية أن "شعوب شمال إفريقيا، وخاصة المسلمة منها على العموم، تابعت بانتباه الخطاب الملكي أمام 193 بلدا عضوا بالجمعية العامة للأمم المتحدة"، مذكرة بأن جلالة الملك لا يعتبر زعيما للعالم العربي فحسب، بل هو أيضا مدافع قوي عن الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في إفريقيا جنوب الصحراء. ولاحظ كاتب المقال أحمد الشرعي، ناشر وعضو مجلس إدارة العديد من مراكز التفكير الأمريكية، أنه في الوقت الذي تتبنى فيه جماعات إرهابية الإيديولوجية المدمرة للدولة الإسلامية في العراق والشام، يبقى جلالة الملك، سبط النبي، حامل رسالة الاعتدال والقبول بالآخر والتعايش بين الأديان، وهو نهج يحث على الانخراط ويلهم القادة المسلمين في جميع أنحاء القارة الإفريقية. وبعيدا عن الإشعاع الروحي لجلالة الملك على مستوى القارة، سجلت الصحيفة أن جلالة الملك لم يفتأ يعزز الشراكات مع الدول الافريقية من خلال وضع التجارب والخبرات المتراكمة لدى المغرب في مختلف الميادين رهن إشارتها، خاصة وأن النموذج المغربي يشكل مصدر إلهام بخصوص التنمية المستدامة التي تضع الإنسان الإفريقي في صلب الاهتمامات والاستراتيجيات. وأضافت الصحيفة أن الخطاب الملكي أشار إلى الهوة التي تفصل بين الغرب والجنوب ما بعد الاستعمار، مؤكدة على الحاجة الملحة لإعادة النظر في العلاقة بين الدول الغربية والأمم الإفريقية عبر الاعتراف بأن هذه الأخيرة تختلف عن بعضها البعض، ولا يتعين أن تعاني من مساوئ التعميم. وقال جلالة الملك في خطابه أمام الجمعية العامة إن "ما ينطبق على الغرب، لا يجب أن يتم اعتماده كمعيار وحيد لتحديد نجاعة أي نموذج تنموي آخر. كما لا ينبغي المقارنة بين الدول، مهما تشابهت الظروف، أو الانتماء لنفس الفضاء الجغرافي". وأشارت "هافينغتون بوست" في هذا السياق إلى أن جلالة الملك دعا على وجه التحديد إلى "احترام خصوصيات كل بلد، في مساره الوطني، واحترام رغبته الذاتية في بناء نموذجه الخاص للتنمية. وهذا ينطبق بشكل خاص على البلدان النامية التي ما زالت تعاني من آثار الاستعمار".