صادق البرلمان الأوكراني، أمس الثلاثاء، على اتفاق الشراكة التاريخي مع الاتحاد الأوروبي، مكرسا بذلك ابتعاد هذه الجمهورية السوفياتية السابقة عن روسيا. البرلمان الأوكراني يقر قانونا يعطي المناطق الشرقية الناطقة بالروسية 'حكما ذاتيا محدودا' نال النص أصوات 355 نائبا، ولم يصوت ضده أي من النواب الحاضرين. وبعد التصويت أدى البرلمانيون النشيد الوطني الأوكراني ثم وقع الرئيس بترو بوروشنكو الاتفاق وسط تصفيق النواب. وتم بث وقائع الجلسة مباشرة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع ستراسبورغ حيث صادق النواب الأوروبيون أيضا على اتفاق الشراكة. واعتبر الرئيس الأوكراني أن الاتفاق "يشكل خطوة أولى" مهمة نحو انضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي. وتساءل الرئيس أمام النواب قبل دقائق من التصويت "من سيعارض احتمال الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي الذي نخطو اليوم نحوه أول خطوة مهمة؟". وهذا الاتفاق الذي يتضمن شقين اقتصادي وسياسي، يبقى رمزيا إلى حد كبير في هذه المرحلة لأن الاتحاد الأوروبي أعلن إرجاء دخول اتفاق التبادل الحر حيز التنفيذ حتى نهاية 2015 لإفساح المجال أمام إجراء مناقشات مع روسيا المعارضة لهذا الاتفاق. من جهة أخرى، أقر البرلمان الأوكراني أمس الثلاثاء قانونا يعطي المناطق الشرقية الناطقة بالروسية "حكما ذاتيا محدودا" بموجب اقتراح عرضته الحكومة بهدف إنهاء النزاع في البلاد. وذكرت مصادر إعلامية أن نوابا بالبرلمان قالوا إنهم أقروا أيضا قانونا يمنح مقاتلين من الطرفين عفوا في هذا النزاع المستمر منذ 5 أشهر بين القوات الحكومية الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا. وكان الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو قد عرض منح الحكم الذاتي المحدود لأجزاء من شرق البلاد، لمدة 3 سنوات بموجب شروط خطة السلام التي تم التوصل إليها مع روسيا. وشهد اتفاق وقف إطلاق النار بين انفصالي شرق أوكرانيا والقوات الحكومية الذي تم التوصل إليه في 5 شتنبر الحالي العديد من الانتهاكات لكنه بقي متماسكا رغم كل هذه الحوادث.