صادق الجمع العام العادي للرجاء البيضاوي، المنعقد أمس الخميس، على التحول من جمعية رياضية إلى شركة، عقب نقاشات مستفيضة استمرت حتى الساعات الأولى من الصباح، فيما جرى التصويت بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي، إلا أن منخرطي الرجاء تحفظوا على المرحلة السابقة من تسيير سعيد حسبان، وألقوا بالمسؤولية على الرئيس الحالي جواد الزيات من أجل التدقيق في مالية الفريق خلال تلك الفترة واتخاذ التدابير الملائمة. تعهد جديد لزيات ألزم "برلمان" الرجاء البيضاوي الرئيس جواد الزيات باتخاذ وسلك كل المساطر القانونية من أجل كشف الحقيقة عن الفترة التسييرية للرئيس السابق سعيد حسبان. وطالب المنخرطون بالتعامل بحزم مع ملف الحسابات الخاصة بالرئيس السابق، والتي مازالت معلقة، ولم يجر التصويت عليها مرة أخرى، ورفضوا المصادقة عليها قبل إحالتها وعرضها على مكتب دولي لافتحاص الميزانية، خاصة أن سعيد حسبان طالب، قبل موعد الجمع العام العادي، بمستحقاته المالية التي تقدر ب 280 مليون سنتيم، بدعوى أنه صرفها من ماله الخاص خلال فترة الأزمة. أمام هذا الإلحاح، طلب جواد الزيات من المنخرطين مهلة ثلاثة أشهر من أجل اتخاذ الخطوات اللازمة في هذا الملف، إذ أكد "سوف نقوم بمراسلة الرئيس حسبان للمرة الأولى والثانية من أجل إفادتنا بكل الوثائق والمستندات، وإذا أبدى استعداده طرحها أمام المنخرطين فليس هناك أي إشكال". بودريقة يخرج مرفوع الرأس تدخل محمد بودريقة، الرئيس الأسبق، خلال مناقشة التقريرين الأدبي والمالي، وأثنى على المكتب المسير للرئيس جواد الزيات على المجهود الكبير خلال سنته الأولى مؤكدا، "لا يمكن سوى أن أدعم المكتب المسير الحالي، وما جاء في التقريرين يبين العمل الجبار الذي بذل من أجل استرجاع الرجاء البيضاوي لعافيته". واعتبر محمد بودريقة أن ما جاء في التقرير المالي أنصف الرجاء البيضاوي أولا، وثانيا محمد بودريقة، الذي اتهم من طرف البعض بارتكاب خروقات مالية خلال فترة رئاسته، قبل أن يجرى إحالة ملفه على القضاء، الذي تحفظ على الملف. وقال بودريقة، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، "بعد الاتهامات العديدة، ونشر مغالطات حول حجم المديونية التي صرح بها الرئيس السابق، اليوم التقرير المالي لمكتب الرئيس جواد الزيات كان واضحا وشفافا، وقدم أرقام ومعطيات مضبوطة بعيدا عن كل ما قيل في العهد السابق على أساس أنني "غرقت" النادي". 51 نزاعا وقضية فاخر كشف جواد الزيات أن فريق الرجاء البيضاوي لديه 51 نزاعا، ستجبره على تأدية أكثر من 4 ملايير و600 مليون سنتيم، في حين أنه جرى حل النزاعات المعروضة على الاتحاد الدولي "فيفا" بنسبة تصل إلى 70 في المائة، وتخص أساسا ملف المدرب الإسباني خوان كارلوس غاريديو، واللاعب أوساغونا، والمدرب امحمد فاخر. وأكد رئيس الفريق الأخضر أن إدارته مطالبة بتسديد ما مجموعه مليارين و300 مليون سنتيم للعديد من اللاعبين، يتقدمهم يوسف القديوي، والمسعودي، والهاشيمي، وعصام الراقي. وبالعودة إلى قضية امحمد فاخر، أكد الزيات أن المدرب السابق امحمد فاخر، الذي كسب نزاعه ضد الرجاء أمام محكمة التحكيم الرياضي "الطاس"، "لم يتصل بي أبدا كما قيل، ولم تكن أي محاولة من طرفه لحل النزاع، وأنه يفضل حل الإشكال القائم وديا مع جميع الأطراف". أرقام قياسية حرص جواد الزيات على تقديم مجموعة من الأرقام التي وصفها بالقياسية، والتي تم تحقيقها في عهده، بعدما وصلت الاشتراكات إلى 13 ألف بطاقة اشتراك، وارتفاع مداخيل المباريات إلى 22 مليون درهم. واعتبر رئيس الرجاء البيضاوي أن فريقه خاض 61 مباراة في الموسم الماضي، وهو رقم، حسب قوله، سابقة على المستوى الوطني، مضيفا أن المكتب المسير في سنته الأولى نجح في حصد لقبين قاريين، كأس "كاف"، والكأس الإفريقية الممتازة. كما ذكر الزيات أن الرجاء حقق مكاسب مهمة على مستوى التسويق، والبرامج الرقمية، وتعزيز البنيات التحتية من خلال إعادة فتح مركز التكوين بالوازيس، وقرب فتح الأكاديمية في بداية 2020، مشيرا إلى أن تقليص وخفض الديون إلى 50 في المائة هو في حد ذاته رقم قياسي، بفضل العمل المبذول من طرف جميع المكونات. جدل كبير حول خلق الشركة لم يستطع جواد الزيات، رئيس الرجاء، كسب تأييد المنخرطين لتحويل الجمعية الرياضية للنادي إلى شركة، إلا بعد نقاش واسع، خاصة أن بعض المنخرطين رفضوا تبني واعتماد القانون النموذجي لجامعة كرة القدم في إحداث الشركات، واقترحوا تأجيل النقاش في الموضوع إلى موعد آخر لأهمية الملف. وبعد نقاش طويل، منح منخرطو الفريق الأخضر المكتب المسير صلاحية تأسيس الشركة الرياضية، بعدما شرح الرئيس جواد الزيات الملف بصفة عامة، وأسس نظامه، وقال "إحداث الشركة لا يعني طمس الجمعية الرياضية، التي ستظل تمارس مهامها بشكل عادي، باستثناء الفريق الأول. وبين الجمعية والشركة سيبرم اتفاق قانون واضح البنود، وأكثر من ذلك ستكون 99 في المائة من أسهم الشركة للجمعية الرياضية، وبالتالي الشركة ستكون تحت وصاية ومراقبة المنخرطين، وأي إجراء أو قرار سيتخذ يتطلب موافقة "البرلمان" الأخضر خلال الجمع العام". بسبب النزاعات المعروضة على أنظار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والتي وصلت إلى 51 نزاعا، سيظل فريق الرجاء البيضاوي يتوصل، على مدى أربع سنوات، بحقوقه الخاصة بالنقل التلفزي منقوصا، بسبب الاقتطاعات.