تحتفل دول العالم غدا الأربعاء باليوم العالمي للتنوع البيولوجي الذي يصادف 22 ماي من كل سنة، من بينها المغرب الذي صادق على هذه الاتفاقية على هذه الاتفاقية سنة 1995. يشار إلى أن المغرب وضع استراتيجية وطنية لحماية التنوع البيولوجي والمحافظة عليه، كما قام قطاع البيئة بإعداد دراسة وطنية للتنوع البيولوجي تهدف إلى جمع وتحليل البيانات المتاحة عنه وإنشاء قوائم جرد لفئات مختلفة من عناصره، وتحديد الأنواع المعرضة للانقراض بالإضافة إلى درجات التهديدات، وتقييم المنافع الاجتماعية والاقتصادية للتنوع البيولوجي وتحليل التشريعات والمؤسسات. ومكنت نتائج هذه الدراسة من معرفة أن المغرب يزخر بتشكيلة غنية من عناصر التنوع البيولوجي سواء على مستوى النبات والوحيش أو النظم الايكولوجية، وحددت أكثر من 24000 نوع من الحيوانات وأكثر من 7000 نوع من النباتات. وكشفت الدراسة التي توصلت "الصحراء المغربية" بنسخة منه أن 600 نوع من الحيوانات و1700 نوع من النباتات مهددة بالانقراض. وبهذه المناسبة تترأس نزهة الوفي، كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، لقاء تواصليا ودراسيا علميا اليوم الأربعاء بالمكتبة الوطنية بالرباط، وسيتم خلاله توقيع اتفاقية شراكة مع معهد البحث العلمي التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط. وسيشارك في هذه الورشة ممثلون عن القطاعات الوزارية ومؤسسات البحث العلمي وممثلي الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية الأخرى، فضلا عن ممثلين عن وكالات الأممالمتحدة ومانحي التمويل في المغرب. واختارت الأممالمتحدة لهذه السنة شعار " تنوعنا البيولوجي، تغذيتنا وصحتنا" من أجل التركيز على التنوع البيولوجي باعتباره أساس أمننا الغذائي وصحتنا وكعنصر حاسم في توازن المنظومة الغذائية وتحسين صحة الإنسان. ويأتي هذا الشعار على المستوى العالمي في وقت صدر تقرير بمؤشرات مقلقة لخبراء الأممالمتحدة في التنوع البيولوجي قدم خلال الدورة السابعة للمنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات بمؤشرات مقلقة في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية المنظمة بباريس أخيرا إذ سجل هذا التقرير أنه خلال المائة سنة الماضية، اختفى أكثر من 90 في المائة من أنواع المحاصيل من حقول الفلاحين وفقدت نصف سلالات العديد من الحيوانات الأليفة. كما تتعرض أنظمة الإنتاج الغذائي المتنوعة محليا للتهديد، بما في ذلك المعارف التقليدية ذات الصلة بالسكان المحليين، وهو ما له انعكاس على النظام الغذائي الذي يؤدي فقدانه إلى أمراض وأخطار صحية، مثل مرض السكري والسمنة وسوء التغذية، كما أن له تأثير مباشر على توفر الأدوية التقليدية. يذكر أن المغرب حاز على الجائزة الثالثة لأفضل آلية وطنية لتبادل المعلومات في مجال التنوع البيولوجي خلال احتفال أقيم على هامش الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر الأطراف (كوب 14) المنعقد بشرم الشيخ بجمهورية مصر العربية في الفترة من 14 إلى 29 نونبر 2018. وتجدر الإشارة إلى أن المملكة المغربية انضمت إلى الجهود العالمية للحفاظ على التنوع البيولوجي، من خلال التوقيع على اتفاقية التنوع البيولوجي سنة 1992 والمصادقة عليها سنة 1995، وهي ملتزمة بتنفيذ الخطة الاستراتيجية للتنوع البيولوجي للفترة 2011-2020 بما في ذلك أهداف آيشي للتنوع البيولوجي، مع رؤية ترمي إلى تقييم تثمين التنوع البيولوجي والمحافظة عليه، واستخدامه بنجاعة، عبر توفير خدمات النظم الإيكولوجية والحفاظ على صحة الكوكب وتوفير منافع أساسية لجميع الشعوب".