شدد مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، أمس الاثنين في الدارالبيضاء، على أن مجموعة "بومبارديي" الكندية لتصنيع الطائرات ستظل تدير أنشطتها بالمغرب عن طريق المناولة، انطلاقا من مصنعها بالنواصر الذي "يعد أكثر منصة تنافسية للمجموعة". وأفاد العلمي "أنه في غضون ثلاثة أسابيع أو أقل من ذلك، سيتم الكشف عن الشركة التي سيتم اختيارها من بين قائمة المرشحين المتمثلة في "إيرباص" والإنجليزية "جي ك إم" والعملاق الأمريكي "سبيريت". وقال الوزير إن عملية البيع لن تؤثر على مصالح المغرب، مشيرا إلى أن بندا في العقد الذي يربط المغرب ببومبارديي ينص على أنه يتعين على المشتري الوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها المجموعة في البداية خاصة في ما يتعلق بتوفير فرص الشغل والاستثمارات. وأوضح العلمي في ندوة صحافية نظمت للرد على الإشاعات المتناسلة والمخاوف المعبر عنها منذ الإعلان عن قرار بيع بومبارديي لأنشطتها في كل من المغرب وإيرلندا، أن المجموعة الكندية ستقوم بتفويت نشاطها لشركات المناولة من طينة الشركات العملاقة التي ستوفر لها أجزاء الطائرات التي تحتاجها في مصنعها بالدارالبيضاء. وأضاف الوزير أن مجموعة بومبادريي تواجه منذ عدة سنوات صعوبات مالية، وقد أخضعت نفسها لإعادة الهيكلة لعدة مرات. بدوره، قال حميد بن إبراهيم الأندلسي، رئيس المنطقة الحرة "ميد بارك"، إن "بيع بومبارديي لا يضع تطور أنشطتها في مجال الشك، لأن التزامات الشركة الكندية ستنجز وسيتم بالتأكيد تجاوزها بالنظر لجودة المشترين المحتملين". وقال في هذا الصدد "بشكل عام، يشهد قطاع صناعة الطيارات تطورا ملحوظا، نسير وفق وتيرة تطور تتراوح بين 17 إلى 18 في المائة سنويا ونتجاوز توقعات مخطط التسريع الصناعي، من حيث الكيف والكم"، مشيرا إلى أن معدل الاندماج يتجاوز الهدف المحدد بنسبة 5 في المائة. وسجل بن إبراهيم الأندلسي أنه منذ 20 سنة لم تغادر أي شركة في قطاع الطيران المغرب، معتبرا أن "تغيير الملاك أمر وارد، ومتعارف عليه في قطاع الأعمال". وكانت شركة صناعات الطيران الكندية "بومبارديي" أعلنت في بلاغ أوردته وكالة الأنباء الفرنسية أنها ستعرض عملياتها في كل من إيرلندا الشمالية والمغرب للبيع في إطار إعادة تنظيم أنشطتها التجارية. وأفاد بيان للشركة أنه في وقت تتحرك "لتحسين بصمتها الصناعية على الصعيد العالمي، ستقوم بومبارديي بتصفية مشاريعها التجارية المرتبطة بالطيران في بلفاست والمغرب". يذكر أن نائب رئيس شركة بومبارديي الكندية بالمغرب، ستيفن أور، كان أكد في تصريح صحافي في سنة 2015 أن الشركة منخرطة بالمملكة على المدى الطويل لتطوير صناعة للطيران من مستوى عالمي، قائلا "إننا منخرطون في المغرب ضمن علاقة على المدى الطويل"، موضحا أن الشركة استثمرت 200 مليون دولار، وتعتزم تكوين 850 مستخدما في أفق عام 2020".