يحتضن إقليمسطات ما بين 21 و24 مارس، النسخة الثانية من المعرض الوطني المهني للصردي، تحت شعار:"الصردي: مفخرة وطنية"، وذلك للتعريف بهذه السلالة الوطنية ذات المكانة التراثية والاقتصادية المهمة جدا، سيستقل المعرض حوالي 300 عارض من كسابة، ومؤسسات، وشركات خاصة، و14 تنظيما مهنيا للمنتجات، و250 ألف زائر. يأتي تنظيم هذا المعرض حسب المنظمين، من أجل ثمين الإمكانيات الإقليمية، وجعلها في خدمة التنمية الوطنية، وجعلها أيضا تسمح بعصرنة شاملة لجميع المراحل، من بينها المساهمة في التنمية المجالية، كما يروم إليها مخطط المغرب الأخضر في شقيه الخاص ب"تربية المواشي"، وتشجيع وتحسين جودة تربية المواشي، والرفع من مستواها طبقا للمعايير الوطنية والدولية، من خلال تقديم الدعم والاستشارة للمربين الحاليين والمحتملين، ومن خلال تحكم أفضل في الإنتاج من الناحية الكمية أو النوعية مع تنويع المنتجات، وتنظيم التسويق ليضم المسارات الغير الرسمية، وتوسيع مجال البيع الجغرافي، وتشجيع سياسة حقيقية متوسطة وطويلة الأمد، ترمي لتصدير الصردي ومنتجاته إلى القارة الإفريقية والعالم العربي والبلدان الأوروبية.
سلالة الصردي مغربية بامتياز
تعتبر سلالة الصردي مغربية بامتياز، وهي واحدة من أبرز سلالات الأغنام بالمغرب المتحدرة من الهضاب الغربية، حيث إنها تحتل مكانة متميزة في تربية الأغنام ببلادنا، ومن السلالة المطلوبة أكثر من غيرها للتضحية في عيد الأضحى، وتتميز سلالة الصردي، بقامتها الكبيرة، وذيلها الرفيع وجزتها البيضاء، وتعرف بخلو البطن، والرأس، والأرجل من الصوف، وبسواد لون العينين والأذنين، ومقدمة الوجه، ونهاية الأرجل، وتملك الذكور قرونا قوية بيضاء، بينما النعاج بدون قرون، ويتراوح وزن الذكر البالغ بين 80 و 100 كلغ، وقامته بين 80 و 90 سنتمترا، كما أنها تتكيف مع المراعي الفقيرة مثل تلك المنتشرة بهضاب الوسط الغربي. وفي هذا الصدد، أكد عبد الرحيم العسري، رئيس جمعية المعرض الوطني المهني لتربية الماشية، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن "الهدف من تنظيم معرض وطني لسلالة الصردي بين 21 و24 مارس الجاري يكمن في الترويج لها، معتبرا أن تنظيم المعرض اعتراف وطني بهذه السلالة المميزة بالمغرب، التي تساهم بشكل كبير في قطاع تربية المواشي، إذ سيكون وقعه أساسيا على سكان البوادي الذين يعيشون وعلى الاقتصاد الفلاحي على صعيد الجهة". وأبرز العسري، أن هذا المعرض يحقق عدة أهداف من ضمنها إعادة الاعتبار لهذه السلالة والإقرار بمكانتها، ومن خلالها إعادة الاعتبار للأغنام، والشروع في رسم سلالة الصردي، وتحسين أداء سلالة الصردي وظروف تربيتها، وتطوير المهارات والمهن والأنشطة التي تدور في فلك الصردي ك(البحث والتطوير، الصحة، المنتجات البيطرية، التكوين)، وإدراج منتجات الخروف وتحوله في دورات الإنتاج العصري والمنتجات المجالية المحلية، وتثمين دور البيطري في الوقاية من الأمراض الحيوانية وخاصة تلك التي تصيب الأغنام، ومراقبتها ومعالجتها، وإبراز العمل البيطري الأساسي في حماية المستهلكين وضمان سلامتهم، وتجربة البيطري المغربي ومساهمته على الصعيد الدولي، وتثمين التجربة التي تركتها النسخة الأولى من حيث التنظيم وديمومة الحدث. وحسب عبد الرحمان نايلي، المدير الجهوي للفلاحة جهة الدارالبيضاء-سطات، تعتبر الدورة الثانية من المعرض الوطني المهني للصردي، حدثا استثنائيا، الهدف منه هو تشجيع تربية الأغنام، وتعزيز الموروث الجيني لسلالة الصردي، الذي يعتبر مفخرة على الصعيد الإقليمي والوطني، كما يدفع إلى خلق ديناميكية جديدة لتحسين إمكانيات هذا القطاع، لتعزيز بعده السوسيو -الإقتصداي، وفتح آفاق جديدة للقطاع، وتعزيز جهود وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، والمؤسسات، والمهنيين المربين، والمنظمات المهنية والبيهمية، والقطاع الخاص، لتسليط الضوء على المشاريع التي تنفذ في إطار مخطط المغرب الأخضر، لتطوير سلالة الأغنام على العموم، وسلالة الصردي على الخصوص"، مضيفا، أن المعرض يشكل إطارا لتعزيز وتوسيع سوق واعدة، لتشجيع الكسابة والمحافظة على الموروث الجيني لهاته السلالة مع تطوير الأنشطة والصناعات المتعلقة بالقطاع، كما يمثل فرصة للمربين لتطوير معارفهم المتعلقة بتربية الصردي، إذ سيتم خلق فضاء مهني وتجاري لتبادل التجارب، والخبرات المتعلقة بترية الصردي، وكذلك من أجل التعريف بالمؤهلات الفلاحية للجهة، وخلق ديناميكية اقتصادية بإقليمسطات.
يعتبر إقليمسطات، الذي سيحتضن معرض المعرض الوطني المهني للصردي،أحد أكبر المراكز لتربية الأغنام بالمملكة، ويعد الصردي منذ زمن جزء من العادات والأعراف الخاصة بتربية الماشية، وبثقافة تراثية موسمية بالكرم والتضامن. وسينظم المعرض في قلب فضاء قروي عريق ومنفتح على المعاصرة، حيث سيمتد على مساحة 6 هكتارات، 15000 منها مغطاة، وسيشتمل على فضاءات مخصصة لعرض الأغنام، وقطب مؤسساتي يؤوي المتدخلين في القطاع، سواء أكانوا عموميين أو شبه عموميين، وقطب المنتجات المجالية الذي سيستقبل التعاونيات، والجمعيات، أما في ما يخص القطب الاقتصادي فهو خاص بالمقاولات ذات الصلة المباشرة أو الغير مباشرة بأنشطة تربية المواشي والفلاحة، وهو القطب الذي يكمل أروقة المعرض، إذ يضم فاعلين ماليين ومنظمات متخصصة في الاستثمار، وبالموازاة مع ذلك، يوجد فضاء للاستشارة الفلاحية مخصص للإرشاد والمناقشة في ما يخص تقنيات الإنتاج والتثمين.