مرت الاحتفالات برأس السنة الميلادية الجديدة بالمملكة، ليلة أول أمس الاثنين، في ظروف عادية وآمنة، إذ لم تسجل أي أحداث كان من شأنها أن تفسد فرحة المغاربة والأجانب باستقبال 2019 . مصالح الشرطة في ضمان مرور هذه المناسبة بشكلها الاحتفالي المعهود وفي جو آمن، بعدما اعتمدت خطة استباقية جندت خلالها مختلف التشكيلات، بما فيها فرق التدخل السريع، وإمكانات مادية ولوجستيكية ضخمة، منها أجهزة رصد المتفجرات والكلاب المدربة، وسيارات التنقيط وأخرى مجهزة بكاميرات مراقبة، لتحصين الأماكن الحساسة والفضاءات السياحية، التي تشهد توافدا لأعداد كبيرة من الزوار في مثل هذه المناسبات. ولم تضطر عناصر الأمن إلى تنفيذ تدخلات ميدانية سوى في مناسبات قليلة، أسفرت عن حجز 300 غرام من الكوكايين بعد إيقاف نيجيري في شارع يعقوب المنصور بالرباط، وإحباط محاولة ترويج كيلوغرامين من الحشيش بالدار البيضاء، بينما قادت عمليتان في فاس إلى إلقاء القبض على مشتبه فيه بترويج خمور في بندباب، وهي التهمة نفسها التي أوقفت على إثرها امرأة بالمدينة نفسها، والتي أظهر تنقيطها في الناظم الآلي أنها من ذوي السوابق القضائية العديدة. تعزيزات كبيرة بالبيضاء قبل البدء في نشر التشكيلات الشرطية في الأماكن، التي ضمتها خريطة المواقع المؤمنة بعدد من المدن، منها الدارالبيضاء، ألقى والي أمن المدينة، عبد الله الوردي، كلمة بالمناسبة قال فيها إن الفرق المسخرة لتأمين الاحتفالات برأس السنة لها برنامج وتعليمات مسطرة، وهي الخروج للشارع والتواجد الإيجابي حماية للمواطنين في الأرواح والممتلكات. وأكد الوردي، خلال حديثه بمقر الولاية إلى ممثلي وسائل الإعلام، أن الترتيبات الأمنية اعتمدت، بشكل مخفف، انطلاقا من 24 دجنبر الماضي، قبل أن يجري تكثيفها، أول أمس الاثنين، بتجنيد إمكانات بشرية ولوجيستيكية مهمة لضمان مرور الاحتفالات باستقبال 2019 في ظروف جيدة. واستغل والي أمن الدار البيضاء المناسبة للحديث عن أبرز المحطات والإنجازات الأمنية المسجلة بالمدينة في 2018 ، والتي حصرها في مجالات محاربة الجريمة والتجاوب مع المواطنين والتفاعل مع كل القضايا، التي تبلغ إلى علم المصالح الشرطية. وقال، في هذا الصدد، «خلال هذه السنة كانت مجموعة من القضايا الجنائية، التي عولجت بامتياز، وعلى رأسها جرائم اختطاف الأطفال، وكللت التحريات المنجزة على خلفيتها بالنجاح، كما تميزت بتسجيل رقم مهم في ما يخص الحجوزات، ويتعلق الأمر بالدرجة الأولى بالمخدرات، إما الأقراص المهلوسة أو الشيرا أو المخدرات الصلبة، إلى جانب استضافة المدينة تظاهرات، خاصة الرياضية منها ذات الطابع الدولي، التي احتضنها المركب الرياضي محمد الخامس، والتي سايرتها المصالح الأمنية بالمدينة بشكل جيد .» من جهته، قال حميد بحري، نائب والي أمن البيضاء، في تصريح ل «الصحراء المغربية »، إن الخطة الأمنية لهذه السنة تميزت بزيادة وإضافات متعددة من خلال التشكيلات الأمنية، التي استعرضت اليوم بالساحة المركزية لولاية الأمن، مبرزا أن الغرض من ذلك هو إيصال الصورة للمواطن عما يتوفر لدى المديرية العامة للأمن الوطني من إمكانيات بشرية ولوجيستيكية وتقنية متطورة، وكذلك فرق متخصصة في محاربة الجريمة. وأضاف المراقب العام «لهذا نجد بأن كل فرق المديرية ممثلة خلال هذا اليوم، الذي نريد أن نحقق خلاله السعادة للمواطنين بالمواكبة الأمنية والتواجد الفعال في الأماكن العمومية والفنادق وغيرها ،» مبرزا أن «الشرطة في خدمة المواطن ليست شعارا، وإنما هي رغبة أكيدة للمديرية العامة للأمن الوطني لتحقيق هذا المطلب. وعلى هذا الأساس جعلنا منه شعارا في جميع المكاتب حتى الغافل منا يتذكر بأن وجوده في هذه المؤسسة هو خدمة للمواطن .»
مراكش تهزم الخوف وكما كان عليه الحال في العاصمة الاقتصادية، فإن الوجهة السياحية الأولى للمملكة مراكش ودعت 2018 في جو من البهجة استمتع خلاله سكان المدينة وضيوفها الأجانب، من بينهم شخصيات مشهورة، بالأطباق الاحتفالية المقدمة لهم، في مشهد عزز ما أكد سابقا من معطياتعن أن حركة السياحة في عاصمة النخيل لم ولن تتأثر بحادث قتل السائحتين الأجنبيتين بمنطقة «شمهروش » بإمليل في إقليمالحوز، الذي نفذ بخلفية إرهابية، وأن لا أحد سيستسلم للخوف وسيستمر انخراط الجميع في نشر ثقافة الحب والتسامح والسلام. وساهم في مرور إحياء المناسبة في هذه الظروف الاحتفالية تكثيف التواجد الأمني لمختلف الفرق قرب جميع الفنادق المصنفة وغير المصنفة والنقاط السوداء، وبالمناطق الحساسة وغيرها من الفضاءات. وكان مهنيون أكدوا، في تصريحات إعلامية سابقة، عدم تسجيل أي نوع من إلغاء الحجوزات السياحية على خلفية الجريمة التي لاقت تنديدات واستنكارات واسعة. وأوضحوا أنه لم يغادر أي سائح نتيجة الحادث، مشيرين إلى أن مرشدين سياحيين تداولوا، بعد الواقعة، فيديوهات وصورا للسياح من جنسيات مختلفة وهم يقضون أوقاتا ممتعة بالمنطقة في جو من الأمن والأمان. مخطط محكم لتأمين أكادير على غرار السنوات الماضية، وضعت ولاية أمن أكادير خطة أمنية استباقية بالمناسبة، ارتكزت أساسا على التواجد الأمني المكثف بالشارع العام وتأمين المنشآت الحيوية والأماكن التي شهدت الاحتفالات، مع السهر على التغطية الشاملة لباقي قطاعات المدينة. وبوشر تنفيذ هذه الخطة الأمنية منذ أسابيع عبر تنظيم عمليات أمنية مكثفة وواسعة النطاق بمشاركة مختلف مكونات الشرطة من أمن عمومي، وشرطة قضائية، ودراجين، وسيارات النجدة، وهو ما مكن لحد الآن من تحقيق نتائج إيجابية على مستوى محاربة الجريمة وتعزيز الشعور بالأمن لدى المواطنين. المخطط الأمني المعتمد من طرف ولاية أمن المدنية ارتكز كذلك على تشديد المراقبة بالمؤسسات الفندقية والمطاعم ومختلف المواقع السياحية، التي احتضنت الاحتفالات، ولاسيما كورنيش المدينة، وكذا تكثيف التواجد الأمني بالوسط الحضري للمدينة، عبر تعزيز دور الفرقة السياحية وتنصيب دوريات ثابتة وأخرى متحركة مع إقامة سدود إدارية وقضائية بمختلف المحاور. ولهذا الغرض، جرت تعبئة مجموعة الوسائل اللوجيستية والموارد البشرية الكفيلة بتنزيل المخطط الأمني، إذ جندت مختلف الفرق الأمنية وتعزيزها بعناصر إضافية إلى جانب القوات العمومية الأخرى، والتي يقدر مجموع عددها بألفي فرد، وبوسائل لوجيستية مهمة كأجهزة رصد المتفجرات، والكلاب المدربة وسيارات للتنقيط بعين المكان، وسيارات مزودة بكاميرات المراقبة وغيرها من المعدات والعتاد. علاوة على تزويد فرق الأبحاث التابعة لمصالح الشرطة القضائية بمختلف المناطق الأمنية بأجهزة التنقيط البيومتري، التي تساعد على تشخيص هوية الأشخاص بواسطة تقنية البصمات. بالإضافة إلى ذلك، وضعت مخططات خاصة وترتيبات أمنية مناسبة لتأمين سلامة الأشخاص وممتلكاتهم بمختلف الأحياء الشعبية والمحاور الرئيسية بالمدينة، من خلال الرفع من عدد الدوريات وسيارات النجدة والدراجين وفرق المرور وفرق الأبحاث التابعة للشرطة القضائية. العيايدة.. ترتقي إلى منطقة للشرطة قبل ساعات من استقبال 2019 ، زف خبر سار لسكان سلا تمثل في الارتقاء بأمن العيايدة إلى منطقة للشرطة وتزويدها بالوسائل اللوجيتسيكية الضرورية، وأعطيت انطلاقة العمل بالمنطقة الشرطية في مقرها الجديد بتجزئة سيدي عبدالله، تحت إشراف عامل سلا عبدالرحمان بنعلي، وبحضور لجنة مختلطة تمثل مختلف المصالح المركزية والولائية التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني. كما جرى بالمناسبة افتتاح دائرتين أمنتين جديدتين بحي النجاح وحي الألفة بالنفوذ الترابي للمنطقة نفسها. وفي تصريح لوسائل الإعلام، قال يوسف بلحاج، رئيس الأمن الإقليميلسلا، «يأتي افتتاح منطقة العيايدة، في سياق جهود المديرية العامة للأمن الوطني لتجويد التغطية الأمنية بسلا، للوقاية من الجريمة وتعزيز الشعور بالأمن »، مشيرا إلى أنه «في إطار محاربة الجريمة وعقب إحداث فرقة متخصصة في مكافحة الشبكات الإجرامية التابعة للمصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، عينت فصيلة من هذه الفرقة على مستوى منطقة العيايدة تضم 40 عنصرا يعملون بالتناوب على امتداد اليوم والأسبوع، على متن سيارات مجهزة بوسائل التدخل، لمكافحة القضايا الإجرامية الخطيرة وملاحقة الأشخاص المبحوث عنهم. كما عينت ثلاث دوريات للدراجين يعملون بشكل مستمر وبالتناوب، بالإضافة لمجهود عناصر الأمن بدوائر المنطقة والدائرتين الجديدتين.. .»