دشن حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، الدخول السياسي الجديد، بهجوم وُصف ب"الأعنف من نوعه" على الحكومة، مركزا انتقاداته، بالخصوص، على رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران. وانتقد شباط، الذي كان يتحدث، أول أمس الاثنين، خلال الجلسة الافتتاحية للمهرجان الوطني للشباب والطلبة الذي تنظمه الشبيبة الاستقلالية، بالساحة الإدارية بمدينة مكناس، تحت شعار "من أجل الشعب"، كلا من رئيس الحكومة ووزير الداخلية ووزير العدل والحريات، معلنا أن "حزب الاستقلال سيبقى دائما مع الشعب وضد الفساد والمفسدين وضد التزوير"، محذرا في الوقت ذاته "من المس بالنظام الديمقراطي الذي هو أساس حزب الاستقلال"، نظرا لما قدمه من الشهداء في سبيل الحرية والاستقلال. وتحدث شباط عن 100 ألف نسمة بمدينة مكناس في "وضعية مزرية للغاية"، بسبب المشاكل مع وزارة الأوقاف، متسائلا عن ذنب هؤلاء السكان بعد مطالبتهم بالإفراغ، معبرا في الوقت ذاته عن تضامن الحزب مع أسرهم. واعتبر شباط عن المهرجان الوطني للشباب والطلبة محطة أساسية، ومدرسة في النضال، موضحا أن الشباب عماد الحزب، وأن هذا اللقاء يُعد فرصة ومسؤولية للحفاظ على تقاليد حزب الاستقلال، ما يفرض الاتصال بالشباب لترسيخ التواصل ورص الصفوف. وأكد الأمين العام لحزب الاستقلال أهمية هذا المهرجان، الذي يعرف مشاركة 5000 شاب وشابة يمثلون 1393 فرعا من المغرب. واعتبر المهرجان رسالة واضحة موجهة إلى الجميع، معبرا عن التزامه بشعار "من أجل الشعب"، الذي له أكثر من دلالة، ورسالة موجهة إلى الجميع. وطالب شباط في السياق ذاته الشباب بالمشاركة بكثافة في الوقفة، التي دعا إليها حزب الاستقلال، يوم 21 شتنبر الجاري، بالمركز الحدودي زوج بغال للمطالبة بفتح الحدود المغربية - الجزائرية، والمطالبة باسترجاع الأراضي الشرقية المغربية المستعمرة. من جانبه، اعتبر عبد القادر الكيحل، الكاتب العام للشبيبة الاستقلالية، في كلمته ألقاها بالمناسبة، تنظيم هذه الدورة بمدينة مناضلة من حجم مكناس، عربون وفاء لقلعة من قلاع الجهاد والكفاح الوطني من أجل الاستقلال وبناء الدولة الوطنية القوية والعادلة. وأضاف أن اختيار شعار المهرجان "مع الشعب" لم يكن من قبيل الصدفة، بل أملته آمال وآلام الشباب والشعب المغربي ككل، خصوصا أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية المزرية، التي يعيشها هذا الشعب، نتيجة لما اعتبره "إجهازا على المكتسبات"، التي حققها مع الحكومة السابقة وتلك المرتبطة بدستور 2011، ونتيجة للتدبير الحكومي المتذبذب والمخجل، الذي يكرس لغياب واضح لسياسة عمومية متعلقة بالشباب. وأضاف الكيحل أن منظمة الشبيبة الاستقلالية تهدف من خلال الاستمرارية في تنظيم هذه التظاهرة إلى تكوين جيل جديد من الشباب قادر على رفع التحديات في مواجهة أعداء الوطن وخصوم الديمقراطية. وجدد الكيحل في مداخلته المطالبة باسترجاع كل الأراضي المغربية، بما فيها سبتة ومليلية والجزر الجعفرية والصحراء الشرقية. وحث الكاتب العام الشبيبة الاستقلالية، التي تستعد لعقد مؤتمرها الوطني الثاني عشر، أن تجعل من هذه الدورة، محطة للتفكير الجماعي في مستقبل المنظمة والسبل الكفيلة بتطوير أدائها للحفاظ على زيادتها للعمل الشبابي الوطني، باعتباره فضاء وطنيا للنقاش الحر والمسؤول لمواكبة مختلف التطورات المجتمعية. وتتضمن الدورة الثالثة من المهرجان الوطني للشبيبة الاستقلالية المنظمة بمكناس من 7 إلى 12 شتنبر الجاري، عدة ندوات علمية وفكرية تناقش قضايا الشباب، بالموازاة مع مجموعة من الأنشطة الفنية والرياضية والورشات التكوينية.