كشف محمد ربيع لخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، عن نتائج التحقيق، التي تابعها المكتب حول حادث انحراف القطار 125 الرابط بين الدارالبيضاء وفاس، الذي وقع يوم 27 غشت الماضي بمدخل محطة زناتة. اصطدام قطارين على مستوى منطقة زناتة قال لخليع إن "تحقيق لجنة خبراء المكتب الوطني للسكك الحديدة أفضى إلى أن الحادث نتج عن خطأ بشري، نتيجة مجموعة من العوامل. وأوضح لخليع، في هذا الصدد، أنه تم استقبال قطار لنقل البضائع قدم من عين السبع بشكل عاد في خط المناورة بمحطة زناتة، وأنه اتباعا لذلك، فإن نظام التشوير الآلي وضع إشارة الحماية في وضعية مغلقة، وأن سائق القطار 125 ومساعده لم يحترما علامات التشوير، وتجاوزاها بسرعة عالية، رغم الفرملة الاستعجالية وعقرب التوجيه في وضعية منحرفة، ما أدى إلى انحراف القطار الذي انزلق نحو 300 متر تحت قوة الدفع وصدم المتعاون السككي الضحية، واحتك بعربة فارغة كانت مركونة على الخط المحاذي. وأشار إلى أنه من أجل الوقوف يتطلب القطار مسافة 1500 متر للفرملة العادية، و700 متر من أجل الفرملة الاستعجالية، وأنه في حالة هذا الحادث تمت الفرملة الاستعجالية للقطار بعدما تبقى فقط 15 مترا. وأضاف لخليع في ندوة صحفية عقدها، أمس الاثنين، بالرباط، لتقديم نتائج تحقيق المكتب، أن لجنة التحقيق أكدت أن تجهيزات التشوير والسكة والكثينة تشتغل بطريقة عادية، وأن الحادث لم ينتج عن اصطدام أو تلاحق بين قطارين، وأن العامل السككي المتوفي في الحادث لم تكن له أية مسؤولية في الحادث. وأبرز لخليغ أن السلامة السككية من أولويات المكتب، حيث إنه يشغل 8000 متعاون سككي، 75 في المائة منهم مكلفون بالسلامة السككية، مؤكدا، في هذا الصدد، أنه لا يوجد "صفر" خطر. وذكر المدير العام أن القطار 125 الرابط بين الدارالبيضاء وفاس، مكون من قاطرتين وعربة ومولد كهربائي و6 عربات للمسافرين بطاقة استيعابية تبلغ 500 مقعد، وأن عدد المسافرين، الذين كانوا على متنه بلغ 240 مسافرا. وأوضح أن القطار لدى وصوله إلى محطة زناتة أخذ المسار المؤدي إلى خطوط المناورة وزاغ عن مساره على الواحدة و35 دقيقة على مستوى عقرب توجيه في وضعية منحرفة ليرتطم بسرعة منخفضة بشاحنة فارغة لنقل البضائع كانت مركونة على السكة الموازية. وأكد أنه لما وقع الحادث تم فورا تجنيد كل الإمكانيات البشرية والتقنية اللازمة للتكفل بالمسافرين، كما تم تفعيل خلية الأزمة في الدقائق القليلة بعد هذا الحادث لتدبير الوضع وتسهيل ولوج عناصر الإغاثة إلى عين المكان في أسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أن حركة السير عادت إلى حالتها الطبيعية على الساعة الثانية بعد الزوال و45 دقيقة. وخلف الحادث، حسب لخليع، وفاة متعاون سككي، وإصابة 32 شخصا من الركاب تم نقلهم إلى المستشفى نزولا عند رغبتهم لإجراء فحوصات بالأشعة ليغادروه في اليوم نفسه حوالي السادسة مساء، كما قام المكتب بمعالجة جميع طلبات التكفل في إطار عقد تأميني عن المسؤولية المدنية، مؤكدا أن المكتب يبقى رهن إشارة زبائنه عن طريق قسم الشؤون القانونية لتدارس أية شكاية. وأضاف أنه في ما يخص طاقم القيادة، فأن رئيس القطار قد غادر المستشفى بعد يوم من العلاج، بينما مايزال السائق يخضع للمراقبة الطبية وأن حالته لا تدعو إلى القلق. وأشار المدير العام إلى أن المكتب الوطني للسكك الحديدية يجعل من السلامة أولى أولوياته وأنه اتخذ في إطار برنامجه التنموي لفترة 2010-2015 مجموعة من الإجراءات للتحسين المستمر لنظامها الخاص بالسلامة ولمكافحة المخاطر المرتبطة بالعنصر البشري، من خلال تبني نظام جديد لتدبير السلامة السككية حسب المعايير الدولية، وتبني برنامج صارم لتأهيل المتعاونين الذين يزاولون مهنا مرتبطة بالسلامة، وتفعيل برامج للتكوين الأساسي والمستمر، ومواكبتها بتأطير القرب، والتحديث المستمر لتجهيزات التشوير والتبني التدريجي لنظام التحكم بسرعة، الذي يمثل صمام الأمان الضروري للحد من هذا النوع من الأخطاء.