نوه عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، بحرص الأجيال المتتالية من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج بالتشبث بهويتهم المغربية، مخصصا للجيل الأول من المغاربة المقيمين في الخارج ثناء وتنويها كبيرين وذلك لتمكنهم من الوفاء لوطنهم والحفاظ على هويتهم المغربية وتنشئة أبنائهم على حب وطنهم الأم، بالرغم من الصعوبات التي اعترضتهم في بلدان الإقامة. وأعرب بنكيران، في كلمته الافتتاحية، أول أمس الأحد بالرباط، خلال تخليد أفراد الجالية ليومهم الوطني، الذي يصادف العاشر من غشت من كل سنة، عن اهتمام الحكومة بأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وبرعاية شؤون مغاربة العالم، مذكرا باستعداد الحكومة لتقديم الدعم الممكن لمواطنيها المقيمين في الخارج. وسرد رئيس الحكومة، أمام تمثيليات من أفراد الجالية المغربية، مجموعة من أوراش الإصلاح والإنجازات التي حققها المغرب في مختلف المجالات من أجل بناء دولة الحق والقانون، داعيا الكفاءات المغربية المقيمة في الخارج إلى الانخراط أكثر في الدينامية التي يعرفها بلدهم الأصلي المغرب. من جهته، أعلن أنيس بيرو، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، أن الوزارة أطلقت دراسة خاصة بالجيل الأول من مغاربة العالم، ستكون خلاصاتها موضوعا للنقاش والتداول في أفق بلورة برنامج متكامل يستجيب لمختلف حاجيات هذا الجيل الذي تقدم به العمر. وأشاد بيرو بارتباط الجيل الأول من مغاربة العالم بوطنهم، مبرزا أن تخليد اليوم الوطني للجالية المغربية المقيمة في الخارج، تحت شعار "لقاء الامتنان والعرفان للجيل الأول"، يعد اعترافا بما أسداه الجيل الأول من خدمات جليلة لوطنه الأم، مؤكدا أن الجيل الأول من المهاجرين المغاربة أصبح نموذجا يحتذى به في قيم الوطنية من طرف باقي الأجيال المتلاحقة من مغاربة العالم. وفي السياق ذاته، ذكر عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، بالدور الذي اضطلع به المتطوعون المغاربة خلال الحربين العالميتين، الأولى والثانية، وبدور المهاجرين الذين غادروا المغرب بعد الحرب العالمية الثانية في الدفاع عن القيم الإنسانية السامية وتكريس قواعد العيش المشترك والمساهمة الفعلية في بناء أوروبا الحديثة، مشيرا إلى أن المغرب يولي أهمية كبرى لجاليته من خلال تخصيص وزارة لرعاية شؤونها، فضلا عن مجموعة من المؤسسات التي تواكب الجالية في بلدان إقامتها وعند حلولها في المغرب، ومنها مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين في الخارج، ومؤسسة محمد الخامس للتضامن. وعرف الاحتفال تكريم مجموعة من أفراد الجيل الأول من المغاربة المقيمين بمختلف الدول عبر العالم، كما تم عرض شريط وثائقي حول هذا الجيل، وتقديم شهادات لمشاركين من الجيل الأول لمغاربة العالم حول مسار حياتهم بالمهجر. إذ تعد هذه المناسبة إطارا لتعزيز التواصل والتشاور المباشر بين المواطنين المغاربة بالخارج وكافة المتدخلين من أجل التعرف على متطلباتهم وانتظاراتهم قصد أخذها بعين الاعتبار في بلورة السياسات والبرامج الموجهة لهذه الفئة. ويعكس موضوع هذه السنة اعترافا بهذا الرأسمال البشري الذي ساهم على مدى العقود الماضية في عملية بناء المغرب الحديث، وفي توطيد العلاقة معه، وفي الحفاظ على الهوية الوطنية بمختلف أبعادها اللغوية والثقافية والروحية.