لأول مرة في المغرب، تشهد انتخابات الهيئة الوطنية للأطباء في المغرب، إقبالا مكثفا من قبل الأطباء، وصف بأنه "غير المنتظر وغير المسبوق"، منذ آخر استحقاق للهيئة، الذي أجري في يناير 1996، إذ لم تكن المشاركة تتجاوز 10 في المائة. وتميزت انتخابات الهيئة بمشاركة مكثفة لأصحاب الوزرة البيضاء من مختلف القطاعات المهنية، من القطاعين العام والخاص والجامعي، إذ تراوحت نسبة المشاركة بين 50 و85 في المائة، حسب مكاتب الاقتراع الموزعة بين الجهات، والتقديرات الأولية، التي كشفت عنها مصادر طبية. وقالت مصادر "المغربية" إن عملية استكمال الإجراءات تواصلت صباح أمس الأربعاء، في كل مكاتب الاقتراع بالدارالبيضاء ومراكشوأكادير، ما أجل الإعلان عن نتائج الانتخابات. وأفادت مصادر طبية مثلت القطاع الخاص في انتخابات الهيئة، أن هذه الانتخابات تعد "مفخرة للمغرب وليس لمهنة الأطباء فحسب، بالنظر إلى المشاركة المكثفة، التي لم يشهدها القطاع خلال السنوات الماضية". واعتبرت المصادر أن المشاركة المكثفة "تعد أفضل النتائج الممكن تحصيلها من الانتخابات، بغض النظر عن الفائزين وممثلي المهنيين في المجالس الجهوية أو المجلس الوطني للهيئة". وزكت هذه الملاحظات مصادر طبية أخرى، مثلت أطباء القطاع العام في الانتخابات، ووصفت مشاركة الأطباء بأنها لم تكن منتظرة، وخرجت عن التوقعات، موضحة أن مشاركة أطباء القطاع العام في عدد من الجهات بلغت 80 في المائة، بينما لم تكن تتجاوز في الانتخابات السابقة 10 في المائة. وذكرت المصادر أن الانتخابات مرت في جو من الاحترام بين المهنيين، كما مرت الحملة الانتخابية بمراعاة للأخلاق دون تسجيل تجاوزات أو سلوكات غير محمودة بين المهنيين. وشدد المصدر على ضرورة استمرار الأطباء في تحمل المسؤولية الأخلاقية للدفاع عن المهنة وتحصينها، والمساهمة في إنجاح عمل الهيئة لما فيه خير لجميع المواطنين. ومن النتائج الأولية، غير الرسمية، التي توصلت بها "المغربية"، إلى حدود ظهر أمس الأربعاء، أن نسبة المشاركة وصلت 50 في المائة بالدارالبيضاء، و85 في المائة بمراكش، و70 في المائة بفاس، و90 في المائة ببركان. وعللت المصادر هذا الإقبال المكثف بتعديلات القانون المنظم لمهنة الطب، التي ساهمت بشكل كبير في الانخراط في الانتخابات. ومن النتائج الجزئية للانتخابات الجهوية، بالنسبة لأطباء القطاع الجامعي، إلى حدود منتصف أمس الأربعاء، فوز البروفيسور عادل الإبراهيمي، طبيب الجهاز الهضمي، ورئيس سابق لجمعية طبية في المجال، بمدينة فاس، والبروفيسور ناجب، اختصاصي في أمراض المفاصل والعظام بمدينة مراكش، والبروفيسور بالحوس، اختصاصي في الطب الشرعي بمدينة الجديدة، والبروفيسور بنيعيش، اختصاصي الطب الباطني في الشمال، والبروفيسور شرتي، اختصاصي أمراض القلب والشرايين بمدينة أكادير. ومن الرباط، احتلت الرتبة الأولى البروفيسور نادية اسماعيلي، اختصاصية في أمراض الجلد، بينما جاء في الرتبة الأولى في الدارالبيضاء البروفيسور الكرش اختصاصي في أمراض العظام والمفاصل. وأعلن البروفيسور مولاي الطاهر العلوي، الرئيس الحالي للهيئة الوطنية للأطباء، في تصريح ل"المغربية"، أن الانتخابات المهنية مرت في "جو ملائم، يسوده الاحترام المتبادل بين العاملين في المهنة، وفي أجواء من الشفافية ووفق منهجية واضحة، في 47 مكتبا على الصعيد الوطني". وأكد أن الأطباء الفائزين في الانتخابات يتوفرون على جميع الآليات الكفيلة بضمان اشتغالهم في ظروف حسنة، بما يخدم المهنة وحقوق المواطنين، وضمان ممارسة الطب وفق القواعد والقوانين الجاري بها العمل.