لم يخف بعض مسؤولي الموانئ الأفارقة إعجابهم بالتطور الملحوظ الذي شهده ميناء طنجة المتوسط، كمنشأة مينائية متميزة على المستوى العالمي، معربين عن رغبتهم في الاستفادة من التجربة المغربية في مجال الصناعية المينائية والنقل البحري. وأبرز هؤلاء المديرون، خلال اجتماع خاص أمس الجمعة بالرباط، لنادي الموانئ بمنتدى كران مونتانا، أهمية تحسين مستوى التعاون جنوب جنوب في مجال الموانئ، مشددين على أن المغرب يتوفر على مؤهلات تمكنه من أن يصبح نقطة ربط بالنسبة للصناعة المينائية شمال جنوب وجنوب جنوب. كما شدد المتدخلون على أهمية القطاع المينائي بالنسبة للتنمية الاقتصادية، داعين للنهوض بالمبادلات التجارية بين البلدان الأفريقية وتثمين الاستثمارات في هذا القطاع الواعد وتطوير شراكات بين الموانئ الكبرى في أفريقيا من أجل الاستفادة من الطاقات التي تزخر بها القارة. واعتبروا أن التمويل والتدبير يشكلان المفتاح للتوفر على نقل بحري فعال، وذلك من أجل تحديث الموانئ الأفريقية، معربين عن الأمل في أن تتمكن الموانئ الأفريقية الأخرى من الاقتداء بميناء طنجة المتوسط واستفادة الأطر التابعة لهم من دورات تكوينية بالمغرب. وأكد المدير العام لميناء طنجة المتوسط، السيد يوسف إمغري أن الميناء، الذي يعد إحدى المنشئات المينائية الفاعلة على المستوى الدولي في نقل الحاويات، والذي يقع بأقرب نقطة من أوروبا، قد أصبح محطة استراتيجية في ملتقى الطرق بين أفريقيا وأوروبا وآسيا. وذكر بأن نادي موانئ أفريقيا لمنتدى كران مونتانا منح مؤخرا في بروكسيل درجة أفضل ميناء في السنة لميناء طنجة المتوسط، فيما حصل ميناء الدارالبيضاء على درجة أحسن ميناء جهوي على المستوى الأفريقي. وأوضح السيد إمغري أن ميناء طنجة المتوسط الذي يقع في ملتقى أهم الطرق البحرية، يستحوذ على 20 في المائة من حجم نقل الحاويات عبر مضيق جبل طارق، مما جعل منه منصة جديدة لوجيستية وصناعية عالمية، مستعرضا الاستراتيجية الوطنية المينائية 2030، الهادفة لتقوية الاقتصاد الوطني وتنافسيته. ويعد منتدى كران مونتانا، الذي أسس في 1986 منظمة دولية سويسرية تعمل على تشجيع التعاون الدولي والنمو الشامل والنهوض بالاستقرار والمساواة والأمن، كما يعمل على نشر أفضل التدابير في هذه المجالات. ويجمع هذا الحدث السنوي، منذ 1990 رؤساء الدول والحكومات والوزراء والمنظمات الدولية والبرلمانيين ومديري المقاولات من مختلف أنحاء العالم.