قالت فيونا وولف، لورد عمدة لندن، أن اليومين اللذين قضتهما، خلال زيارتها للمغرب "كانا مثمرين بكل المقاييس"، حيث التقت بالعديد من المسؤولين المغاربة. (كرتوش) وأبرزت وولف، خلال اللقاء الصحفي، الذي عقدته بمعية كزافيي رولي، الرئيس التنفيذي لمجموعة لندن للأوراق المالية، وكريم حجي، المدير العام لبورصة الدارالبيضاء، أول أمس الأربعاء، بعد اللقاء الذي عقدته مع إدريس الضحاك، الأمين العام للحكومة، أن هذا الأخير أكد لها أن هناك العديد من المجالات التي يمكن للبلدين تطوير التعاون فيها، معلنة أنه في ما يخص التعاون بين بورصتي البلدين أن "هذا التعاون سيكون تعاونا ماليا وقانونيا". وأكدت فيونا، خلال اللقاء، الذي حضره سفير بريطانيا بالرباط، أن المغرب له علاقات مع الدول الناطقة بالفرنسية، في إفريقيا" ولكن هذا لا يمنع أن تكون له علاقات مع الدول الناطقة بالإنجليزية في المنطقة"، مشددة على أن المغرب "بوابة للمستثمرين الأجانب في القارة الإفريقية، في إطار التعاون شمال جنوب، وفي إطار التعاون جنوب جنوب. وفي ردها على سؤال ل"المغربية" حول انتظار حتى سنة 2014 لعقد شراكة استراتيجية بين بورصة البلدين، في الوقت الذي يعود تاريخ تأسيس مجموعة لندن للأوراق المالية إلى سنة 1801، وتاريخ تأسيس بورصة الدارالبيضاء إلى سنة 1929، أكدت وولف أن السبب يكمن في " كوننا أصبحنا نعيش في عصر السرعة والتكنولوجيا لم تكن متوفرة في الماضي"، مبرزة أن المغرب يتوفر على مناخ ملائم للاستثمارات الأجنبية، في ظل التقدم الذي يشهده المجال الاقتصادي، مؤكدة أن حي المال والأعمال بلندن حريص على تطوير شراكته مع المغرب باعتباره فاعلا رئيسيا في المنطقة. وأضافت فيونا أن المغرب يتمتع بمناخ ملائم للاستثمارات، ومؤهلات تنافسية،" الاقتصاد المغربي حقق خلال السنوات الأخيرة إنجازات جيدة ونموا متواصلا"، موضحة أن اتفاقيات الشراكة الثلاث، التي وقعها المدير العام لمجموعة لندن للأوراق المالية لكريم حجي، المدير العام لبوصة الدارالبيضاء، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، " تعكس الشراكة الاستراتيجية، وكذا التزام كل الطرفين في تعزيز الجاذبية الدولية للمغرب، الذي يتموضع كمركز مالي جهوي". من جانبه، قال رولي، الرئيس التنفيذي لمجموعة لندن للأوراق المالية،" إننا سعداء لاختيارنا شريكا لبورصة الدار البيضاء لتمكينها من توسيع نطاق خدماتها"، معلنا "أمام هذه الشراكة الاستراتيجية بين مجموعة لندن للأوراق المالية وبورصة الدارالبيضاء فرص تجارية كبيرة محتملة في المغرب وشمال إفريقيا وغربها ووسطها، ونأمل أن تعمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين بريطانيا والجهة". وأكد "أن التزامنا قوي، ونحن نأمل أن نرى المزيد من الشركات البريطانية تقوم بأعمال مع المغرب لتسهيل النمو عن طريق طرح منتجات وخدمات وخبرات عالمية وذات كفاءة عالية لتعزيز النمو الاقتصادي ودعم خلق فرص العمل والنمو". من جانبه أوضح حجي" نحن سعداء لتوقيع ثلاث اتفاقيات مع أقدم بورصة في العالم، تتويجا للعلاقات التي تربط المغرب بالمملكة العظمى، التي تعود إلى 800 سنة"، مبرزا أن هذه الشراكة التي تعزز التعاون الذي تأسس بالفعل بين القطب المالي للدارالبيضاء والقطب الماليللندن في عام 2012، "الذي سوف يسمح لبورصة الدارالبيضاء للأوراق المالية بتطوير السيولة في السوق المالية مع تعزيز موقعها لوحدة دوارة للأسواق المالية". وأشار إلى أن بورصتي البلدين" سيبنيان معا أساسا متينا يمهد الطريق أمام فرص أخرى من الأعمال والاستثمار في شمال إفريقيا وغربها ووسطها". وأكد مديرا البورصتين، أن المغرب، الذي شهد كيف يراهن على مؤهلاته من أجل خلق فرص اقتصادية لفائدة مستثمرين دوليين في عدد من القطاعات الحيوية، عازم على ضم جهوده إلى جهود المؤسسات الماليةاللندنية بما يخدم المصالح الاقتصادية للبلدين، مشددين على أن البلدين عازمان على تطوير التعاون وخلق تناسق بين المؤسسات المالية للبلدين بهدف تنمية أنشطتها الاقتصادية، بما يعود بالفائدة على القارة الإفريقية، وفق مقاربة عادلة ومنصفة تعطي زخما للنمو والرفاه المشترك والتنمية البشرية. وأبرزا أنه بموجب الاتفاقيات الثلاث بين بورصتي البلدين، ستعملان بالتعاون مع مختلف الفعاليات الاقتصادية والمالية، على تطوير الأسواق المالية المغربية والجهوية لاسيما من خلال التكنولوجيا عن طريق اقتناء حل تسعيرة التداول، ثم عبر تمويل الشركات الصغرى والمتوسطة، عبر إنشاء سوق متخصصة للشركات المغربية الصغيرة والمتوسطة على طراز سوق الاستثمار البديل مع تعزيز طاقتها أيضا، فضلا عن المنتجات والأسواق الجديدة، عبر إنشاء سوق للمشتقات والمنتجات الماليةالجديدة، والاستفادة في هذا المجال من خبرات مجموعة لندن للأوراق المالية، وإنشاء بنية أساسية للسوق متكيفة مع تطور السوق المالية المغربية الملتزمة بالشراكة. وأكدا أن الشراكة الاستراتيجية، تنص على إنشاء لجنتين، تهم "لجنة استشارية" تتألف من مختلف ممثلي السوق المالية المغربية، مكلفة برصد تنفيذ خطة عمل الشراكة وضمان تماسكها، ثم" لجنة قيادة" مؤلفة من فرق تشغيلية لبورصة الدارالبيضاء ومجموعة لندن للأوراق المالية، وتكون مسؤولة عن نشر خطة العمل. تجدر الإشارة إلى فيونا وولف، وهي اللورد العمدة 686 للحي الماليبلندن، قامت بزيارتها للمغرب من 16 إلى 18 يونيو الجاري، على رأس وفد مهم من رجال الأعمال البريطانيين، من أجل بناء الروابط وتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وبحث آفاق دعم وتطوير القطب المالي الإقليمي، الذي أنشأه المغرب محل مطار آنفا وسط الدارالبيضاء، وأدواره المستقبلية في تعزيز علاقات الحي المالي في لندن بمنطقة شمال وغرب إفريقيا.