بخطى بطيئة لكن ثابتة، تواصل مجموعة الضحى انطلاقتها البارزة في إفريقيا جنوب الصحراء باقتحامها مؤخرا سوق جمهورية الكونغو الديمقراطية، هذا البلد الشاسع بوسط إفريقيا الذي تعادل مساحته أربعة أضعاف مساحة فرنسا، والذي يزخر بموارد طبيعية ومعدنية هائلة على المستوى العالمي. تسير المفاوضات التي تجريها مجموعة الضحى، التي استقبل رئيسها المدير العام، أنس الصفريوي من قبل الرئيس الكونغولي، جوزيف كابيلا، مع السلطات المختصة بالبلد المضيف، بشكل جيد وتتجه نحو إبرام وتفعيل اتفاق هو الأول من نوعه في مجال السكن الاجتماعي بجمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تقدر ساكنتها ب 76 مليون نسمة. وحسب المعطيات التي تم استقاؤها بعين المكان، فإن كل شيء جاهز، ويعكف خبراء الجانبين حاليا على دراسة الصيغ المرتبطة باختيار المواقع والبقع الأرضية في مدينة كنشاسا (أربعة مواقع) التي ستشيد بها 15 ألف وحدة للسكن الاجتماعي ستستفيد منها الطبقات المتوسطة وذات الدخل المحدود. من جهة أخرى، أعلنت مجموعة (بنك أوف أفريكا) بجمهورية الكونغو الديمقراطية، التي يملك معظم أسهمها البنك المغربي للتجارة الخارجية، مؤخرا، عن وضع قرض للسكن طويل الأمد رهن إشارة زبنائها، وهي سابقة من نوعها في هذا البلد، بهدف تمكينهم من امتلاك سكن. ويمتد القرض المطروح في سوق الكونغو الديمقراطية من أجل امتلاك السكن على 15 سنة. ويوجه هذا القرض طويل الأمد، الذي سيمكن المأجورين من اقتناء مساكنهم، لجميع المواطنين الكونغوليين حسب قدراتهم على التسديد. وكان الرئيس المدير العام لمجموعة (بنك أوف أفريكا)، الذي جمع لأول مرة بكينشاسا المجالس الإدارية لستة بنوك للمجموعة وسط وشرق إفريقيا والمحيط الهندي، محمد بناني، أكد بهذه المناسبة أن "أهم شيء بالنسبة لنا نحن المستثمرين هو الثقة، والحديث عن الثقة يعني الاستقرار السياسي والاقتصادي والمالي" مضيفا "نحن مقتنعون بأن الوضع يسير نحو الأفضل". ويأتي اقتحام سوق السكن الاجتماعي بجمهورية الكونغو الديمقراطية غداة الإعلان عن أشغال بناء مجموعة الضحى ل15 ألف وحدة للسكن الاجتماعي في جمهورية الكونغو برازافيل، التي يتوقع إطلاقها في يوليوز المقبل باستثمار يفوق 250 مليون أورو. وصرح الصفريوي بالمناسبة بأن الهدف "هو تمكين الكونغوليين من التوفر على مساكن في وقت قصير جدا مع قرض يتراوح ما بين 20 و25 عاما"، موضحا أن الرئيس الكونغولي دينيس ساسو نغيسو "كان قد أعطى تعليماته لكي يتم وضع الحجر الأساس لانطلاق أشغال بناء المساكن في الأسبوع الأول من شهر يوليوز المقبل". من جهة أخرى، وقع الطرفان على اتفاق لبناء معمل للاسمنت من قبل المجموعة المغربية "اسمنت أفريقيا" في ضواحي كينشاسا بقدرة إنتاجية 500 ألف طن سنويا. وتميل الإجراءات والخطوات التي اتخذت إلى حدود الآن، من هذا الجانب أو ذاك، إلى الاستكشاف والبحث عن الموقع المناسب الذي سيقام عليه معمل الاسمنت، الذي يعد الأول من نوعه الذي تقيمه المجموعة في جمهورية الكونغو الديمقراطية. يشار إلى أن العديد من مصانع الاسمنت، التي شيدتها المجموعة في عدد من بلدان افريقيا جنوب الصحراء، شرعت في العمل أو توجد في طور البناء. ويتعلق الأمر، بالإضافة إلى دولتي الكونغو، بكل من الكوت ديفوار والكامرون وغانا وموريتانيا والغابون وغينيا كوناكري والسنغال ومالي والنيجر وبوركينافاسو والتشاد. وكان الرئيس المدير العام لمجموعة الضحى أكد في تصريحات صحافية، أدلى بها مؤخرا، أن عدد سكان القارة الافريقية يبلغ حاليا 600 مليون نسمة وسيصل في أفق 2025 أكثر من مليار نسمة، مبرزا أن هناك إمكانيات هائلة، ليس فقط بالنسبة للسكن أو الاسمنت، بل أيضا بالنسبة لكافة قطاعات الأنشطة. وفي ما يتعلق ببرامج السكن، التي تم إطلاقها بالفعل في بعض البلدان الافريقية جنوب الصحراء، كان الصفريوي أعرب عن اعتقاده بأن الهدف هو بلوغ إنتاجية مثلى ستشكل ما بين 20 و25 في المائة من رقم معاملات مجموعة الضحى خلال سنتين، أي ملياري درهم. كنشاسا (و م ع)