يعد مرض "كوازاكي" أحد أنواع الأمراض النادرة في العالم، وتسجل أكثر حالات الإصابة به في اليابان، وهو ما يبرر تسميته بلقب الطبيب الياباني كوازاكي، الذي اكتشفه سنة 1967. ويعد المغرب من بين البلدان التي تسجل بها بعض الإصابات بالداء، بمعدل 10 حالات في كل 100 ألف نسمة، إلا أنها تظل قليلة، ولا تشكل قضية صحة عمومية، حسب البروفيسور حبيبة الحاج خليفة، أستاذة سابقة بكلية الطب ورئيسة قسم الأطفال 3 بمستشفى الأطفال عبد الرحيم الهاروشي، التابع للمستشفى الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء، في تصريح ل"المغربية". وتتمثل خطورة الداء في مضاعفاته الجانبية، التي تهدد عضلة قلب المصابين، إذ أن 30 في المائة من مرضى "كوازاكي" يعانون مضاعفاتفي القلب، بسبب التهاب العروق، التي تصبح أكثر سمكا، وتضرر غشاء عضلة القلب. ويشخص المرض بشكل بارز لدى الأطفال دون سن الخامسة في المغرب، خصوصا الفئة اقل من سنة، ويظهر حتى بين الفئة 5 و10 سنوات، كما يظهر لدى بعض البالغين، إلا أنها تظل حالات استثنائية، حسب البروفيسور الحاج خليفة. ومن إشكالات تشخيص الداء، غياب أعراض دقيقة واضحة خاصة بالتعرف عليه، وأعراضه عبارة عن علامات يمكن التعرف عليها مجتمعة، إذ توجه تفكير الطبيب المعالج إلى وضع فرضية الإصابة. وترى الحاج خليفة أنه من الضروري تعزيز انخراط الأطباء المغاربة في التكوين المستمر، لتذليل صعوبات تشخيص الداء، الذي يظل غير معرف، ليس وسط عموم الناس فحسب، بل حتى بين أطباء طب الأطفال، ناهيك عن اسمه الذي يثير استغراب العديد من الناس. وأوضحت الاختصاصية أن من إشكالات المرض، أنه صعب ومعقد التشخيص من قبل الأطباء، سواء التشخيص السريري أو البيولوجي، لتشابه أعراضه مع أمراض أخرى، مثل مرض الحصبة الحمراء (بوحمرون) أو الحساسية الجلدية المفرطة. ومن مميزات الداء، أيضا، أنه سريع الشفاء في حالة التشخيص المبكر، إذ يدخل في علاجه "الأسبرين"، لتخفيض الحرارة، والعلاج بمادة "الايمونوغلوبيلين"، وهي الأمصال المشتقة من البلازما، التي توفرها مراكز تحاقن الدم.