رفض الرئيس الأميركي باراك أوباما بشدة الخميس الاعتذار عن إجراء صفقة لتبادل الأسرى بين حركة طالبان والولايات المتحدة لإطلاق سراح جندي أميركي بالرغم من حملة سياسية واسعة ضده في واشنطن. وتتعلق الانتقادات التي يطلقها كل من الجمهوريين والديموقراطيين بمدى قانونية الإفراج عن خمسة عناصر من طالبان في معتقل غوانتانامو مقابل السرجنت في الجيش الأميركي بو برغدال. ويشكك هؤلاء أصلا في مبدأ التبادل بشكل عام. وردا على سؤال عن الجدال الدائر في واشنطن خلال وجوده في بروكسل للمشاركة في اجتماع مجموعة السبع رفض الرئيس الأميركي الاعتذار مشددا على واجبه كقائد عام للقوات المسلحة في استرداد برغدال من أيدي طالبان في أفغانستان. وقال أوباما "لدينا مبدأ أساسي: لا نترك أحدا يرتدي البزة الأميركية خلفنا", مضيفا انه قرر التحرك الأسبوع الماضي لان صحة برغدال, المحتجز لدى طالبان منذ خمس سنوات, كانت تتدهور. وأضاف "رأينا فرصة وانتهزناها وأنا لا اعتذر عن ذلك". ودافع أوباما أيضا عن قراره الإعلان عن إطلاق سراح برغدال في تصريح بثه التلفزيون من حديقة البيت الأبيض والى جانبه أهل الجندي. وفي هذا الصدد أكد أن "ما يحصل ليس لعبة كرة قدم سياسية. هناك أهل تطوع ولدهم للقتال في ارض بعيدة ولم يروه منذ سنوات عدة". وأضاف "لا اعتذر أبدا عن التأكد من إعادتنا شاب إلى أهله والشبع الأميركي يتفهم انه ابن احد ما". ومن بين الانتقادات التي تطول أوباما أنه يواجه أصلا أزمات عد, وقد تورط أكثر عبر التفاوض مع حركة طالبان من دون إبلاغ الكونغرس أو أنه اخترع نجاحا سياسيا لحجب فضائح أخرى. واتهمت رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الديموقراطية دايان فينستين الرئيس الأميركي بانتهاك القانون لعدم إبلاغه المشرعين بنقل السجناء من غوانتانامو قبل 30 يوما. وقدم البيت الأبيض شروحات عدة لتحركه من دون إبلاغ الكونغرس, وتحدث في البداية عن الخطر المحيط ببرغدال من حيث صحته وأمنه. ثم أشار في وقت لاحق إلى أن التأخر كان من شأنه أن يتعارض مع مهمة الرئيس الدستورية بحماية الأميركيين. من جهته أشار مسؤول أميركي الخميس إلى أن فيديو نشر في كانون الثاني/يناير الماضي اظهر برغدال في حالة صحية سيئة ما عزز ضرورة إطلاق سراحه. وأضاف المسؤول انه لم يكن من الممكن الكشف عن محتوى الملخص المرسل إلى أعضاء مجلس الشيوخ, لكنه قال إنه تم إبلاغهم أن حياة برغدال ستكون بخطر في حال "تم الكشف عن إجراءات عملية التبادل". وقال مساعد أحد أعضاء مجلس الشيوخ لوكالة فرانس برس ان الحكومة "حصلت على معلومات ذات مصداقية مفادها انه إذا تم نشر أدنى معلومة تتعلق بمسألة التبادل فإن برغدال سيقتل". وما يعقد أكثر الدفاع عن عملية التبادل هي الظروف المحيطة بأسر برغدال إذ أن بعض الجنود يتهمونه بالفرار, في حين أعلن الجيش الأميركي أن سيحقق في الموضوع لتحديد ما إن كان هناك ضرورة لفرض عقوبة تأديبية عليه. وقال السناتور جو مانشين الأربعاء قبل اجتماع مغلق للأعضاء المائة في مجلس الشيوخ الذين تسلموا تفاصيل عن عملية التبادل أن "الأمر لا يبدو جيدا". ونقلت محطة سي بي اس أن وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون تقول في مذكراتها التي ستنشر قريبا, انها بحثت في الإفراج عن برغدال ولكنها كانت تعلم انه من الصعب أن يتفهم الشعب الأميركي المفاوضات مع طالبان. وألغت بلدة هايلي (ايداهو) التي نشأ فيها برغدال مسيرة للترحيب به في 28 حزيران/يونيو "من اجل السلامة العامة". وجاء في بيان صادر عن موقع داعمي برغدال الالكتروني أن البلدة التي يبلغ عدد سكانها ثمانية آلاف نسمة، تفتقد البنية التحتية الأساسية لتنظيم احتفال كبير، متوقعة مشاركة "حشد كبير من الناس الذين يريدون تقديم الدعم أو الاحتجاج" ومن التساؤلات المطروحة في واشنطن ما إذا كان أوباما الذي أمضت إدارته سنوات في دراسة الخيارات للتوصل إلى إطلاق سراح برغدال, يدرك أبعاد التبعات السياسية لهذه الخطوة. وقال السناتور الجمهوري مارك كيرك "اعتقد انه لم يفهم الرد العنيف على إطلاق سراح خمسة قادة من غوانتانامو". بدوره أشار السناتور الجمهوري ليندسي غراهام إلى أن أوباما قرر الصفقة لتخفيض عدد المعتقلين في غوانتانامو. وقال مسؤول أميركي إن الزيادة في الخطوات الهادفة لإطلاق سراح معتقلين من غوانتانامو تمهد الطريق للإدارة التي تعمل من اجل إغلاق المعتقل بالكامل. وأكد مسؤول كبير في الإدارة الأميركية "هناك عددا كبيرا من عمليات النقل (المعتقلين) وفي مراحل مختلفة واعتقد أنكم سترون تقدما ملحوظا هذه السنة". إلا أنه رفض أن يذكر أي أرقام محددة.