تم مساء أمس الأربعاء بمؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي بالدارالبيضاء، تقديم كتاب "ذاكرة يهود المغرب الشرقي" بحضور شخصيات بارزة من عالم الفن والثقافة. ذكر الرئيس التنفيذي للمؤسسة، جاك طوليدانو، في افتتاح هذا اللقاء، أن هذا المؤلف الجماعي يبرز أجواء الانسجام والتعايش والتسامح التي سادت خلال قرون عديدة بالمملكة وخاصة في المنطقة الشرقية. أضاف جاك طوليدانو أن هذا الكتاب يعرض المعالم الرئيسية التي ترمز إلى المعيش المشترك، مشيرا إلى أن اليهود والمسلمين يكرمون أحياناالأولياء نفسهم ويرتادون الأضرحة نفسها. من جهته، أكد سيرج بيرديغو، السفير المتجول لصاحب الجلالة أن إصدار طبعة جديدة للكتاب يأتي مباشرة بعد الرسالة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة تدشين المعبد اليهودي "صلاة الفاسيين" بفاس في 13 فبراير 2013 بعد ترميمه. وذكر أن صاحب الجلالة أكد في هذه الرسالة السامية أن اليهودية المغربية تمثل اليوم إحدى الروافد العريقة للهوية الوطنية. وأبرز الناشر عبد القادر الرتناني أن هذا الكتاب، الذي يقع في 213 صفحة، والذي صدر عن دار نشر "مفترق الطرق"، يضم عدة صور وشهادات ومعطيات تاريخية حول التراث العبري في المغرب الشرقي. وأضاف أن هذا العمل، الذي تطلب سنتين من البحث والسفر والتعاون على الصعيدين الوطني والدولي، يتعرض لجوانب من الحياة في قرية "دبدو" الصغيرة التي عاشت فيها مختلف الطوائف في أجواء من التضامن والحميمية والتعايش، مبرزا أنه ستتم ترجمة هذا الكتاب إلى الإنجليزية والعربية والأمازيغية. من جهته، أكد مدير وكالة تنمية الجهة الشرقية، محمد امباركي، أن الطائفة اليهودية المغربية الموزعة على عدة جهات بالمغرب وعدة مناطق عبر العالم ظلت دائما مخلصة لوطنها المغرب. وأضاف أن هذا الكتاب يتيح للقارئ تفاصيل عن مواقع اليهودية بالمغرب، وخاصة في دبدو، الجماعة الصغيرة التي ضمت أزيد من 150 أسرة فرت من اشبيلية في فترة محاكم التفتيش، معلنا من جهة أخرى عن إحداث دار للثقافة مخصصة لليهودية بهذه الجماعة الصغيرة. حضر هذا اللقاء والي جهة الدارالبيضاء الكبرى عامل عمالة الدارالبيضاء، خالد السفير، وقناصلة الولاياتالمتحدة وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا ومنتخبون وعدة شخصيات.