كشفت آخر إحصائيات المركز السينمائي المغربي أن 216 قاعة سينمائية اختفت بين سنتي 1985 و2014، مشيرة إلى أن عدد دور العرض تناقص من 247 قاعة سنة 1985 إلى 31 قاعة بواقع 57 شاشة حتى متم الشهر المنصرم. من القاعات السينمائية التي أصبحت في خبر كان (خاص) وأكدت أن تناقص عدد دور العرض تسبب في تراجع عدد المرتادين من 45 مليونا و506 آلاف متفرج سنة 1980 إلى مليون و700 ألف مشاهد سنة 2013، وبالتالي، تراجع الإيرادات من 144 مليونا و530 ألف درهم سنة 1988 إلى 74 مليونا و850 ألف درهم سنة 2013، رغم ارتفاع قيمة أسعار تذاكر السينما عشر مرات. وأفادت الإحصائيات ذاتها أن عدد القاعات السينمائية بلغ 156 قاعة مع بداية الاستقلال (1956) ليصل إلى 247 سنة 1985، ويبدأ في النزول سنة 2006، إذ وصل عددها إلى 97 قاعة لينتهي إلى 31 قاعة حاليا. وتتمركز 30 في المائة من الشاشات بمدينة الدارالبيضاء، إذ يصل عددها إلى 26 شاشة، تتوزع على 10 قاعات من أبرزها "ميكاراما"، التي تستحوذ لوحدها على 14 شاشة. وتتوزع باقي القاعات السينمائية على مدن مراكش، التي تتوفر على 12 شاشة موزعة على 4 قاعات، وتتمركز بطنجة والرباط 4 قاعات لكل منهما، مقابل 3 قاعات في تطوان ومثلها في مكناس وقاعة واحدة بوجدة، وسلا، وأكادير، في الوقت الذي فقدت مدن أصيلة وسطات قاعاتها السينمائية التي كانت نشطة العام المنصرم. وتؤكد كل هذه المؤشرات الرقمية الحالة المتدهورة التي وصلت إليها فضاءات العرض، نتيجة عوامل عدة، منها مشكل القرصنة، وغياب الموزعين المحترفين، إضافة إلى حصار القنوات الفضائية، وانتشار مواقع تحميل الأفلام على الأنترنت، وعدم الاهتمام بتجهيز القاعات وإهمالها، وتحويلها إلى مشاريع مربحة، من قبيل إقامة شقق ومركبات تجارية. ورغم أن السينما المغربية حققت قفزة نوعية، سواء على مستوى الكم والكيف، في السنوات الأخيرة، إذ وصل عددها سنويا إلى 25 فيلما طويلا، وحوالي 80 فيلما قصيرا، إلا أنها مازالت تعاني مشكل التراجع المستمر لعدد القاعات. وحسب خارطة التوزيع السينمائي في المغرب، مازالت أزمة تناقص القاعات السينمائية تتحكم وتحول دون عرض أفلام أنتجت منذ ثلاث أو أربع سنوات، ما يؤثر سلبا على مداخيل العديد من الأفلام التي يضطر مستغلو القاعات إلى وقف عرضها لترك الفرصة أمام أشرطة أخرى.