أكد وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، أمس الأحد في ليبرفيل، أن المغرب تمكن من بناء نموذج اقتصادي ناجح في مجال الأعمال، وذلك بفضل طموح ورؤية وريادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس. أوضح الوزير المغربي، خلال جلسة نقاش حول التحول في إفريقيا، عقدت في إطار الدورة الثالثة لمنتدى نيويورك-إفريقيا "نيويورك أفريكا فوروم 2014"، الذي اختتم أشغاله أمس الأحد في العاصمة الغابونية، أن رؤية وريادة وإرادة جلالة الملك قد عبدت الطريق لنجاح نموذج الأعمال المغربي في المجال الاقتصادي. وأشار الوزير إلى أنه تم لهذه الغاية تبني عدة خيارات واتخاذ جملة من الإجراءات لإنجاح هذا التحول، مبرزا، في هذا الصدد، بعض أوجه المواكبة الاجتماعية التي رافقت هذا التغيير على درب التنمية، خصوصا مع ظهور جيل من الشباب الموهوب الذي راكم تجارب وخبرات دولية. وأبرز أن المملكة، بفضل الرؤية الملكية النيرة، وضعت مخططات خماسية كبرى وفق تصور واضح، فضلا عن استراتيجيات وخطط عمل لبلوغ الأهداف المنشودة، مستعرضا في هذا الصدد مجالات جد واعدة كصناعة الطائرات والسيارات. وأضاف قائلا "لقد ارتأينا أن المغرب قادر على أن يصبح فاعلا هاما في مجال صناعة الطيران. واليوم، وبفضل رؤيتنا ورغبتنا وطموحنا، اختارت شركات كبرى تعمل في المجال مزاولة نشاطها في المغرب، ومن بينها "بومبارديي" و"رونو"، معتبرا أن الطموح يعد رافعة أساسية لكل تغيير. وفي معرض حديثه عن البعد القاري للاقتصاد المغربي، شدد العلمي على أهمية العلاقات العريقة وعلى الروابط التاريخية والسياسية والثقافية التي تجمع المملكة بقارة انتمائها، معتبرا أن الشق الاقتصادي مع بلدان إفريقيا جنوب الصحراء لا يعدو أن يكون امتدادا منطقيا لهذا التجذر العريق. وفي هذا السياق، تطرق الوزير إلى مختلف الزيارات التي قام بها جلالة الملك للعديد من البلدان الإفريقية الشقيقة، الهادفة إلى تعزيز وتقوية علاقات التعاون الثنائي، مذكرا بأن الجولة الملكية الأخيرة لأربع بلدان إفريقية أتاحت التوقيع على ما لا يقل عن 91 اتفاقية للتعاون الثنائي تشمل مختلف الميادين وأن 80 في المائة من المشاريع الواردة فيها يجري تنفيذها. كما ركز على الشراكة جنوب-جنوب، قائلا إن هذه الشراكة "لم تعد فقط رؤية وإنما أضحت واقعا وشيئا ملموسا". من جهة أخرى، أشار الوزير إلى مخطط تسريع التنمية الصناعية الذي أطلقته الوزارة في أفق 2020، مبرزا أنه بعد شهر ونصف فقط من الإعلان عن هذا المخطط، تم تجاوز الالتزام المعلن بالنسبة للسنة الأولى على مستوى عدد مناصب الشغل "أي 174 ألف منصب مقابل 150 ألف المرتقبة بداية". والتأم في منتدى نيويورك إفريقيا 2014، على مدى ثلاثة أيام، أزيد من 1500 مشارك لمناقشة السبل الكفيلة بتحرير تنافسية الاقتصادات الإفريقية عبر إرساء سلاسل للقيمة بشأن تحويل الموارد الطبيعية للقارة، وعلى رأسها الرأسمال البشري. وتمت في هذا الإطار مناقشة عدة مواضيع تتعلق ب"تحول الرأسمال البشري للقارة"، و"تحويل الموارد الطبيعية والطاقة"، و"تحويل الأراضي من أجل الزراعة"، "تحويل الاستثمار إلى نشاط صناعي"، و"تحويل الربط إلى ابتكار رقمي ومناصب شغل"، "تحول علامة إفريقيا"، و"تحول المواطنة بالنسبة للأفارقة". ونشط النقاشات عدد من أصحاب القرار السياسي والاقتصادي، وخبراء وجامعيون، خاصة بحضور قادة دول سابقين خاصة من أمريكاالجنوبية، أليخاندرو طوليدو (البيرو) وبيسينتي فوكس كيسادا (المكسيك) وخورخي كيروغا (بوليفيا) الذين أدلوا بشهاداتهم حول التجربة الديمقراطية وتنمية بلدانهم وقارتهم. وتميز الملتقى، المنعقد تحت شعار "تحول قارة" بعقد أول قمة للمواطنين مخصصة حصريا للشباب الأفارقة وتناولت بالأساس نتائج أول دراسة إفريقية خاصة بالشباب. وكشفت هذه الدراسة أن شباب هذا الجيل (الأقل من 25 سنة) يحتاجون بالدرجة الأولى إلى فهمهم ودعمهم من قبل حكومات بلدانهم على مستوى التعليم وعروض التكوين المهني والدعم المقدم للشباب المقاولين.