دعا سفير المغرب بواشنطن، رشاد بوهلال، اليوم الثلاثاء بواشنطن، إلى إرساء شراكة متبادلة المنافع بين إفريقيا والولاياتالمتحدة تجعل على رأس أولوياتها الدفع بالتنمية البشرية والسوسيو اقتصادية لسكان القارة. وأشار بوهلال، الذي كان يتحدث بمقر الكونغرس خلال مائدة مستديرة منظمة بمبادرة من معهد (لوغار إنستيتيوت) حول "حلول إقليمية لمواجهة التحديات بإفريقيا"، أن إفريقيا في حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى شراكة مربحة للجميع ومشاريع للتنمية السوسيو الاقتصادية والبشرية لكي تصبح قادرة على مواجهة التحديات الأمنية التي تهدد استقرارها السياسي وصعودها الاقتصادي. وشدد على أنه "لا يمكن رفع هذه التحديات إلا من خلال إرساء تعاون حقيقي وشراكة مربحة واحترام السيادة والوحدة الترابية لدول" القارة، موضحا أنه على البلدان الإفريقية مواجهة الرهانات وتعزيز التعاون جنوب جنوب والاندماج الإقليمي من خلال تبني مقاربة "شاملة" تضع في المقام الأول التنمية البشرية والإصلاحات السياسية والاقتصادية. وفي معرض حديثه عن العلاقات المغربية الإفريقية، لاحظ بوهلال أن المملكة وضعت، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، نموذجا متينا للتعاون مع الشركاء الأفارقة، مبرزا في هذا الصدد أن الجولة الأخيرة لجلالة الملك بعدد من البلدان الإفريقية تعتبر تجسيدا كاملا لالتزام المملكة في قضية التنمية بإفريقيا والتعاون جنوب جنوب. كما أشار إلى أن المغرب أرسى نموذجا "ناجحا" للشراكة بين القطاعين العام والخاص في أفق النهوض بالاستثمار والتنمية، خاصة بإفريقيا جنوب الصحراء، مضيفا أن المملكة أطلقت سلسلة مشاريع هيكلية بعدد من بلدان المنطقة كغينيا والكونغو ومالي والغابون وكوت ديفوار. ومن جانبه، أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، إد رويس، في كلمة خلال اللقاء المنظم بتعاون مع (جيرمان مارشال فاوند أوف يونايتد ستايتس)، على ضرورة مناقشة سبل الدفع بمسار التنمية بالقارة بشكل "ملموس" مع الشركاء الأفارقة. وفي هذا الصدد، أبرز أن قمة الولاياتالمتحدة إفريقيا، التي يرتقب انعقادها في غشت المقبل بواشنطن، ستكون مناسبة لإرساء أسس تعاون "أكثر قوة" من أجل النهوض بالتحديات الأمنية التي تتهدد المنطقة برمتها.