قفز فريق الرجاء البيضاوي عن جدارة إلى قمة البطولة الوطنية للمحترفين، بعد تفوقه بالطريقة والنتيجة على المتزعم فريق المغرب التطواني بحصة (5-0)، وهي أكبر حصة في منافسات الموسم الرياضي الذي تفصلنا جولة واحدة عن نهايته. (الصديق) وأصبح الفريق الأخضر على بعد خطوة لا غير عن اللقب الثاني عشر في مسيرته وحضور ثالث مونديال للأندية، إذ يحتاج إلى نتيجة الفوز في مباراته المقبلة أمام أولمبيك آسفي، بغض النظر عن نتيجة شريكه في القمة، الذي سيستضيف فريق نهضة بركان. فتحت أنظار رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، وعدد من أعضاء مكتبه المديري، وبحضور الناخب الوطني، بادو الزاكي، أهدى الرجاء لجمهور العريض الذي فاقت أعداده 60 ألف متفرج بمدرجات ملعب محمد الخامس، طبقا كرويا اعتبره الجميع الأفضل في بطولة هذا الموسم، رغم الصعوبات التي أفرزتها أولى الدقائق، والتي كان خلالها فريق الحمامة البيضاء أقرب لزيارة شباك الحارس الرجاوي خالد العسكري، غير أن اللاعبين عبد المولى الهردومي وزهير نعيم لم يحسنا التعامل مع محاولتين سانحتين للتهديف. ولأن الفريق الذي يضيع الفرص عادة ما تستقبل شباكه أهدافا من الفريق المنافس، جاءت إحدى المحاولات الجادة للفريق الأخضر في حدود الدقيقة 32 لتثمر ضربة جزاء أعلن عنها الحكم رضوان جيد، بعد خشونة متعمدة في حق ياسين الصالحي من طرف المدافع زكرياء الملحاوي، وهي الفرصة التي نفذها بنجاح عميد الرجاء، محسن متولي. وجاءت فرصة مواتية للفريق التطواني لتعديل النتيجة، غير أن زيد كروش هذه المرة أمام استغراب المئات من الجمهور التطواني، الذين أثثوا جانبا من المدرجات، تلتها محاولة أخرى، لكن هذه المرة لفريق الرجاء، الذي تمكن من هز شباك الحارس محمد اليوسفي من جديد، عبر المهاجم حمزة أبو رزوق، الذي اختار المدرب فوزي البنزرتي الاعتماد عليه أساسيا مكان محسن ياجور، الذي اعتاد الظهور في التشكيلة الأساسية للفريق الأخضر. بعد فترة الاستراحة، اعتقد كثيرون أن المتزعم سيبادر إلى الهجوم في للرد على هدفي الرجاء، غير أن العكس هو الذي حصل، إذ ظلت الأفضلية للفريق البيضاوي الذي أضاف هدفا ثالثا عبر الظهير الأيمن زكرياء الهاشمي، ثم رابعا من رجل العميد محسن متولي، فخامسا وأخيرا للظهير الأيسر عادل الكاروشي، علما أن الضيوف انهاروا بشكل شبه كلي في الدقائق الأخيرة، واكتفوا في الكثير من الأحيان بمشاهدة منافسيهم يستعرضون فنياتهم، إلى درجة أن الحكم رضوان جيد أنذر عادل الكروشي لمبالغته في الاستعراض بطريقة مستفزة. وكما في الدقائق الأولى التي سبقت انطلاق المباراة، حين رفع "تيفو" يليق بحجم المباراة، احتفل الجمهور الأخضر طيلة الدقائق التسعون بتألق فريقه، بطريقة أعادت إلى الأذهان تلك الصور الرائعة التي قدمها ممثل المغرب في مونديال الأندية، الذي احتضنته مدينتي مراكش وأكادير في شهر دجنبر الماضي، واستمرت الاحتفالات بعد الصافرة النهائية لحكم المباراة، سواء داخل مدرجات ملعب محمد الخامس، أو بعدد من شوارع العاصمة الاقتصادية، وردد أنصار النسور أناشيد الفوز، تحضيرا للرحلة التي ستقود الفريق صوب مدينة آسفي، نهاية الأسبوع الجاري. جدير بالذكر أن فريق أولمبيك آسفي سقط في الفخ الذي نصبه له مضيفه أولمبيك خريبكة، وبالتالي فهو بحاجة إلى نقطة على الأقل إنقاذ موسمه وتفادي الهبوط إلى القسم الثاني، ما يعني أن المهمة لن تكون سهلة أمام الرجاء بملعب المسيرة.