انطلقت، أمس الخميس، أولى جلسات محاكمة عناصر "مافيا الصينين" أو ما يعرف ب"عصابة الشينوا" أمام الغرفة الجنائية الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء. وأحضر خمسة متهمين من بين ستة متابعين في الملف، وهم مواطنون صينيون، في حالة اعتقال من سجن عكاشة، في حين، تخلف السادس عن الحضور. وأرجأت الغرفة المذكورة الملف، الذي احتضنت أطواره قاعة الجلسات رقم 7، إلى 26 يونيو المقبل، من أجل إحضار المتهم السادس، ولأجل إعداد الدفاع، بعدما استجابت الهيئة القضائية لدفاع المتهمين بتأخير الملف لإعداد دفوعاته الشكلية. وجاء اعتقال أفراد العصابة في أواخر السنة الماضية، بعدما اعتدوا على تاجر صيني معروف بالحي التجاري درب عمر بالبيضاء، قرب مركز تجاري بدرب السلطان، بعد إطلاق النار عليه، ما أثار الرعب والخوف بين مرتادي المركز التجاري والمارة وسكان الحي المذكور. وكان التحقيق التفصيلي مع المتهمين تأخر، حسب مصادر مقربة من الملف، لجلسات متعددة بسبب عدم معرفة المتهمين للغة العربية، إذ جرى الاستعانة بمترجم ليتمكن المتهمون من استيعاب أسئلة قاضي التحقيق. وحسب المصادر نفسها، فإن أسباب الحادث، الذي وقع في 25 غشت 2013، كانت خلافات تجارية بين المتهمين وبين الضحية، الذي يمارس تجارته بالمغرب منذ سنوات، ما دفع بهم إلى الالتحاق به في المغرب ومحاولة تصفيته، بعد أن رفض الضحية تسوية الخلافات التجارية والمالية معهم. وكشفت التحقيقات مع المتهمين الصنيين أنهم دخلوا المغرب عبر دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث اكتروا شقة بالبيضاء، وشرعوا في التخطيط لتنفيذ عمليتهم المسلحة بعد أن ترصدوا للضحية بالقرب من السوق التجاري، غير أن الطلقات النارية أصابته في ذراعه، لينجو من الموت، لينقل إلى المستشفى لتلقى الإسعافات الطبية. وأظهرت الكاميرات المثبتة بالشوارع القريبة من مكان الحادث أن المتهمين، الذين سقطوا تباعا في يد رجال أمن البيضاء، وصلوا إلى مكان تنفيذ جريمتهم عبر دراجات نارية، قبل أن يتخلوا عنها بمرآب السوق المركزي، ويلجون داخله في ملاحقة لضحيتهم، الذي انتبه للأمر وفر خارج السوق، ليطلقوا عليه الرصاص بسلاح ناري أصابه في ذراعه، ويلوذوا بالفرار. وألقت العناصر الأمنية في بداية تحرياتها القبض على أربعة صينيين متورطين في الاعتداء، وبعد التحقيق معهم اعترفوا بوجود اثنين آخرين يقيمان بشقة بزنقة ستراسبورغ، ليحال الجميع على النيابة العامة باستئنافية البيضاء، بتهمة "محاولة القتل العمد، وتكوين عصابة إجرامية، واستعمال السلاح".