أحالت الشرطة القضائية لولاية أمن البيضاء، يوم الأحد 25 غشت، ستة مواطنين صينيين على الوكيل العام للملك باستئنافية البيضاء بتهمة تكوين عصابة إجرامية ومحاولة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد. أحالت مصالح الشرطة القضائية لولاية أمن البيضاء، يوم الأحد 25 غشت، على الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالبيضاء، ستة مواطنين صينيين بتهمة تكوين عصابة إجرامية ومحاولة القتل العمد باستعمال السلاح الأبيض. وأفاد مصدر أمني، أن الصينيين الستة المعتقلين على خلفية محاولتهم تصفية مواطن من بلدهم جسديا مساء الخميس 22غشت، قد رفضوا التعاون مع المحققين واكتفوا بالتزام الصمت المطبق أثناء التحقيق معهم، رافضين كذلك الإجابة عن أسئلة المحققين رغم استعانة الأمن بمترجم في اللغة الصينية. وفي سلوك لافت للانتباه، لجأ أفراد من الجالية الصينية المقيمة في البيضاء إلى شراء الصحف الصادرة نهاية الأسبوع، والتي تصدّرَ صفحاتِها الأولى خبرُ اعتقال أربعة من مواطنيهم وصور منفذي الهجوم ضد رجل أعمالي صيني. وأكد مصدر موثوق من ولاية الأمن، أن مصالح الأمن أخطرت جمهورية الصين الشعبية بواقعة الاعتداء على أحد رعاياها بالسلاح الأبيض من قبل أربعة مواطنين صينيين، مساء الخميس، بحي لاجيروند بالبيضاء، محاولين تصفيته جسديا، قبل أن تقوم الشرطة باعتقال المهاجمين الأربعة على مستوى شارع أبا شعيب الدكالي بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان. ونفى المصدر ذاته أن تكون السفارة الصينية قد دخلت على الخط في التحقيقات الأمنية المجراة مع الموقوفين الصينيين الستة، بل إن الشرطة أعلمت السفارة بحادث الاعتداء على أحد رعاياها من قبل مواطنين من بني جلدته، كما جرت العادة بذلك مع مواطني الدول الأجنبية التي يرتكب مواطنوها جنحا أو جرائم في المملكة. وقادت تحقيقات الأمن مع الصينيين الأربعة الموقوفين إلى اعتقال شخصين آخرين كانا يقطنان مع الصينيين الأربعة منفذي الهجوم في شقة سكنية مشتركة يكترونها بزنقة ستراسبورغ في حي درب عمر التجاري بمدينة الدارالبيضاء . وأوضحت مصادرنا، أن الصينيين الموقوفين دخلوا المغرب شهر يونيو الماضي عبر بوابة مطار محمد الخامس الدولي قادمين إليه في إطار رحلة»ترانزيت» عبر دولة الإمارات العربية المتحدة. وفيما حجزت عناصر الأمن جراب مسدس ( شارجور) محشو بتسع رصاصات بموقع الحادث، فإنها لم تتمكن، لحدود الأحد 25 غشت، من الوصول إلى المسدس الأوتوماتيكي الذي كان يتسلح به أحد الصينيين المهاجِمين، وهدد به المارة لإفساح المجال أمام زملائه الثلاثة للفرار على متن دراجتين ناريتين عثر عليهما فيما بعدُ بمرآب سوق»مرجان» التجاري بعمالة الفداء. وقلل مصدر أمني من حجم الهجوم الذي شنه الصينيون ضد رجل أعمال من بني جلدتهم مقيم في الدارالبيضاء ويعمل في ميدان التعشير الجمركي، مشيرا إلى أن الاعتداء لا يرقي لمستوى الاعتداءات التي تشنها»المافيا»، وأنه متربط بتصفية حسابات بناء على معاملات تجارية. وفُتحت تحقيقات موازية مع بعض أفراد الجالية الصينية المتواجدة في مدينة الدارالبيضاء والتي يقدر عدد أفرادها بألفي صيني، لمعرفة الدافع وراء إقدام الصينيين الأربعة على مهاجمة رجل الأعمال الصيني المقيم بالبيضاء. وأوضحت مصادر أخرى أن عملية الاعتداء دبرها رجل أعمال صيني آخر يقيم بالمغرب، بناءً على خلافات حول معاملات مالية مع الصيني الضحية، وأن رجل الأعمال لجأ إلى خدمات الصينيين الموقوفين من أجل الاعتداء على غريمه أملا في استرداد ماله، لكن خطته باءت بالفشل حين انكشف أمر المهاجمين الذين أرسلهم لتصفية غريمه جسديا.