وافق محمد حصاد، وزير الداخلية، ولحسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، لقوات الأمن بالتدخل في الفضاءات الجامعية في "حالة وجود ما يهدد حياة الطلبة". (ماب) وأعلن حصاد، أول أمس الثلاثاء، بمجلس المستشارين، خلال جوابه على أسئلة البرلمانيين حول العنف بالجامعات، عن توقيعه، رفقة الداودي، لقرار مشترك يسمح للسلطات الأمنية، وبمبادرة منها، التدخل في الجامعات، في حال ما إذا اعتبرت أن هناك تهديدا لحياة الطلبة، مشيرا إلى أن السلطات الأمنية ستعمل في تدخلاتها بتنسيق وتشاور مع المسؤولين عن الجامعات والأحياء الجامعية. وقال إن هناك "فصائل متطرفة تتخذ من الأحياء الجامعية مقرات، ومن حق الأمن التدخل في الجامعات لحماية الأرواح والممتلكات"، مبرزا أن المنشور الوزاري الجديد سيعمل على "التطبيق الصارم للأنظمة الداخلية غير المعمول بها في الجامعات والأحياء الجامعية، من أجل الوصول إلى فضاء جامعي يسوده التسامح والبحث عن المعرفة". وكشف حصاد أن تدخل قوات الأمن في الفضاءات الجامعية سيكون إذا كان هناك تهديد للأمن أو للنظام العام، بهدف حماية الأرواح والأشخاص والممتلكات من التخريب، مشيرا إلى أن اجتماعه مع الداودي خلص إلى دعوة كل السلطات للتدخل في الوقت المناسب لأن "الجامعة حرم لا يجوز اقتحامه إلا في الحالات الضرورية"، وأن "الأنشطة الموازية التي تحتضنها الجامعات يجب أن تكون في احترام للآخرين والجامعة". وأوضح حصاد أن كل الفرقاء السياسيين يجمعون على التصدي لكل مظاهر العنف داخل الجامعات وخارجها، وقال إن "التصدي للعنف لا يتم عبر التدابير الأمنية، لكن هناك إجراءات أخرى يمكن عبرها الخفض من منسوب العنف"، داعيا فصائل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب إلى لعب دورها في التأطير النقابي والسياسي الذي ينبذ العنف داخل الجامعات. وأعلن وزير الداخلية أنه منذ بداية الموسم الدراسي الحالي، عرفت الجامعات بأكادير، ومراكش، وفاس، والقنيطرة، ومارتيل، أحداث عنف وتوترات أمنية، بسبب الاحتكاك الإيديولوجي للفصائل الطلابية، وأن المصالح الأمنية رصدت 20 حادثة عنف في جامعة ابن زهر بأكادير، وأسفرت عن إصابة 10 أفراد من القوات العمومية، واعتقال 58 منهم 11 مازالوا رهن الاعتقال في انتظار محاكمتهم، في حين أن جامعة القاضي عياض بمراكش سجلت 5 حالات عنف أدت إلى إصابة 3 من القوات العمومية واعتقال 8 طلبة، وشهدت جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس أربع حالات عنف جامعي، كان آخرها مقتل الطالب عبد الرحيم الحسناوي، وجرح 4 من عناصر القوات العمومية، وإيقاف أكثر من 50 طالبا على خلفية الأحداث، 20 منهم ما زالوا معتقلين في انتظار محاكمتهم.