سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حاتم العمراني: الجامعة الصيفية جسر للاستفادة والتحصيل قصد معرفة أعمق وأدق بالوطن الأم قال إن الجامعيين المغاربة المقيمين في الخارج من الجيل الثاني والثالث تنقصهم المعرفة الحقيقية بالواقع المغربي
تنظم الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، الدورة السادسة للجامعة الصيفية ما بين 02 و13 غشت المقبل، بشراكة مع ثلاث جامعات مغربية. دورة سابقة للجامعة الصيفية سيستفيد من هذه الدورة 300 طالب وطالبة من الشباب المغاربة المقيمين بمختلف بلدان المهجر من الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و25 سنة. في هذا السياق، قال حاتم العمراني، رئيس مصلحة العمل الثقافي بالوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، في حوار مع "المغربية"، إن "الدورة السادسة للجامعة الصيفية هذه السنة ستجمع المتفوقين في دراساتهم، حيث ستكون دورة للمتفوقين بامتياز، وأن الوزارة وضعت بشراكة مع الجامعات المغربية برنامجا متكاملا يراعي جميع الجوانب العلمية التي تجعل من فترة الجامعات الصيفية فترة للاستفادة والتحصيل قصد معرفة أعمق وأدق بالوطن الأم". ما هو جديد الدورة السادسة للجامعات الصيفية غشت 2014؟ وماذا يميز هذه الدورة عن سابقاتها؟ الجديد خلال هذه السنة بالمقارنة مع الدورة السابقة، يتمثل أولا في الفترة التي ستنظم خلالها الجامعات الصيفية، حيث تكون كل الجامعات بدول الاستقبال في عطلة، وهو ما يعطي الفرصة للجامعيين المغاربة المقيمين في الخارج الراغبين في الاستفادة من هذا البرنامج للتسجيل، وتقديم ملفات ترشيحهم، إلى جانب، كونها دون رسوم تسجيل، إذ ارتأت الوزارة تمكين الشباب المغاربة من المشاركة في فعاليات هذه الدورة بالمجان ودون حاجتهم إلى أداء رسوم التسجيل، كما كان الحال في الدورات السابقة، رغم أن هذه الرسوم الرمزية فرضت ليعبر من خلالها المشاركون عن رغبتهم الجدية في المشاركة والالتزام بحصص التكوين بالجامعات. كما ستجمع الدورة بين المتفوقين في دراساتهم وستكون دورة للمتفوقين بامتياز، بالإضافة إلى أن الدورة السادسة ستعرف برنامجا جديدا، وفق التقييم الذي أعدته الوزارة والجامعات الشريكة بمشاركة المستفيدين من الدورات السابقة، وهو برنامج يتضمن مجموعة من اللقاءات والندوات العلمية، والأكاديمية، واللقاءات التفاعلية التي تهم مختلف المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والتاريخية، وكذا زيارات ثقافية ميدانية حسب خصوصيات المحيط الجغرافي للجامعات المنظمة، وهي زيارات ترتبط بمواضيع النقاش المتناولة في الندوات. كما تنظم ورشات وأنشطة رياضية لفائدة المشاركين، وكذا خرجات ترفيهية وحفلات موسيقية مختارة من طرف الجامعات المنظمة، وتختلف دورة هذه السنة عن سابقاتها، من حيث شروط المشاركة، إذ تمت إضافة شرط أساسي خلال هذه السنة وهو شرط التفوق الدراسي، حيث سيتم الاستناد إلى كشف نقط الطلبة المشاركين لانتقاء الجامعيين المغاربة المقيمين في الخارج للمشاركة في الدورة السادسة. كما تمت إضافة ضرورة إرسال المرشح لملفه الصحي قصد تتبع الحالة الصحية للمشاركين من طرف المصالح المختصة بالجامعات المنظمة، ونركز في هذا الصدد على ضرورة الاطلاع على الحالة الصحية للمشاركين الذين يعانون إما من حالات نفسية تستدعي تعاملا خاصا أو بعض الحالات التي تعاني أمراضا مزمنة (كداء السكري، الربو...) بهدف معرفة الأدوية المطلوبة وتسهيل المأمورية على الطاقم الطبي المرافق وتفادي بعض المفاجآت التي تنجم عن عدم تناول المشارك لدوائه أو الأثر الذي يمكن أن يسببه له المحيط الجديد. ما هو تقييمكم لدورات الجامعات الصيفية السابقة؟ استمرار البرنامج دليل على نجاحه، فالصدى الذي خلفه برنامج الجامعات الصيفية في كل دوراته السابقة لدى الطلبة المشاركين جيد وإيجابي حسب التقييم الذي قامت به الوزارة بالاعتماد على الاستمارات المعبئة من طرف المشاركين، والتي تحمل آراءهم واقتراحاتهم، والتقارير المقدمة من طرف الجامعات المغربية المنظمة والشريكة للوزارة، وهي كلها عوامل تبعث على الارتياح وتشجع على للمضي قدما نحو تطوير هذا البرنامج. ما هو المخطط العلمي الذي تضعونه رهن إشارة الطلبة المغاربة المهاجرين؟ وما هو نظام تلقين الدروس بهذه الجامعات؟ وهل تخصص للمستفيدين مسطرة خاصة بهم؟ تضع الوزارة بشراكة مع الجامعات المغربية برنامجا متكاملا يراعي جميع الجوانب العلمية التي تجعل من فترة الجامعات الصيفية فترة للاستفادة والتحصيل، قصد معرفة أعمق وأدق بالوطن الأم، من خلال التأطير بالمواقع الجامعية، إذ أن جميع الأنشطة المنظمة في دورات الجامعات الصيفية تؤطر من طرف طاقم يتم تعيينه من طرف الجامعة المنظمة، من أساتذة وأطر الجامعة المنظمة لوضع كل الترتيبات المتعلقة بالتنظيم، وتنفيذ البرنامج، ومن خبراء ومحاضرين متخصصين لإلقاء عروض وتقديم كافة المعطيات العلمية، والإجابة عن استفسارات وأسئلة الجامعيين المشاركين في مختلف المجالات، الثقافية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، وكذا مرافقين متمكنين من اللغات لتقديم ملخصات مترجمة إلى لغة بلد الإقامة ولمرافقة وتوجيه المشاركين منذ لحظة وصولهم إلى مطار محمد الخامس إلى يوم عودتهم إلى المطار نفسه للتوجه إلى بلدان إقامتهم. وأيضا من خلال الندوات واللقاءات التفاعلية، حيث يضم برنامج الجامعات الصيفية مجموعة من اللقاءات والندوات العلمية والأكاديمية، التي تهم مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتاريخية، إذ يتم تنظيم ندوات، يطلع من خلالها المشاركون على الأوراش التنموية الكبرى التي يعرفها المغرب، والتطور الحاصل ببلدنا على مختلف الأصعدة، اجتماعيا، واقتصاديا، وحقوقيا، وفي الإصلاحات السياسية والدستورية التي شهدها المغرب خلال السنوات الأخيرة، وورش الجهوية المتقدمة، ومشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب لحل مشكل الصحراء المغربية. كما تنظم ندوات تهم على الخصوص تعريف الأجيال الشابة من مغاربة العالم بتاريخ بلدهم الأم وثقافته ودينه، وندوات تهم المرأة المغربية ودورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ومن أجل تبسيط الخطاب بين المشاركين وفهمه، يتم الاعتماد على العامية المغربية (الدارجة المغربية)، وحرصا على استفادة الجميع، تتم ترجمة مضامين موضوع الندوة لبعض المشاركين بلغة بلد الإقامة، كما تتم تبرمجة زيارات ثقافية ميدانية حسب خصوصيات المحيط الجغرافي للجامعة المنظمة، وهي زيارات ترتبط بمواضيع النقاش التي تعرفها الحصص الصباحية. وتجدر الإشارة إلى أن الزيارات المبرمجة تروم تقوية الهوية الوطنية للمشاركين بمختلف أبعادها الثقافية واللغوية والحضارية، وجعلها مصدر فخر واعتزاز لهم، وتمكنهم من التعرف على الموروث الثقافي والتنوع الحضاري والغنى الطبيعي والثقافي للمملكة المغربية، وكذا على القيم المغربية الأصيلة القائمة على الحوار والتسامح والانفتاح. هل يستفيد هؤلاء من الفترة التي يقضونها بالجامعات المغربية؟ وهل تستمرون في ربط علاقات معهم، أم أن العلاقات تنتهي مع اختتام فعاليات الجامعة الصيفية؟ الجامعيون المغاربة المقيمون في الخارج الذين ينتمون إلى الجيل الثاني والثالث، والذين تستقبلهم الوزارة في هذا البرنامج تعوزهم المعرفة الحقة بثقافتهم المغربية الأصيلة، وتنقصهم المعرفة الحقيقية بالواقع المغربي، والتحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها المجتمع المغربي في الوقت الراهن، بسبب ولادتهم ونشأتهم ببلدان إقامتهم من جهة، وقلة الوقت والعطل التي يقضونها بالمغرب، بالإضافة إلى اعتمادهم على وسائل إعلام دولة الإقامة التي لا تكون موفقة في نقل الواقع المغربي. وكذلك لكون زياراتهم للمغرب رفقة العائلة تتركز في الدواوير والمناطق التي يتحدر منها آباؤهم، وتقتصر زياراتهم على العائلة وبعض المناطق السياحية القريبة من هذه المناطق كالشواطئ مثلا، دون التمكن من الاطلاع على الثقافة المغربية، بصيغة علمية معمقة، ودون التمكن من معرفة التراث والمآثر التاريخية التي تعكس عراقة الحضارة المغربية وتاريخها ومستوى تطور مجتمعها. جل هذه العوامل تساهم في تعمق الأفكار المنمطة التي يحملها الشباب الناشئ بدول الاستقبال، وتجعل فرص ارتباطهم بالمغرب والحفاظ على علاقتهم بوطنهم الأم ليست بالمثنية، لذلك فهذا البرنامج يجيب بشكل يكاد يكون مثاليا على هذه الأمور وعلى القلق من انسلاخ هذه الطاقات المغربية التي نعتز بها عن الوطن والثقافة الأصليين. ولذلك تم اختيار الجامعات المغربية لتكون الشريك في هذا البرنامج لكونها تضم من الكفاءات والخبراء في مختلف الميادين ما يسمح بتحقيق الأهداف المسطرة، المتمثلة في الحفاظ على الهوية الوطنية للأجيال الصاعدة من مغاربة العالم، وتحسين معارف المستفيدين بشأن مكونات الهوية الوطنية واللغوية، وتقوية روابط الصلة بين الشباب المغاربة المقيمين في الخارج ووطنهم الأم، لتكون مصدر فخر واعتزاز لهم، وإطلاع المشاركين على مختلف المشاريع التنموية التي يعرفها المغرب، من أجل تحسيسهم بأهمية دعم ومواكبة زخم التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي يعرفها المغرب إما عن طريق الاستثمار المباشر أو من خلال مشاركتهم كموارد بشرية، وترسيخ روابط الشباب ببلدهم الأصلي والاعتزاز بهويتهم وانتمائهم، وإنشاء شبكات للطلبة المغاربة بالعالم. تجدر الإشارة إلى أن الوزارة عملت على إعداد بنك للمعلومات المتعلقة بهولاء المشاركين اعتبارا أن مشاركتهم هي بداية لربط علاقات وطيدة مع المستفيديين وتتبع مسارهم الدراسي والمهني، وتوجيههم لتكوين شبكة للمشاركين في الجامعات الصيفية ودعمهم في كل المبادرات الاجتماعية والإنسانية والثقافية التي يقومون بها بشكل جماعي. وفي هذا الصدد نشير إلى أن الوزارة تسهر على إشراك هؤلاء المستفيدين في جميع اللقاءات التي تنظمها ببلدان الاستقبال كما تعمل على إطلاعهم على كل المستجدات سواء منها التي تتعلق بأنشطة الوزارة أو المتعلقة بالأنشطة التي تهم الشباب المغربي ببلدان الإقامة. وقد أثمر هذا العمل مشاركة عدد من المستفيدين من الدورات السابقة من الجامعات الصيفية في حملة للتطوع لتدريس اللغة الإنجليزية والإسبانية والتطوع للعمل في المستشفيات المغربية خلال شهري مارس وأبريل 2013، كما أثمرت الدورة الخامسة من الجامعات الصيفية مبادرة تشكيل جمعية من طرف الجامعيين المستفيدين من الدورة الخامسة اختير لها "الابتسامة صدقة" تهدف إلى القيام بأعمال اجتماعية خيرية بعدد من الدواوير المغربية الفقيرة، وستكون البداية غشت 2014 بقرية تازوطة بجبال الأطلس المتوسط.