تنطلق، اليوم الأربعاء، بمدينة مكناس، أشغال المناظرة الوطنية السابعة للفلاحة، التي تنظم حول موضوع "الفلاحة الصغرى"، وتأتي هذه التظاهرة على بعد يوم من الافتتاح الرسمي للدورة التاسعة للمعرض الدولي للفلاحة الذي ينطلق غدا الخميس ويتواصل حتى الثالث من ماي المقبل تحت شعار "المنتجات المحلية". تقرر اختيار الاتحاد الأوروبي كضيف شرف للدورة التاسعة للمعرض التي تشهد حضور فاعلين في المجال الفلاحي من مختلف جهات المملكة والعالم، ويأتي ذلك لتسليط الضوء على علاقات "التقارب المتينة" التي تربط دول الاتحاد بالمملكة. وقال جواد الشامي، المندوب العام للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس، إن هذا التقارب "المتين" يتجسد من خلال برامج التعاون المشتركة والاتفاقيات التجارية في جميع المجالات، سيما القطاع الفلاحي، مشيرا إلى أن الاحتفاء بالاتحاد خلال هذه الدورة، رغم الأزمة الاقتصادية التي تعيشها بلدانه، يأتي لكون الاتحاد يعد أول شريك تجاري للمغرب. وأبرز الشامي أن موضوع "المنتجات المحلية" كشعار لهذه الدورة جاء باعتبار هذه المنتوجات تشكل "بديلا واعدا" للتنمية المستدامة، وكذا باعتبار الطلب المتزايد عليها على الصعيدين الوطني والدولي، إضافة إلى أن تطوير هذه المنتوجات يتوازى مع تحقيق أهداف مخطط المغرب الأخضر، مشيرا إلى أن الأهمية الممنوحة لهذه المنتجات، التي تبلغ قدرتها التصديرية 11 مليار درهم، تنبع من المؤهلات الضخمة للمملكة في ما يخص النظم الإيكولوجية والتنوع البيئي الملائم لتطويرها. وأكد أن هذا الملتقى، الذي يشكل نافذة مهمة للتعريف بهذه المنتوجات وإخراجها من الظل ومناسبة "مثالية" لتسويقها داخل وخارج الوطن، يحرص كل دورة على تثمين هذه المنتجات وتسهيل إدماج الجمعيات والتعاونيات، مشيرا إلى أن دورة هذه السنة تتميز بارتفاع عدد التعاونيات والجمعيات المغربية النشيطة في هذا المجال من 25 تعاونية وجمعية خلال الدورة الأولى للمعرض إلى أزيد من 300 في هذه الدورة، مضيفا أن الإقبال المتزايد على المنتوجات المحلية يعود إلى الظروف "الميسرة" التي يضعها الملتقى بين يدي الفلاح المغربي، حيث يجري ترميز وتثمين المنتجات المحلية، من خلال الاعتراف بالبيان الجغرافي المحلي دعما للاستراتيجيات الوطنية للتنمية الفلاحية، فضلا عن تقديم أروقة المعرض بصفة مجانية لهذه التعاونيات والجمعيات. وما يميز ملتقى هذه السنة، الذي يتوقع أن يستقطب أكثر من مليون زائر(720 ألف زائر 2013)، الرفع من مساحة المعرض إلى 172 ألف متر مربع، كما سيجري عرض أكثر من ألفي حيوان بمختلف الأصناف على مساحة تقدر ب 10 آلاف متر مربع. وستعرف هذه الدورة، الممتدة من 24 أبريل إلى 3 ماي المقبل، مشاركة حوالي 1060 عارضا يمثلون مختلف مناطق المغرب ونحو 50 بلدا من أوروبا، وإفريقيا جنوب الصحراء، وآسيا وشمال إفريقيا، وأمريكا الشمالية، والشرق الأوسط، وأستراليا. وعلى غرار الدورات السابقة، تتمحور دورة هذه السنة حول تسعة أقطاب موضوعاتية تتمثل في "قطب الجهات"، و"المؤسساتي والرعاية"، و"الدولي"، و"المنتجات"، و"التجهيزات الزراعية"، و"الطبيعة والحياة"، و"التربية الحيوانية"، و"الآليات الزراعية"، و"المنتجات الفلاحية".