شكل المخطط الاستراتيجي الأمني لبلورة سياسة القرب على أرض الواقع، والانفتاح على المجتمع المدني، موضوع اللقاء التواصلي، الذي احتضنته ولاية أمن بني ملال، بعد ظهر الأربعاء المنصرم، مع ممثلي الإعلام وبعض الفعاليات الجمعوية بأحياء المدينة. لقاء تواصلي حول المخطط الاستراتيجي الأمني ببني ملال تضمن اللقاء جملة من المداخلات تناولها كل من المراقب العام بالولاية، ورؤساء كل من قسم الاستعلامات العامة، والشرطة القضائية والهيئة الحضرية، بحضور مجموعة من المسؤولين الأمنيين. وركزت العروض على البرنامج العام لمعالجة الإشكالية الأمنية، وفق نظرة شمولية تنبني في مخططها على مقاربة تشاركية، تشرك الأمن مع باقي مكونات المجتمع، بهدف خلق مجال خصب للتعاون والتنسيق، دعما للصالح العام والتفاعل الإيجابي، وفق مقاربة تجسد حاجات السكان ومخططات الولاية الأمنية. واستحضرت العروض أنه تم عقد 1959 لقاء مع مختلف الفاعلين بالجهة، منها 1481 بمدينة بني ملال. وتستهدف المقاربة التشاركية تسويق المنتوج الأمني وتنزيله على أرض الواقع، بهدف نشر السكينة والطمأنينة بين أفراد المجتمع وحماية ممتلكاتهم وتأمين سلامتهم. وتتوفر المدينة على خمس دوائر أمنية، تم تقسيمها إلى قسمين تعمل في إطار هذه الاستراتيجية، وبمشاركة السلطات المحلية والقوات المساعدة، إضافة إلى فرقة متعددة التخصصات، تتدخل في أي مكان، مع الدفع بفرقة أخرى، تشتغل بعد منتصف الليل. وتقوم المقاربة على محاربة الجريمة بشكل استباقي، خاصة في ظل غياب ظاهرة التشرميل بالمدينة أو الجريمة المنظمة، والعمل الزجري، ثم التواصل بين الأمن والمجتمع المدني، من أجل محاصرة الإجرام وتقليصه ومحاربته، بتضافر الجهود، في إطار هذه المقاربة التشاركية التي تنبني عليها الخطة الأمنية، لإيجاد نتائج علاجية لمحاربة الجريمة. وقدمت المداخلات مجموعة من الإحصائيات، في شهور يناير، فبراير، ومارس من سنة 2014، في جرائم ماسة بالأشخاص، فعدد الجناة بلغ 916، والماسة بالأخلاق 1154، والمتعلقة بالمخدرات 196، فيما انتهت الحملة التطهيرية الأمنية من 3 أبريل إلى 16 منه، إلى استجواب 2720 مستنطقا، وبلغ عدد الموقوفين في تحقيق الهوية 2015، والمبحوث عنهم 51 مجرما، وتحت الحراسة النظرية 255. أما المدمنون الموقوفون فهم 82 فردا، وتم بلوغ 934 قضية في المخدرات، بتوقيف 1057 شخصا من المروجين، الذين زجّ بهم في السجن، مع العلم أن آفة حبوب الهلوسة تغيب بشكل كلي بالمدينة، والأمن بصدد محاربة ظاهرة مسكر الحياة المنتشرة، وهي أحد أسباب السرقة، مع العلم أنه تم تجفيف منابع المخدرات بالمدينة، واتجهت الأمور إلى المحيط في الحزام القروي المجاور لبني ملال. وأشارت العروض إلى أنه في إطار عملية التواصل من داخل ولاية الأمن، من 2 أبريل إلى 15 منه، تلقت الولاية 253 مكالمة للاستغاثة أو التبليغ عن حدث معين، وإخطار من طرف 54 مواطنا تمت تلبية طلباتهم. وفي إطار التوجيه للاستعمال اليومي الخاص بالعناصر الأمنية، تم إرسال 2687 برقية تهم التدخلات بواسطة سيارات الأمن، من أجل مراقبة الوضع، وتم تسجيل 252 لقاء داخل المؤسسات التربوية بالجهة، استفاد منها 20403 تلاميذ، أطرتها أطر أمنية حول الشغب بالملاعب والعنف والمخدرات، وكل هذا في إطار بلورة خطة أمنية تواصلية ومقاربة تشاركية مع المجتمع المدني، لمحاربة الجريمة وتأمين سلامة المواطن وحماية ممتلكاته.