في إطار العناية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس لصحة المواطنين، أشرف جلالته على تدشين وإعطاء الانطلاقة لمجموعة من المشاريع والمراكز الصحية، التي تقدم خدمات صحية واجتماعية للمرضى، وتحقق عامل القرب مركز محمد السادس لعلاج السرطان من المشاريع الصحية، التي حظيت بعناية جلالة الملك، تدشين مركز محمد السادس لعلاج السرطان بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء٬ الذي يعكس العناية الخاصة التي يوليها جلالته لتحسين الظروف الإستشفائية للمرضى المصابين بهذا الداء٬ وكذا إرادة جلالته الأكيدة في التخفيف من معاناتهم. وتشتمل هذه المنشأة الاستشفائية الجديدة على عدة أقطاب منها على الخصوص٬ مصلحة للعلاج بالأشعة٬ ومصلحة للعلاج بالمواد الكيماوية ومصلحة للطب النووي٬ ومصلحة للفحص، وعلاج سرطان الثدي والجهاز التناسلي. وباعتبارها قطبا محوريا لأنشطة "مركز محمد السادس لعلاج السرطان" في الدارالبيضاء فإن مصلحة الفحص وعلاج سرطان الثدي والجهاز التناسلي التي أنجزت بغلاف إجمالي قدره 60 مليون درهم ٬ تروم ٬ بالأساس٬ التكفل بالعلاج المتخصص لسرطان الثدي والجهاز التناسلي وتكوين الأطباء وتطوير البحث العلمي في هذا المجال. ومن شأن إنجاز هذه المصلحة توسيع شبكة المنشآت المتخصصة في علاج داء السرطان في المغرب٬ بالنظر إلى توفرها على تجهيزات ومعدات حديثة في خدمة سكان جهة الدارالبيضاء والمناطق المجاورة. ويندرج إنجاز هذه المصلحة، في إطار اتفاقية شراكة بين جمعية للاسلمى لمحاربة السرطان٬ ووزارة الصحة، والمجلس الجهوي للدارالبيضاء الكبرى٬ ومجلس العمالة٬ ومجلس المدينة٬ والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية٬ والمستشفى الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء. وتشكل هذه المنشأة النموذجية محورا استراتيجيا للمخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان 2010-2019 . المخطط الوطني للمستعجلات من المشاريع الطبية، أيضا، التي أشرف صاحب الجلالة على انطلاقتها، المخطط الوطني للتكفل بالمستعجلات الطبية والاستشفائية وما قبل الاستشفائية، الذي قدم تفاصيله الحسين الوردي، وزير الصحة، أمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم 5 مارس 2013، وبذلك تعطى دفعة قوية للخدمات الطبية الخاصة بالمستعجلات والقرب، على المستويين الجهوي والوطني. وأوضح وزير الصحة، في تصريح ل"المغربية"، أن المشروع يوجد، حاليا، في مرحلة أجرأته، إذ يجري تحضير 85 سيارة إسعاف، لتسخير خدماتها للمواطنين في المناطق القروية والجبلية والمناطق النائية. ويضم المخطط، كما جاء في تفاصيل العرض الذي قدمه وزير الصحة، خلال حفل إطلاق المخطط٬ تحسين التكفل بالمستعجلات ما قبل الاستشفائية، عبر إحداث 11 مركزا لضبط وتنظيم التدخلات الطبية الاستعجالية وبداية تشغيل، بصفة تدريجية٬ للرقم الوطني الموحد والمجاني المخصص للمكالمات الطبية الاستعجالية، رقم "141". ويضم المخطط، أيضا، تحديث وتوحيد حظيرة النقل الصحي وبداية تشغيل 20 وحدة محلية للإسعاف الطبي في الوسط القروي "سامو"٬ وإحداث 15 وحدة للإنعاش الطبي "سامور"، واقتناء أربع مروحيات للنقل الطبي الاستعجالي. يتكون المخطط الوطني للتكفل بالمستعجلات الطبية من خمسة محاور رئيسية، وهي المستعجلات ما قبل الاستشفائية٬ والمستعجلات الاستشفائية٬ والتكوين والتأطير الاستعجالي للطواقم الطبية وشبه الطبية وتطوير الشراكات بين القطاعات العمومية وبين القطاعين العام والخاص٬ فضلا عن الإطار القانوني في هذا المجال. يعتمد المخطط الوطني للتكفل بالمستعجلات الطبية، الذي عبئت له استثمارات في حدود 500 مليون درهم٬ على دعم الشراكات بين القطاعات العمومية، من الوقاية المدنية٬ والدرك الملكي، والقوات المسلحة الملكية٬ ووزارة الداخلية، ووزارة الصحة، ووزارة التجهيز والنقل. وينضاف إلى ذلك الشراكة بين القطاعين العام والخاص٬ فضلا عن تعزيز الإطار القانوني عبر تقنين الأعمال الطبية الاستعجالية ما قبل الاستشفائية٬ وتنظيم المسار المهني للعاملين في مجال الاستعجال٬ وإحداث تخصص مداوم في ضبط الإسعاف الطبي. مروحية لمستعجلات مستشفى مراكش خلال حفل إعطاء الانطلاقة للمخطط الوطني للتكفل بالمستعجلات الطبية، أعلن عن شروع طائرة مروحية للنقل الطبي الاستعجالي في المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، حيث يصل محيط تدخلها إلى حوالي 300 كيلومتر. وتعد هذه المروحية واحدة ضمن أربع مروحيات ستهم النقل الطبي الاستعجالي في المستشفيات الجامعية، بكل من البيضاء، والرباط، وفاس، إضافة إلى مراكش. عناية بالصحة النفسية من المشاريع التي سبق أن أشرف عليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تدشين مركز الرعاية النفسية للمسنين والبالغين، الذي أنجز من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن بمستشفى الرازي بسلا. ويشكل تدشين مركز الرعاية النفسية للمسنين والبالغين النواة الأولى لجيل جديد من البنيات الاستشفائية التي توفر العلاجات الضرورية للمصابين بأمراض نفسية من هذه الشريحة، وتعزز بالتالي أداء المنظومة الصحية بالمملكة. ويعكس تدشين جلالة الملك لهذا المركز، الذي أنجز من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن، تجليا لإرادة جلالته في تطوير البنيات التحتية الاستشفائية وتعزيز الخدمات الصحية الأساسية وتقريبها من المواطنين، وكذا تحسين الولوج إلى الخدمات الصحية وضمان تكافؤ الفرص في الولوج إلى العلاجات والرفع من جودتها، خاصة في مجال الصحة النفسية والعقلية. ويندرج إحداث مركز الرعاية النفسية للمسنين والبالغين، في إطار برنامج العمل الذي تنفذه مؤسسة محمد الخامس للتضامن لدعم قطاع الصحة الوطني، سيما عبر مشاريع ذات مقاربة اجتماعية تكميلية. ويروم المركز الجديد تنويع باقة عروض العلاجات النفسية عبر اعتماد مقاربات بديلة لاستشفاء المسنين على وجه الخصوص. وهكذا، فإن المركز يقدم، من خلال فضاء آخر غير فضاء مؤسسة العلاج النفسي، برنامجا نهاريا للعلاجات والتتبع والتواصل، خاصا بالأشخاص المسنين الذين يعانون اضطرابات نفسية ومتلائما مع ظروفهم. كما ستمكن هذه المنشأة من توفير أرضية للتكوين الأكاديمي والتطبيقي في مجال طب الشيخوخة النفسي، وكذا في البرامج البديلة للاستشفاء. وستتيح هذه المنشأة، أيضا، تقديم علاجات نفسية مكثفة تقوم على تدخلات فردية وجماعية، بالموازاة مع ربط الصلة بأسر المرضى وشبكة علاجاتهم، وكذا تأمين المتابعة الفردية والعمل الجماعي الذي يشمل الأبعاد المتعلقة بالعلاج النفسي والفني والبدني والاجتماعي، إلى جانب دور المركز في التعرف على المرض وطبيعة علاجه وتشجيع الاندماج في النسيج المجتمعي. ويشتمل المركز على مستشفى نهاري للفحص الطبي النفساني التقليدي، ومجموعة من القاعات الخاصة بأنشطة تنمية الإدراك، والعلاج الوظيفي، والعلاج الطبيعي، والعلاج النفسي، والعلاج بواسطة الموسيقى، والإسعاف، والرعاية، والاستضافة والراحة، فضلا عن فضاءات للإقامة والأنشطة الترفيهية، ومجال للرسم والفن التشكيلي والموسيقى والرياضة، التي يمكن أن تسهم في تأهيل المسنين المصابين بأمراض نفسية إثر فترة الاستشفاء، وتقديم أنشطة يومية لفائدتهم.