خلص الملتقى الإعلامي الكوردي العربي، الذي نظمته محافظة أربيل بكوردستان العراق، في خضم فعاليات "أربيل عاصمة السياحة العربية"، ما بين 18 و20 مارس الجاري، إلى مجموعة توصيات اعتبرها المنظمون نتاج تبادل للآراء بين الإعلاميين العرب والكورد. محافظة أربيل بكوردستان العراق أتاح الملتقى، طيلة أشغاله للمشاركين، مجالا واسعا للكشف عن المقترحات والعروض الرامية إلى دعم التواصل بين الكورد والعرب في جميع المجالات، معتبرين أن العلاقة بين الطرفين علاقة غير قابلة للفصل، إذ توطدها مشاعر الإنسانية والأخوة عبر التاريخ. ومن بين التوصيات، التي استحسنها الإعلاميون المشاركون من باقي الدول إلى جانب الإعلاميين الكورد، فتح فضائية كوردية باللغة العربية موجهة للجمهور العربي، بعدما شددت مداخلات المشاركين العرب على ضرورة انفتاح كوردستان على العالم العربي وإشراكه في قضايا كوردستان، عبر "إعلام كوردي عربي" يواكب الأحداث والتطورات على نحو مستمر. كما تطرقت مناقشات الحضور (الإعلاميون والباحثون والكتاب والمهتمون)، إلى ضرورة اعتماد برامج للملتقيات الإعلامية، الكوردية العربية، بمنأى عن القطيعة، حتى يتسنى للإقليم وللوافدين عليه، تعزيز المعارف والخبرات والكفاءات في مجال الإعلام والتواصل. واهتم المشاركون في الملتقى بأهمية التوصل إلى قناعات وأفكار مشتركة حول القضايا الخلافية، اعتبارا إلى أن التطابق في المواقف والرؤى سيتيح مجالات أوسع للإبداع والابتكار، خاصة أن الإقليم يرنو نحو التقدم والتطور، والإعلام جزء من انشغالات المسؤولين بكوردستان العراق، نظرا لكونه النافذة التي يطل منها على باقي الدول، وتطل عبرها هذه الأخيرة على الإقليم. من جهته، صرح أحمد الزاويتي، إعلامي وعضو اللجنة الإدارية العليا، للملتقى الإعلامي الكوردي، العربي، ل"المغربية"، أن هناك حرصا شديدا على جعل موقع الإعلام الكوردي ضمن المواقع الإعلامية المتقدمة ذات السبق الإعلامي والمصداقية، لوجود كفاءات مهنية بالإقليم مؤهلة إلى أن تلعب أدوارا طلائعية في الحصول على المعلومة والخبر، وتغطية الأحداث بموضوعية ومصداقية. واقع آمن وأشار الزاويتي، إلى أن هذا الملتقى جرى تنظيمه باقتراح من حمزة حامد، مسؤول الإعلام بمحافظة أربيل، وبتشاور مع محمود كفاح المستشار الإعلامي لرئيس إقليم كوردستان العراق، ثم بتنسيق معه ومع عبد الحميد زيباري، بصفتهما إعلاميين، إذ يراهن المنظمون للملتقى أن يكون بداية موفقة لمجموعة ملتقيات ستكشف لباقي الدول الواقع الآمن والمستقر والمتعايش مع جميع الثقافات لإقليم كوردستان العراق. من جهته، أفاد عبد الحميد زيباري، إعلامي وعضو اللجنة المنظمة للملتقى، "المغربية"، أن الملتقى الذي يحمل شعار "معا من أجل تمتين أواصر الصداقة والتفاهم بين شعوبنا"، هو مناسبة لتأكيد أن الإعلام مهم لتعزيز العلاقة بين الشعبين الكوردي والعربي وبقية شعوب المنطقة، من خلال اطلاع الشارع العربي على حقائق وواقع المجتمع الكوردي. كما أن الملتقى فرصة لتمكين الحضور المشاركين من عقد جولات في أربيل كعاصمة لإقليم كوردستان العراق، والوقوف عن كثب عند مظاهر التقدم الاجتماعي وانفتاحه على ثقافة الآخر، في ظل توافد العديد من الجنسيات على الإقليم والاستثمار في إمكاناته. نقلة نوعية ذكر زيباري، أن الملتقى كشف للحضور عن النقلة النوعية التي شهدها الإقليم، بعدما عاينوا التطور العمراني، والاستقرار الأمني، والتعايش الديني والإثني، حيث حرص الملتقى في برنامجه إلى جانب تنظيم ندوات إعلامية، إلى اطلاع الحضور على بعض مرافق أربيل الحاضنة للملتقى، مثل زيارة المتحف والقلعة والسوق، وهي جزء بسيط يختزل الواقع المتمدن للمحافظة بصفة خاصة والإقليم بصفة عامة. في السياق ذاته، شاركت في الملتقى الإعلامي الكوردي العربي، إلى جانب جريدة "الصحراء المغربية" من المغرب، منابر إعلامية مكتوبة ومرئية ومسموعة من تونس والجزائر وقطر والسودان، ومصر، وبريطانيا، والسويد، وهولندا، بالإضافة إلى كتاب وروائيين وباحثين، وكذا إعلاميين من العراق. واعتبر القائمون على تنظيم الملتقى حضور المشاركين من دول مختلفة مناسبة جيدة للتعريف بخصوصيات الإقليم، بعيدا عن التعتيم الذي قد يتولد لدى الكثيرين، على أن الإقليم غير آمن مثل بعض المناطق بالعراق والدول المجاورة، في حين يتمتع الإقليم بكل شروط الأمن والسلام والتنمية الاجتماعية والعمرانية والاقتصادية، حسب ما كشف عنه الملتقى وفق برنامجه الإعلامي والميداني. وفي هذا الصدد، اعتبر المنظمون للملتقى أن رسالته لباقي الدول في أن كوردستان العراق قادر على مواكبة التطورات في جميع القطاعات والميادين، إلى جانب حماية حقوق مواطنيه والوافدين عليه، قد لقيت اهتماما بالغا من الحضور المشاركين، إيمانا من قبل الإقليم بمبادئ "السلام والتعايش والإخاء". يشار إلى أن "الملتقى الإعلامي الكوردي العربي" نظم في سياق الاحتفاء بأربيل "عاصمة السياحة العربية" لسنة 2014، في تزامن مع الاحتفاء بالنسبة الكوردية "نوروز"، ما جعل المنظمين والمشاركين، يصفونه ب"البداية الموفقة" للتواصل مع العالم العربي والانفتاح على مجتمعاته.