حققت مجموعة التجاري وفابنك، برسم سنة 2013، نتائج مهمة مكنتها من الحفاظ على مردودية مستقرة ومتانة مالية متزايدة في ظل ظروف غير مواتية، إذ بلغ إجمالي الحصيلة الموطدة للمجموعة 385.6 مليار درهم، مسجلة نموا بنسبة زائد 4.7 في المائة. (الصديق) وبخصوص باقي المؤشرات المالية للمجموعة، أوضحت أرقام قدمت في ندوة صحفية، عقدها التجاري وفابك، الثلاثاء الماضي بالدارالبيضاء، أن مجموع حقوق المساهمين بلغ 37.9 مليار درهم، مرتفعا بنسبة 7.2 في المائة، وقفز صافي مجموع الإيرادات المصرفية إلى 17.9 مليار درهم، محققا نموا بنسبة زائد 4.9 في المائة، في حين، بلغت النتيجة الإجمالية للاستغلال 9.9 ملايير درهم، مرتفعة بزائد 6 في المائة، أما صافي الأرباح، فبلغ 5.1 ملايير درهم، مسجلا تراجعا بنسبة 4.6 في المائة، وبلغت حصة المجموعة من صافي الأرباح 4.1 ملايير درهم. وأكدت النتائج المالية أن مجموعة التجاري وفابنك تعتبر أول مستقطب للادخار، الذي ارتفع، السنة الماضية، إلى 315.7 مليار درهم، عوض 310.4 ملايير درهم سنة 2012، إلى جانب احتفاظها بالمرتبة الأولى في مجال تمويل الاقتصاد، إذ بلغ إجمالي القروض الموزعة 250.7 مليار درهم، عوض 247.6 مليار درهم سنة 2012، إضافة إلى توفر المجموعة على أوسع شبكة للفروع في المغرب وإفريقيا، إذ أصبحت تضم 3197 فرعا، بدل 2882 سنة 2012. وتميزت سنة 2013 بظرفية اقتصادية ومالية متباينة في البلدان التي تعمل فيها المجموعة، إذ اتسمت هذه الظرفية في المغرب بتباطؤ نمو القروض الموزعة وتقلص هوامش الربح، إضافة إلى ارتفاع كلفة المخاطر. أما في تونس وإفريقيا جنوب الصحراء، فإن القطاعات البنكية عرفت تطورا قويا لأهم مؤشراتها. وسجلت النتيجة الإجمالية للاستغلال تطورا نسبته زائد 6 في المائة، لتصل إلى 9.9 ملايير درهم، ويعزى هذا الأداء لتطور صافي مجموع الإيرادات المصرفية (زائد 4.9 في المائة ليصل إلى 17.9 مليار درهم)، وأيضا إلى التحكم في التكاليف العامة للاستغلال بزيادة 3.4 في المائة، وهو ما مكن من بلوغ معامل الاستغلال 44.5 في المائة، بتحسن بلغ 0.6 نقطة. وأفادت النتائج ذاتها أنه، نتيجة للظرفية الاقتصادية الصعبة، بلغت كلفة المخاطر 1.9 مليار درهم، أي بارتفاع نسبته زائد 52.8 في المائة. ونسبة إلى جاري القروض، بلغت هذه التكلفة 0.71 في المائة سنة 2013، عوض 0.48 في المائة، ما ينم عن المراقبة الاستباقية واليقظة المستمرة للمجموعة، سواء على مستوى الكشف عن المخاطر أو تتبعها أو تغطيتها. وفي ظل ظرفية أقل ملاءمة، حققت مساهمة نشاط البنك بالمغرب بخصوص صافي مجموع الإيرادات المصرفية تحسنا نسبته زائد 3.9 في المائة، لتصل إلى 9.8 ملايير درهم، وسجلت مساهمته في حصة المجموعة من صافي الأرباح انخفاضا نسبته 16.5 في المائة، بفعل ارتفاع كلفة المخاطر، تماشيا مع معايير المجموعة في مجال التغطية الاستباقية للمخاطر. وبلغت مساهمة أنشطة شركات التمويل المتخصصة في صافي مجموع الإيرادات المصرفية 2.1 مليار درهم (زائد 1.3 في المائة)، في أسواق شهدت نموا معتدلا على العموم. وبفضل التحسن المستمر للإنتاجية والفعالية التشغيلية، وتدبير ناجع للمخاطر، تحسنت مساهمت شركات التمويل المتخصصة في حصة المجموعة من صافي الأرباح بنسبة زائد 1.9 في المائة، لتصل إلى 471 مليون درهم. وتحسنت مساهمة نشاط التأمين في صافي مجموع الإيرادات المصرفية بشكل ملحوظ (زائد 17.2 في المائة)، بينما تراجعت مساهمة هذا النشاط في حصة المجموعة من صافي الأرباح بنسبة 20.5 في المائة، لتصل إلى 458.3 مليون درهم. وسجل بنك التقسيط على الصعيد الدولي، باعتباره أحد أهم محركات نمو المجموعة، منجزات ملحوظة بفعل دينامية النمو التي تشهدها الدول التي توجد بها المجموعة، ونجاح المخططات التنموية لأهم المصارف التابعة للمجموعة، إذ ارتفت مساهمة بنك التقسيط على الصعيد الدولي في الصافي الموطد لمجموع الإيرادات المصرفية بنسبة زائد 11.1 في المائة، ليصل إلى 4.8 ملايير درهم، وكذا ارتفاع مساهمة هذا النشاط في حصة المجموعة من صافي الأرباح بنسبة زائد 32.7 في المائة، لتصل إلى 863.8 مليون درهم. وفي سياق الامتداد القاري والدولي لمجموعة التجاري وفابنك، يشار إلى أنها أنهت في شتنبر 2013، اقتناء 55 في المائة من رأسمال البنك الدولي لإفريقيا في التوغو (BIA TOGO)، كما افتتحت الشركة البنكية لغرب إفريقيا التابعة للمجموعة (CBAO)، التي يوجد مقرها بالسنغال، فرعا لها في النيجر، ليصل عدد الدول التي توجد بها المجموعة إلى 23 دولة. من ناحية أخرى، واصلت المجموعة تغطيتها الدولية من خلال إبرام شراكات استراتيجية، سيما مع بنك الصين (bank of china)، والبنك الوطني القطري (QNB)، بغية إنعاش وتطوير المبادلات التجارية والتدفقات الاستثمارية بين البلدان التي تحتضن المصارف التابعة للمجموعة وباقي دول العالم، وتدعيم مكانة التجاري وفابنك كفاعل مرجعي على صعيد القارة الإفريقية.