أعلن محمد الكتاني، الرئيس المدير العام لمجموعة التجاري وفابنك، أن النصف الأول من 2013، عرف تحقيق المجموعة منجزات جيدة على كافة أنشطته وذلك رغم الظرفية غير المواتية، التي تميزت بتباطؤ النمو الاقتصادي (باستثناء القطاع الفلاحي)، والأداء التنازلي للأسواق المالية بالمغرب، فضلا عن اهتمام هذا البنك المتزايد بالمخاطر داخل الأسواق التي ينشط فيها. وكشفت النتائج المالية المعلن عنها في الندوة الصحفية، التي عقدها مسؤولو التجاري وفابنك، أمس الجمعة بالدارالبيضاء، أن إجمالي الحصيلة الموطدة للمجموعة بلغ برسم الفترة المشار إليها، 384.7 مليار درهم، محققة نموا بزائد 3.3 في المائة، في حين بلغ مجموع حقوق المساهمين 35.8 مليار درهم، مسجلا ارتفاعا بنسبة زائد 7.9 في المائة، أما صافي مجموع الإيرادات المصرفية للمجموعة فقفزت إلى 9.1 ملايير درهم، محققة بدورها نموا بمعدل زائد 4.7 في المائة. وبلغ صافي الأرباح 2.7 مليار درهم، وحصة المجموعة من صافي الأرباح 2.2 مليار درهم. وأوضح الكتاني أن التجاري وفابنك يعتبر المستقطب الأول للادخار، حيث بلغ إجمالي الادخار المستقطب إلى غاية يونيو 2013، 316.4 مليار درهم، عوض 300.9 مليار درهم إلى غاية متم يونيو 2013، كما أكد أن المجموعة تعد، أيضا، الممول الأول للاقتصاد، إذ بلغت القروض الموزعة إلى غاية متم يونيو 2013، 253.6 مليار درهم، في حين بلغت 246.5 مليار درهم إلى غاية متم يونيو 2012. وذكر الرئيس المدير العام للمجموعة أن التجاري وفابنك تتوفر على أكبر شبكة بنكية في المغرب وإفريقيا، مبرزا أن فروعها بلغت 3037، 79.8 في المائة منها بالمغرب، و20.2 في المائة منها على الصعيد الدولي. الودائع الموطدة شهدت تحسنا بنسبة 7.9 في المائة، لتصل إلى 238.7 مليار درهم، كما ارتفعت القروض الموطدة بنسبة 1.6 في المائة، لتصل إلى 253.6 مليار درهم، وهو ما ساهم في ارتفاع صافي مجموع الإيرادات المصرفية بنسبة 4.7 في المائة ليصل إلى 9.1 ملايير درهم. وأبانت النتائج ذاتها أن النتيجة الإجمالية للاستغلال بلغت 5.1 ملايير درهم، مسجلة ارتفاعا ب زائد 4.6 في المائة، ويعزى ذلك أساسا إلى النمو المتحكم فيه لمصاريف التشغيل (زائد 4.9 في المائة، وزائد 3.6 في المائة، دون احتساب تأثير عملية الزيادة في رأس المال المخصصة للمستخدمين خلال سنة 2012. كما تراجعت حصة المجموعة من صافي الأرباح على التوالي بنسبة 1.9 في المائة، لتصل إلى 2.7 مليار درهم وبنسبة 4.8 في المائة، لتصل إلى 2.2 مليار درهم بفعل ارتفاع كلفة المخاطر. في حين مكن الأداء الجيد للنشاط والتحسن المستمر للفعالية التشغيلية من الحفاظ على المردودية المالية في مستوى يستجيب لأفضل المعايير الدولية. إذ بلغ العائد على حقوق المساهمين والعائد على الموجودات على التوالي 16.1 في المائة، و1.4 في المائة، رغم مواصلة تعزيز حقوق المساهمين وسن مقاربة صارمة في مجال تتبع وتغطية المخاطر. وأعلن محمد الكتاني، خلال هذا اللقاء، أن التجاري وفابنك أكد بالمغرب ارتفاع حصته من السوق وتطور مساهمته في صافي مجموع الإيرادات المصرفية، التي بلغت نسبة زائد 5 في المائة، كما أفاد أن حصص البنك من السوق على مستوى الودائع والقروض ارتفعت على التوالي ب 0.58 و0.51 نقطة بين دجنبر 2012 ويونيو 2013. وكشفت النتائج نصف السنوية للتجاري وفابنك أنه في ظل الظرفية الصعبة والنمو الضعيف الذي ميز السوق، بلغت مساهمة شركات التمويل المتخصصة، خلال النصف الأول من 2013، في صافي مجموع الإيرادات المصرفية 1.1 مليار درهم (زائد 2.7 في المائة). وتطورت مساهماتها في حصة المجموعة من صافي الأرباح بنسبة 27.6 في المائة، بفضل تحكم متزايد في التكاليف والمخاطر. يذكر أن هذه الشركات التابعة أضحت تضطلع بدور مهم في إطار استراتيجية طموحة للعمل داخل البلدان، التي توجد فيها المجموعة في منطقتي المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء. وأضافت النتائج ذاتها أن بنك التقسيط سجل على الصعيد الدولي، خلال النصف الأول من 2013، نموا ملحوظا لكافة مؤشراته، إذ بلغت مساهمته في صافي مجموع الإيرادات المصرفية 2.3 مليار درهم، مسجلة بذلك ارتفاعا نسبته 10.4 في المائة. وفي السياق ذاته، ارتفعت مساهمة بنك التقسيط على الصعيد الدولي في حصة المجموعة من صافي الأرباح إلى 363.8 مليون درهم، مسجلة تحسنا بلغ 31.2 في المائة، مستفيدة من عودة النشاط في مالي إلى مجراه الطبيعي، وانتعاش النمو الاقتصادي في كل من تونس والسينغال وساحل العاج. وارتباطا بهذا الجانب، يشار إلى أنه في سياق تعزيز شبكة فروعها في إفريقيا جنوب الصحراء، وقع التجاري وفابنك، في ماي 2013، مع السلطات في دولة الطوغو اتفاقية نهائية لشراء 55 في المائة، من رأسمال البنك الدولي إفريقيا بالطوغو "بيا"، ويقوم البنك حاليا بالإجراءات النهائية لإتمام عملية البيع. وأكدت النتائج المالية نصف السنوية لأكبر مجموعة مالية بالمغرب، أن قطاع التأمين داخل البنك يواصل أنشطته الخاصة بتأمين الحياة والتأمينات العامة في ظل ظروف مالية صعبة، تتميز باستمرار المنحى التنازلي لأداء بورصة الدارالبيضاء، وارتفاع نسب الفائدة الخاصة بالسندات، وبلغ رقم المعاملات، خلال النصف الأول من سنة 2013، ثلاثة ملايير درهم، أي المستوى ذاته مقارنة مع 30 يونيو من السنة الماضية. وعلى غرار الأنشطة الأخرى للمجموعة، شرع قطاع التأمين في تطوير حضوره الجهوي، من خلال الانطلاق الفعلي للتجاري تأمين بتونس في ماي 2013. يشار إلى أن التجاري وفابنك أنهى بنجاح عملية الزيادة في رأس المال بمبلغ قدره 685.2 مليون درهم، عبر تحويل اختياري لنسبة 50 في المائة من الأرباح الموزعة برسم السنة المالية 2012، إلى أسهم جديدة (أي بنسبة إنجاز وصلت إلى 76 في المائة)، كما أصدر اقتراضا للسندات الثانوية بمبلغ 1.25 مليار درهم. وتأتي هذه العملية عقب عملية 2012، التي همت زيادة في رأس مال البنك بمبلغ 2.1 مليار درهم، مندرجتين في إطار تعزيز حقوق المساهمين، ما يسمح للبنك بمواصلة برامجه التنموية الطموحة، سواء في المغرب أو دوليا مع احترام منذ الآن المتطلبات المستقبلية لاتفاقية (بال 3)، التي سينخرط فيها المغرب بداية من شهر يونيو 2014.