وقف مسؤولين عن القطاعات الحكومية المعنية بمشروع بناء المدينةالجديدةتامسنا والمتدخلين والشركاء وفاعلين اقتصاديين واجتماعيين وسياسيين ومدنيين، على ما شهدته مدينة تامسنا، بعد أربع سنوات من إنشائها، من تطور، بحيث أصبحت تحتضن أزيد من 35 ألف نسمة وما يناهز 27 ألف وحدة سكنية و13 مرفقا عموميا. وقف هؤلاء خلال مهرجان تامسنا في نسخته الثانية، المنعقد تحت شعار "جميعا من أجل مدينة مواطنة"، الذي نظمته مجموعة العمران، يوم الجمعة الماضي، بمدينة تامسنا، على مدى تقدم المشاريع المهيكلة الكبرى، التي تضمنها مخطط تنمية المدينةالجديدة. وأكد نبيل بنعبد الله، وزير السكنى والتعمير والسياسة، خلال المهرجان الذي نظمته مجموعة العمران بشراكة مع النسيج الجمعوي بتامسنا تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن هناك دينامية ومبادرات حية تسعى إلى تكثيف الجهود من أجل تدارك التأخر الذي حصل في وضع بعض الأسس بالمدينة. وشدد بنعبد الله على الأهمية التي توليها الحكومة لهذا النموذج الحضري ورغبتها الأكيدة في إنجاح هذا المشروع مع تجاوز جميع الصعوبات من خلال وضع إمكانيات وتصور شمولي مع جميع الفاعلين في القطاع من منتخبين ومجتمع مدني. وأشار إلى أن المدينة تشهد اليوم تحسنا من خلال مجموعة من المشاريع، التي رأت النور وأخرى في طور الإنجاز "كما أن المجهودات التي تبذلها الحكومة إلى جانب مؤسسة العمران من أجل تأهيل المدينة هي ملموسةّ، وحتى السكان أصبحت تستشعر هذا الأمر ولو لم يكونوا لاحظوا أن هناك تغيرا على مستوى البنية التحتية للمدينة لخرجوا للاحتجاج، كما كان الأمر في السنة الماضية". وأبرز بنعبد الله أن المشاريع التي تم إنجازها وتلك التي توجد في طور الإنجاز ومنها تهيئة المحاور الطرقية الكبرى لربط المدينة بسيدي يحيى وتمارةوالرباط، والمنتزه المركزي والمركب الجامعي الذي سيرى النور قريبا، والمعهد الرياضي ومراكز للشباب والمراكز الاجتماعية والمستشفى المحلي والمراكز الصحية. وأكد سعي الوزارة إلى فتح علاقات جديدة مع السكان لمعالجة كل القضايا العالقة المرتبطة بالاستثمارات، خاصة من قبل بعض الشركات الأجنبية والسعي إلى معالجة هذه القضايا مع إمكانية استرجاع كل هذه المشاريع. وقال بنعبد الله إن "هناك العديد من مطالب السكان مازالت قائمة ومشروعة، لأننا قبل سنتين كنا أمام سكان يقيمون في فضاء تامسنا ولا يحبذون البقاء فيه، والآن الأمور تتطور ونأمل أن تتحول تامسنا من مصدر للانتقادات والمشاكل إلى مصدر للفخر والاعتزاز" ، دعيا الدولة إلى تحمل مسؤوليتها الكاملة من أجل "توفير سكن لائق للأسر المغربية ولتخفيف المآسي التي تعانيها آلاف الأسر المغربية". وأكد بدر كانوني، رئيس الإدارة الجماعية لمجموعة التهيئة العمران، أهمية المقاربة التشاركية، التي تم اعتمادها من طرف وزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة عند وضع مخطط الانطلاقة الجديدةلتامسنا وارتباطها الوثيق بجوهر سياسة المشاريع الكبرى التي يرعاها جلالة الملك والتي تندرج في سياقها مشاريع المدن الجديدة، التي تعتبر إحدى الأدوات المساهمة في دعم توازن الشبكة الحضرية بالمغرب والتحكم في النسيج الحضري بالمدن المغربية الكبرى والاستجابة للحاجيات السكنية وتوفير مستويات أفضل من الخدمات الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين. وذكر كانوني بدور مجموعة العمران باعتبارها مقاولة عمومية استراتيجية تنفرد بالانخراط المبكر في هذا المشروع الكبير من خلال إحداث أربع مدن جديدة، معتمدة في ذلك على العمل المشترك والتنسيق بين جميع المتدخلين، باستثمار سيفوق 113 مليار درهم عند استكمال كل مكونات المدن الجديدة، وذلك بهدف خلق مجالات حضرية جديدة للتساكن والعيش الكريم وفضاءات للاندماج الاجتماعي وخلق الثروات على مساحة 5 ألاف هكتار لاستقبال 150 ألف نسمة. وقدم كانوني ما شهدته مدينة تامسنا من تطور، حيث أصبحت تحتضن اليوم أزيد من 35 ألف نسمة وما يناهز 27 ألف وحدة سكنية و13مرفقا عموميا و11 مرفقا توجد في آخر مراحل الإنجاز، خاصة مشروع أحد أكبر المساجد على المستوى الوطني، مشيرا إلى أن مدينة تامسنا " تتوفر اليوم على مدارس تكفي لسكان المدينة وتستجيب لطلبات المناطق المحيطة بها مثل سيدي يحيى زعير ومرس الخير، وعلى شبكة للنقل الحضري والداخلي لتسهيل التنقل داخل وخارج المدينة". وأوضح أن التطورات التي تشهدها تامسنا "تعد مؤشرات أساسية على التقدم، الذي تعرفه البنيات الأساسية للمدينة الجديدة"، مؤكدا أن تامسنا" تصبو إلى أن تكون مدينة نموذجية برؤية معمارية جديدة من خلال السهر على تحقيق التناسق العمراني والمعماري للمدينة، واعتماد البعد البيئي واحترام مواصفات الولوجيات بالمدينة". وأشاد بأداء المجتمع المدني بالمدينة، الذي يعد شريكا أساسيا في تقدم هذا الورش الكبير، حيث تمكن بفضل حيويته من بلورة برنامج طموح. وبخصوص مشكل الطرقات الذي يعانيه سكان المدينة، أفادت وثيقة وزعت ضمن الملف الصحفي، أن الأمر يتطلب خمس سنوات من أجل جميع المحاور الطرقية في المدينة، كما أن الأشغال مستمرة من أجل ربط المدينة بمحور تمارة وسيدي يحيى ويبقى محور الرباط، الذي يعرف مشاكل في إنجازه. ويتضمن برنامج "إقلاع مدينة تامسنا" الذي تم إطلاقه السنة الماضية، والذي خصص له غلاف مالي يقدر ب538 مليون درهم، حسب الوثيقة نفسها، بناء "قطب تكنولوجي" تابع لجامعة محمد الخامس بالرباط بكلفة إجمالية تبلغ 150 مليون درهم، وتستمر الأشغال فيه لمدة ثلاث سنوات، وإنجاز ثاني أكبر مسجد على الصعيد الوطني بغلاف مالي قدره 60 مليون درهم.