أنهى فريق طبي تابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، معاناة الطفل عبد السميع، الذي كان أدخل إلى مصلحة إنعاش الأطفال بالمركز، يوم 7 فبراير الماضي، في حالة حرجة مرتبطة بقصور كبدي حاد ناتج عن الالتهاب الكبدي من نوع ( أ). الأب المتبرع أثناء زيارته لابنه بالمستشفى (خاص) وكانت حالة الطفل (9 سنوات) تدهورت، بيد أن هذا التدخل الطبي أعاد له أمل الحياة، وبعث الأمل لمرضى آخرين يعانون في صمت الالتهاب الكبدي. وتمكن الفريق الطبي، المكون من أطباء في عشرة اختصاصات، بتعاون مع الفريق الطبي لجراحة الكبد بمستشفى بوجون بباريس، تحت إشراف البروفسور البلغيتي، من إجراء عملية جراحية مستعجلة لزراعة الكبد، الأولى من نوعها في المغرب، في إطار نظام المساعدة الطبية، بعد ما تقدمت أسرة الطفل المريض بطلب لإدارة المستشفى، وأبدى والده استعدادا للتبرع. وتطلب تحقيق هذا الإنجاز الطبي، غير المسبوق في المغرب، مضاعفة الجهود لصقل وتطوير خبرة الطاقم الطبي الذي أشرف على العملية، والتدرب على استعمال تقنيات نقل وزرع الأعضاء، والتنسيق بين مختلف الفرق الطبية التي تمثل اختصاصات متنوعة. وبدأت العملية باستئصال جزء من كبد الأب المتبرع، قبل نقلها للطفل المريض، واستغرقت العملية، حوالي عشر ساعات، كللت بالنجاح بفضل دعم وزارة الصحة، ومساهمة فريق من الجراحين بالمستشفى الجامعي ابن رشد في إطار تطوير الكفاءات في مجال زرع الأعضاء. وعبر الأب محمد زندير (54 سنة)، الذي تبرع بجزء من كبده لابنه عن سعادته بنجاح العملية، بفضل خبرة الطاقم الطبي الذي أشرف على العملية. وقال زندير، في تصريح ل"المغربية، "أتمتع بصحة جيدة، ونتائج العملية لحد الآن ممتازة، وستساعد على تخليص ابني من معاناته مع الالتهاب الكبدي، وإعادة أمل الحياة إليه". من جانبه، قال البروفسور سعيد يونس، رئيس قسم الإنعاش والتخدير بمستشفى الأم والطفل التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، إن "زرع الكبد كان هو العلاج الوحيد من أجل إنقاذ الطفل، الذي أصيب بالتهاب حاد في الكبد، دخل على إثره في غيبوبة حادة، من خلال استئصال جزء من كبد والده، الذي كان الوحيد الذي يمكنه أن يتبرع له." وأضاف أن العملية جرت في "ظروف جيدة بتضافر جهود جميع العاملين بالمركز الاستشفائي الجامعي، وفتحت آفاقا لتطوير زراعة الكبد في المغرب، كما أنها تعبر عن قمة التضامن العائلي"، موضحا أن حالة الطفل مستقرة، ويتماثل للشفاء تحت المراقبة الطبية، إلى حين تحسن حالته الصحية. وأكد على أهمية مثل هذه العملية، بالنظر إلى ثمنها الباهض في المستشفيات الأوروبية، (بين 180 و200 مليون سنتيم)، إضافة إلى أنها سترفع مستوى البحث العلمي وتكوين الأفواج الجديدة من الأطباء. وسبق لفريق طبي بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، بمساعدة فريق طبي آخر من مستشقى ابن رشد بالدارالبيضاء، أن أجرى أول عملية لزرع الكلي بمستشفى ابن طفيل لمريض يعاني قصورا كلويا مزمنا بعد أن تبرعت له زوجته بإحدى كليتيها، وأخرى لمريض تبرعت له امرأة بإحدى كليتيها.