افتتح أول أمس الاثنين، بجامعة محمد الخامس السويسي بالرباط، أسبوع التشغيل للطالب، الذي يمتد من 10 إلى 15 مارس الجاري، بهدف تمكين الآلاف من الطلبة من اكتشاف الفرص التي يتيحها سوق الشغل وأيضا مدهم بالإرشادات الضرورية لتحسين طرق بحثهم عن التشغيل، كما جرى تدشين فضاء للتشغيل داخل مركز الاستقبال والإعلام والتوجيه والتتبع. وسيعرف أسبوع التشغيل للطالب، الذي تنظمه الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، تحت شعار "خدمات التشغيل عن بعد رهن إشارة الشباب"، زيارة الوكالة لما يناهز 400 مؤسسة للتعليم العالي للتواصل مع الطلبة وتنظيم ورشات لفائدتهم، وسيكون هذا الحدث فرصة لإطلاع الطلبة على الخدمات التي تمنحها الوكالة للباحثين عن الشغل، خاصة الخدمات عن بعد. وقال عبد السلام الصديقي، وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية، إن "التشغيل يحظى بأهمية بالغة من قبل الحكومة، عبر تعميق التشاور حول القضايا ذات الصلة بالتشغيل، ودعم وتطوير التشغيل"، مشيرا إلى أن الحكومة تراهن على خفض معدل البطالة إلى 8 في المائة في أفق 2016. وتحدث الوزير عن تتبع وتنفيذ وتطوير البرامج الحالية ووضع آليات للرصد وتتبع سوق الشغل، وتحسين عقود التشغيل واعتماد برنامج مقاولاتي، مبرزا أن هذا الحدث يهدف إلى بناء شراكة مستدامة بين المقاولات والخريجين. وأضاف أن الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات ساهمت في إدماج 60 ألف باحث عن شغل سنة 2013، ونفى الوزير أن تكون الحكومة التزمت بتوفير 250 ألف منصب شغل سنويا، معتبرا أن ذلك يتطلب معدل نمو بحوالي 10 في المائة. من جهتها، أكدت سمية بن خلدون، الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، في مداخلة بالمناسبة، على أهمية أن يساير قطاعا التكوين المهني والتعليم العالي قطاع التشغيل، من أجل توفير تكوين ملائم لحاجيات ومتطلبات سوق الشغل. وأضافت أن البرنامج الحكومي وضع على عاتقه أن ينجح في ملاءمة التكوينات مع سوق الشغل، وأن أهم برامج وزارة التعليم العالي تنصب على إنجاح هذا الهدف. وتطرقت إلى إحداث الوكالة الوطنية للتكوين والبحث العلمي في السنة المقبلة، مشيرة إلى أن دورها هو تقييم التكوينات، والبحث في التكوينات التي يجب إيقافها والتي يمكن استمرارها، والبحث في المؤسسات المعترف بشهاداتها. في السياق ذاته، أبرز رضوان مرابط، رئيس جامعة محمد الخامس السويسي، أن المغرب أولى أهمية خاصة للتشغيل، من خلال تكاثف جهود الوزارات، ومؤسسات التعليم العالي، ومؤسسات القطاع العام والخاص، في اتجاه خلق مزيد من فرص الشغل، وإدماج الخريجين في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وإشراكهم في عملية التنمية الوطنية، مشيرا إلى أن تدشين فضاء للتشغيل داخل مركز الاستقبال والإعلام والتوجيه والتتبع، هدفه النهوض بمسؤولية تأطير الطلبة وتأهيلهم ومساعدتهم في بلورة مشروعهم المهني، وإعدادهم لولوج الحياة العملية بإطلاعهم على مستجدات سوق الشغل. من جهته، أوضح حفيظ كمال، المدير العام للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، أن الوكالة تتوفر حاليا على قاعدة بيانات تشمل أكثر من مليون باحث عن شغل و62 ألف مقاولة، وتمكنت من إرسال حوالي مليون رسالة نصية قصيرة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، سجلت نسبة إجابة متوسطة في ما يخص الخدمات الهاتفية تخطت 96 في المائة. وأضاف أنه، نتيجة تزايد عدد الباحثين عن شغل، وقع تطوير البوابة الإلكترونية للوكالة لتقدم خدمات متنوعة للباحثين عن شغل والمشغلين، توفر حاليا 100 ألف فرصة عمل سنويا، فضلا عن استخدام وسائل تتيح تواصلا مباشرا مع الزبائن كشبكات التواصل الاجتماعي، وأخرى تسمح بحملات تواصلية دقيقة وموجهة كخدمة البريد الإلكتروني، والرسائل النصية القصيرة والخدمات الهاتفية عبر مراكز الاتصال.