أبرزت صحيفة (العرب) اللندنية، في عددها الصادر اليوم الاثنين، الدور الطلائعي للمغرب في دعم إفريقيا على جميع الأصعدة "لأنه جزء لا يتجزأ منها". وأشارت الصحيفة، في مقال للكاتب اللبناني خير الله خير الله، خصص للجولة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس مؤخرا لعدد من البلدان الإفريقية، إلى أن التعاون المغربي مع هذه الدول يأتي في "سياق مشروع يأخذ في الاعتبار كل ما يهم دول المنطقة خصوصا تلك الواقعة على طول الشريط الساحلي". وأوضح كاتب المقال أن هذا المشروع يركز على شن حرب على الفقر باعتباره أبرز ينابيع الإرهاب، إلى جانب استغلال الموارد الموجودة بطريقة علمية. وأشار في هذا الصدد إلى الشراكة الإستراتيجية بين المغرب والغابون في مجال الأسمدة والتي تروم تعزيز الأمن الغذائي في إفريقيا والعالم، مبرزا أن ثمانين في المائة من الأراضي الزراعية للقارة تظل غير مستغلة. وأضاف أن الجولة الأفريقية جديدة لجلالة الملك جاءت بعد أشهر قليلة من جولة سابقة استهدفت تعزيز خط الاعتدال والتقدم في القارة السمراء. وبخصوص الزيارة الملكية لدولة مالي، لاحظت الصحيفة أن المشاريع المغربية في هذا البلد، تكتسب طابعا متكاملا، حيث تشمل تحسين الخدمات الطبية والاستثمار في مشاريع تخلق فرص عمل للمواطن العادي، مع العمل على تأمين المصالحة الوطنية بين كل المكونات المالية، موضحة في هذا السياق أن المغرب صار مرجعية لكل من يسعى بالفعل إلى السلام والاستقرار في مالي والدول القريبة منها على طول الشريط الصحراوي. كما أشارت إلى شروع المملكة في تكوين خمسمائة إمام مالي من أجل نشر تعاليم الإسلام الصحيح الذي ينبذ العنف بكل أشكاله، وذلك استنادا إلى تعاليم المذهب المالكي، الذي يدعو إلى الاعتدال والتسامح والاعتراف بالآخر والتعايش بين الأديان السماوية، ملاحظة أن بلدان أخرى من بينها كوت ديفوار ستستفيد بدورها من دعم المغرب في هذا المجال. وفي كوت ديفوار، أبرز كاتب المقال تأكيد جلالة الملك في افتتاح (المنتدى الاقتصادي المغربي - الإيفواري) على أهمية تخلص إفريقيا من رواسب الماضي وأن تستعيد القارة السمراء ثقتها بإمكاناتها ومواردها وبما تزخر به من كفاءات بشرية متوثبة، مشيرا إلى تشديد جلالته على أن إفريقيا بحاجة إلى شراكات ذات نفع متبادل ومشاريع التنمية البشرية والاجتماعية أكثر من حاجتها إلى مساعدات إنسانية. وبحسب الصحيفة، فإن المغرب حريص على جعل إفريقيا تتخلص من أي عقد تحكمت بدولها في القرن الماضي، مؤكدة أن المملكة تتطلع إلى تحقيق نقلة نوعية على الصعيد الأفريقي تفضي إلى الاستفادة من قدرات القارة ومن التعاون جنوب - جنوب. وأبرزت أنه مثلما ربحت دول القارة السمراء حروب الاستقلال التي خاضتها في القرن العشرين، سيكون عليها خوض معركة الحرب على الفقر والإرهاب في القرن الحادي والعشرين، مشيرة إلى أن المغرب مستعد لمساعدتها في تحقيق هذا الهدف، لأنه " بلد متصالح مع نفسه أولا، يمتلك دستورا متقدما.. ولذلك يستطيع مساعدة الآخرين نظرا إلى أنه ساعد نفسه أولا".