توفي صباح اليوم الاثنين، الفنان الشعبي حميد الزاهير، بعد معاناة مع المرض وفق ما أكدته مصادر فنية مقربة من أسرة الراحل. وقال الفنان عبد الرحيم بانا وصديق الراحل في تصريح ل"الصحراء المغربية" إن حميد الزاهير فارق الحياة بمنزله بحي جيليز، بعدما كان يخضع للعلاج بإحدى المصحات الطبية الخاصة قبل أن يتدهور وضعه الصحي ويسلم روحه لبارئها. من جانبهم، أوضح فنانون مقربون من الراحل أن المرض تمكن منه رغم مقاومته الشديدة له في الفترة الأخيرة، قبل أن ينقل إلى إحدى المصحات الخاصة، لتلقي العلاجات الضرورية، من طرف طاقم طبي متخصص، لكن القدر لم يمهله طويلا، فتوفي إثر مضاعفات صحية. وحسب فنانين مراكشيين، فإن الساحة الفنية فقدت فنانا شعبيا من طينة الكبار، يختزل طاقة إبداعية خلاقة، ويحظى باحترام وتقدير الجميع. ويعتبر الفنان الشعبي حميد الزاهير، الذي جمع بين الغناء والتلحين والعزف على آلة العود، أحد رواد الأغنية الشعبية المغربية خلال بداية الستينيات من القرن الماضي، بدأ مسيرته بالغناء في الوسط العائلي وبين الأصدقاء، قبل تعلمه العزف على العود، وفي سنة 1957 أنشأ أول فرقة موسيقية خاصة به متكونة من مغنية وضابطي إيقاع، اختصوا في البداية بتقديم ما يعرف بمدينة مراكش ب"التقيتيقات"، التي تكرس تقاليد الثقافة الشعبية المراكشية، إضافة إلى لوحات فنية مستوحاة من الفلكلور الشعبي تتغنى بالأشعار المستلهمة من التراث المراكشي الأصيل، وهو نمط موسيقي شعبي أصبح متداولا في الأعراس. اسمه الأصلي حميد بن الطاهر، لكنه اشتهر باسم حميد الزاهير نسبة إلى الزاهرية بحي الداوديات، التي كان دائم التردد عليها رفقة أفراد مجموعته الغنائية، نشأ وترعرع بدرب اشتوكة بحي القصية بالمدينة العتيقة، ارتبط اسمه بمراكش، وأطلق عليه لقب "مطرب مدينة البهجة". شكلت سنة 1962 المنعرج الحقيقي للمسار الفني لحميد الزاهير، عندما أطلق أغنيته الشهيرة "أمراكش يا سيدي كولو فارح ليك"، الذي أدخلته عالم الشهرة احتفاء بعودة الملك محمد الخامس من المنفى، إذ لقيت الأغنية التي جرى تسجيلها بإذاعة عين الشق بمدينة الدارالبيضاء، نجاحا منقطع النظير واشتهر معها اسم حميد الزاهر في مختلف أرجاء المملكة.