يخضع الفنان الشعبي حميد الزاهير للعلاج بإحدى المصحات بمراكش، إثر إصابته بمرض في الرأس، جعله طريح الفراش طيلة الفترة الأخيرة، ما تسبب في تدهور صحته بشكل ملحوظ، واضطر طبيبه المعالج إلى إخضاعه لعدة فحوصات طبية في انتظار تحسن حالته الصحية. محمد الزاهير، نجل الفنان الشعبي حميد الزاهير، محبي الفنان على حالته الصحية، موضحا أن حالته الصحية حتى الآن مستقرة ولكن ما زال يتلقى العلاج في المصحة المذكورة، حيث أجريت له الفحوصات اللازمة، وكذا بعض العلاجات. وأضاف محمد الزاهير في تصريح ل "الصحراء المغربية"، أن والده كان يعاني منذ فترة أزمة صحية اضطرته إلى دخول العناية المركزة بإحدى المصحات الطبية الخاصة التي غادرها، أول أمس الأربعاء. وكشف محمد الزاهير أن وزارة الثقافة والاتصال دخلت على خط مرض والده وأخبرته عن طريق المديرية الجهوية للثقافة بجهة مراكشآسفي بأنها ستقدم مساعدات مالية من أجل تسديد مصاريف علاج حميد الزاهير، كما أنها أصبحت على اطلاع دائم بتطور حالته الصحية. ووجه ابن حميد الزاهير الشكر لوزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج والمدير الجهوي لمديرية الثقافة لمراكشآسفي الذي زار الفنان في المصحة التي يرقد فيها بمراكش. ويعتبر الفنان الشعبي حميد الزاهير، الذي جمع بين الغناء والتلحين والعزف على آلة العود، أحد رواد الأغنية الشعبية المغربية خلال بداية الستينيات من القرن الماضي، بدأ مسيرته بالغناء في الوسط العائلي وبين الأصدقاء، قبل تعلمه العزف على العود، وفي حدود سنة 1957 أنشأ أول فرقة موسيقية خاصة به متكونة من مغنية وضابطي إيقاع، اختصوا في البداية بتقديم ما يعرف بمدينة مراكش ب"التقيتيقات"، التي تكرس تقاليد الثقافة الشعبية المراكشية، إضافة إلى لوحات فنية مستوحاة من الفلكلور الشعبي تتغنى بالأشعار المستلهمة من التراث المراكشي الأصيل، وهو نمط موسيقي شعبي أصبح متداولا في الأعراس. اسمه الأصلي حميد بن الطاهر، لكنه اشتهر باسم حميد الزاهير نسبة إلى الزاهرية بحي الداوديات، التي كان دائم التردد عليها رفقة أفراد مجموعته الغنائية، نشأ وترعرع بدرب اشتوكة بحي القصية بالمدينة العتيقة، ارتبط اسمه بمراكش، وأطلق عليه لقب "مطرب مدينة البهجة". شكلت سنة 1962 المنعطف الحقيقي للمسار الفني لحميد الزاهير، عندما أطلق أغنيته الشهيرة "أمراكش يا سيدي كولو فارح ليك"، الذي أدخلته عالم الشهرة احتفاء بعودة الملك محمد الخامس من المنفى واعتلائه عرش المغرب، إذ لقيت الأغنية التي جرى تسجيلها بإذاعة عين الشق بمدينة الدارالبيضاء، نجاحا منقطع النظير واشتهر معهااسم حميد الزاهير في مختلف أرجاء المملكة. جمع حميد الزاهير صاحب أغاني "للا زهيرو"، و"للالة فاطمة"، و"اليوم ليلة الخميس"، و"اشداك تمشي للزين"، و"عندي ميعاد"، بين الغناء والتلحين والعزف على آلة العود، ويعتبر من أكثر المطربين شهرة خلال فترة الستينيات والسبعينيات، رغم ما كانت تزخر به الساحة الفنية من عمالقة الفن على غرار أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وغيرهم. تميز المسار الفني للحاج حميد الزاهير بمجموعة من الجولات قادته إلى عدد من الدول العربية والغربية زار خلالها تونس والسعودية والكويت واليابان وأستراليا، لإحياء سهرات فنية لقيت إقبالا جماهيريا منقطع النظير، خصوصا من طرف الجالية المغربية.