شدت الأروقة الخاصة بالصناعة التقليدية أنظار زوار المعرض، حيث تُعرض مختلف الحرف والصناعات المرتبطة بالفرس، والتي تعكس عراقة وأصالة التراث المغربي الأصيل. كما شكل رواق مؤسسة "دار الصانع" حدثا متميزا وهو يقدم لزائريه مختلف المهن التقليدية، مثل صناعة السروج وأحذية الفرسان، والمجدول والرشام، والبندقية المعروفة ب"المكحلة"، والخنجر والسيف، إضافة إلى معروضات تقليدية أخرى، مثل الأواني الفضية والنحاسية، التي ترتبط بتقاليد الفرس والفروسية. وأشار الصانع التقليدي الساخي إدريس أن المعرض يبقى مناسبة لتقديم منتوجات الصانع المغربي، والتعريف بتنوع وغنى الصناعة التقليدية، التي تزخر بها المملكة المغربية، ويتفرد بها الصناع التقليديون المغاربة، وأن مثل هذه المعارض يبقى له الأثر الإيجابي من حيث تحسين جودة المنتوجات التقليدية والترويج لغنى التراث المغربي. إلى جانب دار الصانع، نجد هناك أروقة أخرى تعرض مختلف الصناعات التقليدية المغربية، منها سروج الخيل، والخناجر، والنسيج المتعلق باللباس التقليدي للفارس، الذي يبرز تقاليد المناطق المغربية من خلال الفضاء الخاص بالجهات، الذي تُعرض فيه مختلف العادات والتقاليد التي تتفرد بها كل جهة عن أخرى من لباس تقليدي وأكسسوارات خاصة بالفرس باختلاف الأزمنة. سروج مصنوعة من الصقلي أوضح إبراهيم المكلف ببيع السروج، أن هذه الأخيرة يتفرد بها المغرب عن غيره من الدول الأخرى التي لها علاقة بالفرس، إذ أن السروج التقليدية مصنوعة من مادة "الصقلي" وتخاط باليد، ويكثر عليها الطلب، ويصل سعر الواحدة منها حوالي خمسة آلاف درهم، بحكم أنها تستغرق وقتا طويلا من أجل إنجازها الذي قد يصل إلى ستة أشهر. وأضاف ابراهيم أن صناعة السروج تتطلب جهدا كبيرا ودقة كبيرة في الإتقان والجودة، وكذا وقت طويل من أجل إنجازها في حلة تجعل معها الفرس يبدو كالعريس في يوم زفافه، مشيرا أن بعض السروج تأخذ من صانعها أكثر من سنة. وأشاد بالدور الكبير الذي يلعبه معرض الفرس بالجديدة من أجل التعريف بصناعة السروج وإتاحة الفرصة للزوار من أجل اكتشاف عالمها عن قرب. المحكلة والخنجر والسيف وبالقرب من رواق السروج نجد رواق خاص بالتجهيزات المتعلقة بعالم التبوريدة بصناعة "المكحلة" والخناجر والسيوف، وهي الأدوات الأساسية والمهمة التي يعتمد عليها الفارس أثناء امتطاء الفرس، خصوصا عند تقديم عروض الفروسية، حيث تقتضي هذه الأخيرة أن يكون الفارس والفرس معا في زينة متناهية باستعمال المكحلة والخنجر والسيف. وفي اتجاه آخر، نجد رواق خاص بالصناعة التقليدية بالجديدة، التي كان لها نصيب وافر من أجل عرض منتوجاتها بمعرض الفرس، ويتعلق الأمر بالتعاونية الحسنية للخرقة السايسية وتعاونية فنون ميكو للدرازة. ويعرض هذا الرواق منتوجات تتمثل في الخرقة السايسية المنتمية لزاوية سايس، ومنتوجات الخياطة التقليدية من البرشمان والزواق باليد، وكذا منتوجات الجلد من "البلغة" و"تمامك"، وأيضا فن الدرازة المتعلق بالجلابة والحيك، إضافة إلى لوحات تبرز غنى الموروث الثقافي للخيل من إبداع نساء المنطقة. وأكد عبد الله رخامي، صانع تقليدي بالجديدة، أن المعرض كان مناسبة مواتية للتعريف بالمنتوجات التي تزخر بها المنطقة من "جلابيب" و"سلاهيم" ومنتوجات جلدية، وأن رواق الصناعة التقليدية بالجديدة عرف إقبالا مهما من لدن زائرين من داخل المغرب وخارجه. وشدد رخامي على دور المعارض في التعريف بمنتوجات الصناعة التقليدية، منها الخرقة السايسية، التي تتفرد بها المنطقة ويكثر الإقبال عليها، مشيرا إلى حنكة الصانع التقليدي في إبراز المنتوج المحلي والحفاظ على الموروث الذي تزخر به المنطقة ككل.