اختتمت، أخيرا، فعاليات مؤتمر النساء الحرفيات الإفريقيات ومعرض دار لمعلمة 2018، الذي نظمته شبكة الصانعات التقيليدات بالمغرب (دار لمعلمة)، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي استمر على مدى 5 أيام بفضاء المركب الإداري والثقافي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بملتقى شارع أستندهول وشارع غادي بالدار البيضاء. وشاركت في المؤتمر 300 صانعة تقليدية ب 1500 منتوج، شمل الزرابي والطرز والأثاث منزلي والفخار والنسيج، والمجوهرات، والزيوت الأساسية ومجموعة من المنتجات الأخرى التي أبدعتها أنامل الحرفيات المغربيات والصانعات التقليديات القادمات من دول إفريقية، ودول أمريكا اللاتينية، مثل كولومبيا، وبوليفيا، والبرازيل، إلى جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية. وشهد مؤتمر النساء الحرفيات الإفريقيات تقديم العديد من الندوات، التي نشطتها متخصصات في المجال الاقتصادي، والهدف منها تحسيس المشاركات بعمليات الترويج وبيع المنتوج بعيدا عن الوسطاء.
وأكدت فوزرية طالوت المكناسي، الرئيسة المنتدبة لشبكة دار لمعلمة، أن هذه المناسبة كانت رائعة، حيث اجتمعت فيها الصانعات التقليديات المغربيات والصانعات التقليديات القادمات من دول أجنبية، سيما من إفريقيا، اللواتي أبين إلا أن يشاركن هذه السنة في هذا المؤتمر للاستفادة من خبارت الحرفيات المغربيات، وأيضا من أجل عرض منتوجاتهن والتعريف بها. وأضافت فوزية طالوت، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن هذا النشاط الذي كان في بدايته يهدف الى تعزيز الوضعية الاقتصادية للنساء صاحبات المقاولات المونو والميكرو ولاسيما الصانعات التقليديات، والذي كان يهدف أيضا لمحاربة الهشاشة، قد بلغ الآن ذروة نضجه، ويمكنه أن يدافع عن قضية الحقوق الاقتصادية لهذه الفئة، التي تشكل ثلاثة ملايين امرأة في المغرب، مضيفة أن التجربة في الميدان التي اكتسبتها دار المعلمة خلال العشر سنوات الأخيرة، وعبر 12 جهة المكونة للمملكة، جعلت "المعلمات" يخضن في موضوع لم يتم التطرق له من قبل، وهو الحقوق الاقتصادية للنساء الحرفيات. وأبرزت طالوت أن المشاركات الأجنبيات كن فرحات بزيارتهن للمغرب، وبعرض وبيع منتوجاتهن، وبحضورهن الندوات والورشات والأنشطة التي سطرتها دار لمعلمة بالمناسبة. من جانبها، أكدت أكد ميمونة يومبونو، رئيسة مؤسسة التضامن غينيا، ل"الصحراء المغربة"، أنها مسرورة جدا بمشاركتها في مؤتمر ومعرض دار لمعلمة، وذكرت بالمجهودات، التي قامت بها بمعية حشد من النساء الإفريقيات التي مكنتها من بناء شبكة النساء الإفريقيات، وشكرت كل النساء اللواتي شاركن في المؤتمر الحرفي المغربي الإفريقي، ونوهت بالعلاقات المغربية الغينية، مبرزة أن المرأة الإفريقية نشيطة وتستفيد كثيرا من مثل هذه اللقاءات.
تكريم ميكايليا والش مؤسسة البنك الدولي للنساء
شهد مؤتمر النساء الحرفيات الإفريقيات ومعرض دار لملعمة 2018، لحضات قوية لا يمكن نسيانها، تتمثل في تكريم شخصيات مرموقة، مثل"ميكايليا والش"، التي حضرت خصيصا من الولاياتالمتحدةالأمريكية، رغم حالتها الصحية المتدهورة، لدعم وحضور مؤتمر النساء الإفريقيات الحرفيات، حيث قدمت لها طالوت الرئيسة المنتدبة لشبكة دار لمعلمة، درع اعتراف للمجهودات التي تبذلها من أجل النساء، إذ تعتبر "ميكايليا والش" مؤسسة البنك الدولي للنساء، الذي يتعاون مع شبكة مؤلفة من 49 مؤسسة مالية و31 دولة، من أجل إيجاد حلول تمويلية وتأمينية مصممة خصيصا لتلبية احتياجات النساء ذوات الدخل المحدود، وهي ناشطة في مجال حقوق الإنسان فرع حقوق المرأة.
مقادي فاتو فاي من مالي: حضوري في المؤتمر فرصة لتبادل المهارات
بفضاء معرض دار المعلمة بفضاء المركب الإداري والثقافي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بشارع غادي بالدار البيضاء، التقت "الصحراء المغربية"، مقادي فاتو فاي، رئيس جمعية المتقاعدات في مجال الاتصالات اللاسليكة بمدينة بماكو بمالي، التي تضم 60 امرأة، وقالت إنها مسرورة بحضورها للمؤتمر الذي يعد فرصة لتبادل المهارات، وهي أول مرة تزور فيها المغرب البلد المضياف، موضحة أن أعضاء جمعيتها من المتقاعدات، يستغلن في صناعة العقيق، والاكسسوارات، والحلي، ولهن مهارات يوضفنها في هذا المجال، ويؤكدن من خلال هذا العمل على أنهن مازلن قادرات على العطاء، لدى يشتغلن على كل الأشياء التي تتعلق بالمنزل كالطرز والخياطة والطبخ، وعلى إنتاج مواد الصابون ومواد تنظيف الأواني المنزلية.
فاطمة قبلي: نشتغل على زيت الأركان للتغذية والتجميل
بدورها قالت فاطمة قبلي، رئيسة تعاونية أفياش لانتاج وتسويق الأركان ومشتقاته بالدار البيضاء، أن المنتميات للتعاونية شاركن في العديد من المعارض، والتعاونية تنتج زيت الاركان للتغذية والتجميل ومشتقاته، كصابون الأركان وصابون العسل، والصابون البلدي بالأركان واللوز المر، وعلى مجموعة من الكريمات الخاصة التي توضع على الوجه بالنهار وأخرى بالليل، وعلى الزيوت الخاصة بالشعر، وعلى كرميات ضد التجاعيد، وعلى أنواع مختلفة من الزيوت المستخلصة من الأركان، كما يشتغلن على ل"الكوماج " التي تجمع موادها من الطين الأحمر و الابيض والاخضر، وتمزج بالزيون أو بالعسل، وينتجن زيوتا طبيعية أيضا من لكرموص (الهندي)، والصابون الاسود للحمام، مشيرة إلى أنهن يشاركن في جميع المعارض التي تنظم في جل المدن المغربية، وكسبن زبناء من داخل وخارج المغرب، كما أنهن ربطن علاقات مع الصانعات التقليديات المغربيات والأجنبيات. جميلة ادحيد: تعاونيتنا متخصصة في المواد الطبيعية
أوضحت جميلة ادحيد من تعاونية توناروز بخميس انكا سبت جزولة باسفي، ل"الصحراء المغربية"، ان الجمعية تشتغل على المواد الطبيعية التي تركز على صناعة الشانبوان وعلى الصابون الطبيعي، وعلى جميع أنواع الزيوت المستخلصة كزيت الجلجلان، والخرواع والأركان والكرموص الهندي، وزيت الحبة السوداء، وزيت اللوز المر والثوم، مشيرة إلى أن التعاونية تنتج كذلك مجموعة من الكريمات التي يسهر على تركبتها مختصون، مبرزة ان التعاونية أسسها شباب من أجل ادماج العنصر النسوي في النسيج الاقتصادي، وتمكين المستفيدات من توفير دخل قار واندماجهن في سوق الشغل.
أمال الصردو: اشتغل في طرز النورويكو الإسباني
أفادت أمال الصردو، صانعة تقليدية قادمة من مدينة تطوان، في لقاء مع "الصحراء المغربية"، أنها المرة الأولى التي تشارك في معرض دار لمعلمة، وانها مسرورة بلقائها بصانعات من مختلف المدن المغربية، حيث تمكنت من التعرف على حرفهن وعلى طرزهن، سيما انها متخصصة في الطرز على التوب، من نوع (النورويكو) والذي اصله اسباني، والذي تعلمته النساء التطوانيات الاوائل في الأندية التي كانت تشرف عليها اسبانيات، وانها تعتمد في تطريزه على المواد الأولية التي تقتنيها من اسبانيا، خاصة الخيط الملون، مشيرة إلى ان مثل هذه الصناعة أصبحت الصانعات التقليديات الشابات لا يقبلن عليها كثيرا لان أنجازها يتطلب وقتا طويلا، ولأنهن يفضلن الاشتغال في المصانع والمعامل التي تؤدي لهن أجوارا في نهاية كل شهر.
فاطمة بنترقية من تونس: مسرورة بالتعرف على الصناعة التقلدية المغربية
أبرزت فاطمة أنون بنترقية صانعة تقليدية من تونس، أنها مسرورة جدا بمشاركتها في معرض الصانعات التقليديات، وأن دعوتها لزيارة المغرب تندرج ضمن التبادل الثقافي المغربي التونسي، وفي اطار التعريف بالصناعة التقليدية التونسية، والتعرف على الحرف التقليدية المغربية المتنوعة بتنوع المناطق. وأضافت بنترقية أنها متخصصة في طرز "الشبيكة"، وهو نوع معروف في تونس، وانها جلبت معها أشكالا رائعة من الأثواب المطرزة بالشبيكة التونسية الراقية والعالية، وأن هذا النوع من الطرز، يطرز أولا منفردا على الورق، تم ترسم له تصاميم على التوب الذي يلصق عليه بشكل دقيق، لا يتقنه إلا المحترفون والمهنيون، لذا فثمنه يكون غاليا، موضحة انها تشارك في معارض دولية، وفي معارض داخل تونس، وأن هذا النوع من الطرز للأسف أخذ في الانقراض لأن الشباب يحبون الحرف التي لا تتطلب وقتا طويلا ولا مجهودا كبيرا، كما انهم يحبون الاشتغال كعمال في المصانع.
محمد بيوض: تعاونيتنا معروفة بتربية النحل وإنتاج العسل
وقال محمد بيوض، رئيس التعاونية الفلاحية الإخلاص لتربية النحل وإنتاج العسل الحر بجماعة السبيعات باليوسفية، في لقاء مع "الصحراء المغربية" ان الجمعية معروفة، وأنها استطاعت ان تثبت جدارتها بفضل منتوجاتها المتميزة ذات الجودة العالية المشهود به لها وطنيا من خلال مشاركتها المتعددة والفعالة في المعارض المحلية والجهوية والوطنية، حيث سبق لها أن شاركت في معارض بالدارالبيضاء، وآسفي، وقلعة مكونة، بالإضافة إلى المعرض السنوي للصناعة التقليدية الذي ينظم بمدينة اليوسفية، وفي المعرض الدولي بمدينة مكناس، وعن هدف مشاركته في معرض الصانعات الحرفيات بالدار البيضاء، اكد بيوض ان الهدف الرئيسي هو تمثيل الإقليم أحسن تمثيل من خلال التعريف بمؤهلاته الفلاحية خاصة في ما يتعلق بتربية النحل وإنتاج العسل، كما ان هذه المشاركة كانت فرصة للتعريف بأنشطة التعاونية وبمنتوجاتها، مناسبة لتسويق منتوج التعاونية .