أججت مشاركة لحسن الداودي، القيادي في حزب العدالة والتنمية، والوزير المكلف بالحكامة، في وقفة احتجاجية لعمال شركة «سنطرال دانون » أول أمس الثلاثاء أمام البرلمان بالرباط، غضب المواطنين المقاطعين لاستهلاك مادة الحليب. وشارك الداودي، في سابقة من نوعها في تاريخ الحكومات المتعاقبة على تدبيرالشأن العام منذ الاستقلال، في الوقفة الاحتجاجية برفع شعارات من قبيل «هذا عيب هذا عار الاقتصاد في خطر »، مبررا مشاركته في الاحتجاج بالتضامن مع عمال الشركة، التي مستها الآثار السلبية للمقاطعة.وقال، في تصريح بعد مشاركته في الوقفة الاحتجاجية، إن «المواطن المغربي عليه أن يراعي حالة عمال الشركة، الذين جاؤوا للتعبير عن حقوقهم ». وأخلى الداودي مسؤولية الحكومة في النتائج السلبية للمقاطعة، وقال إن «الحكومة تحركت وقامت بواجبها .» من جهته، انتقد مسؤول نقابي بالمكتب الوطني للكنفدرالية الديمقراطية للشغل بشركة «سنطرال دانون ،» تحت تصفيق المشاركين في الوقفة الاحتجاجية، مشاركة الوزير الداودي في الوقفة الاحتجاجية. وقال، في كلمة له وسط حشود المحتجين، «بلغ إلى علم مؤطري الوقفة، منذ لحظات، زيارة الوزير الداودي للوقفة الاحتجاجية. وبكل صراحة، إن الوقفة قام بها عمال الشركة ولا نريد من أحد أن يفسد علينا وقفتنا »، وأضاف إذا «كان هناك ضرورة من حضور لمسؤول معين، عليه أن يحضر ويشتغل من داخل قبة البرلمان من أجل إيجاد الحلول المناسبة لهذه الطبقة العاملة .» وطالب المسؤول النقابي الحكومة بتوفير حلول لغلاء المعيشة وضعف القدرة الشرائية لعموم المواطنين من أجل أن يتمكنوا من الاستهلاك، مبرزا أن عموم المغاربة يعانون من الاختيارات، التي جاءت بها الحكومة والتي ساهمت في غلاء المعيشة والرفع من معاناة المواطنين. وطالب العشرات من عمال الشركة بوقف حملة مقاطعة منتوجات شركة «سنطرال دانون » بعدما تأثرت الشركة بحملة المقاطعة، التي استهدفت منتوجاتها، وهو ما جعل إدارتها المسيرة تقوم بإجراءات مؤلمة في حق العمال والمتعاقدين معها، إذ قامت بتسريح عدد من العمال، وتخفيض كمية الحليب، التي كانت تقتنيها بشكل يومي من الفلاحين ومربي الأبقار. وتعد شركة «سنطرال دانون » مورد عيش الآلاف من العمال، ومصدر دخل رئيسي لما بين 120 و 150 ألف عائلة، إذ تشغل حوالي 6000 عامل. من جانب آخر، أصدر سعد الدين العثماني، بصفته الأمين العام لحزب العدالة، توجيها يمنع على جميع أعضاء الحزب الإدلاء بأي تصريح أو الإعلان عن أي موقف بأي وسيلة كانت، في موضوع مشاركة الداودي في الوقفة الاحتجاجية، إلى حين عقد اجتماع استثنائي للأمانة العامة للحزب، الذي من المتوقع أن يكون قد عقد ليلة أمس الأربعاء، لمناقشة موضوع خروج لحسن الداودي في مظاهرة عمالية. وأعلن العثماني، عبر الموقع الإلكتروني لحزب العدالة والتنمية، أنه فوجئ بالتحاق الداودي بالمتظاهرين، وأكد الموقع أن مشاركة الداودي كانت دون علم رئيس الحكومة، الذي قام بالاتصال به فور علمه بالموضوع وتنبيهه إلى أن هذا العمل غير لائق. ونفى لحسن الداودي، وزير الشؤون العامة والحكامة، غضب رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، من التحاقه بالوقفة الاحتجاجية التي نظمها عمال شركة «سنطرال دانون » أمام البرلمان. وقال، في تصريح له، إن رئيس الحكومة استفسره حول الأمر دون أن يبدي غضبه، قبل أن يختم كلامه بالقول «بيني وبين العثماني مالكم نتوما