عقد المجلس الجهوي لصيادلة الجنوب الدورة التاسعة لمؤتمره الدولي، تحت رعاية وزارة الصحة، أول أمس السبت في الدارالبيضاء، خصصت أشغاله لمناقشة مكانة الصيدلي في السياسية الصحية بالمغرب. وفي هذا الإطار، تحدثت السعدية متوكل، رئيسة المجلس الجهوي لصيادلة الجنوب، عن أن انعقاد المؤتمر، يأتي بالموازاة مع فتح الحوار بين الصيادلة والحكومة حول وضعية ممارسة المهنة وإكراهات المهنيين، واصفة إياه بالحوار بالإيجابي، الذي يستدعي الاستمرار في تحسيس المسؤولين، إلى حين بلورة نتائجه بشكل فعلي على أرض الواقع. وأكد متوكل على الدور المهم للصيدلي في المنظومة الصحية بالمغرب، من خلال تسهيل ولوج المواطنين إلى الدواء وتقريب خدمات التربية والإرشاد الصحي، سيما في المناطق البعيدة، لتعويض الخصاص من الأطر الطبية. كما ناقشت أشغال المؤتمر دور الصيدلي في تتبع علاجات المصابين بأمراض مزمنة، "في ظل التغيرات الديمغرافية وشيخوخة السكان وظهور الأمراض المزمنة التي تحتاج إلى تكفل طبي خاص بمواصفات دقيقة"، تضيف متوكل. كما تناولت مداخلات المؤتمر التحديات والإكراهات التشريعية التي يشهدها قطاع الصيدلة، سواء منها المتعلقة بالقوانين المنظمة للمجالس الجهوية للصيادلة، وقانون رقم 17 - 04 ، إذ شدد المهنيون على استصدار النصوص التنظيمية للقوانين المؤطرة لمجال الدواء في الصيدلة، لأجل تيسير تنظيم القطاع والقطع مع الممارسة غير القانونية لمهنة الصيدلة. ويندرج ضمن اكراهات المهنيين، ضرورة تأطير بيع المستلزمات الطبية ومحاربة بيع الأدوية والمكملات الغذائية خارج فضاء الصيدليات، وتوفير حلول قانونية لتضرر المهنيين والمرضى من اعتماد الضريبة على القيمة المضافة على شراء الأدوية، مع وجوب استصدار قوانين محددة لقائمة الأدوية المرخص بيعها داخل المصحات، وسن أحقية الصيدلي في استبدال الأدوية وتقديم اللقاحات. من جهته، تحدث حمزة اكديرة، رئيس هيأة الصيادلة، عن الإشكالات التي يطرحها مشروع المجالس الجهوية للصيادلة، مشددا على أحقية صيادلة الأقاليم الجنوبية في مجلس جهوي خاص، وضرورة العمل على إرجاع الثقة في دور المجالس الجهوية، مع دعوته إلى تبني مخططات حماية المهنيين، جسديا وقانونيا، أثناء مزاولة العمل. كما تطرق المهنيون إلى الأزمة لاقتصادية، التي يعاني منها عدد من الصيادلة، والتي تسببت في انتحار بعض الصيادلة وفي اغلاق صيدليات البعض الآخر منهم، وفقا لما أكده منير التادلاوي، الكاتب العام للفيدرالية الوطنية لنقابات الصيادلة، الذي انتقد الوضعية الحالية للمهنيين ووصفها بالمؤسفة، كونها ألحقت الكثير من الأضرار الاجتماعية والمالية بممارسيها.