أجلت محكمة جنايات القاهرة، أول أمس الأحد، محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي و35 آخرين بينهم المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع بتهمة التخابر مع جهات أجنبية لجلسة 27 فبراير، بعدما تقدم أحد المحامين بطلب لرد هيئة المحكمة. مرشد الإخوان في قفص زجاجي داخل المحكمة (خاص) قالت مصادر قضائية لرويترز إن النيابة العامة أحالت يوم الأحد 683 من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين من بينهم بديع لمحكمة الجنايات بتهم من بينها قتل شرطي. وما حدث في جلسة المحاكمة، يوم الأحد، تكرار لما حدث يوم السبت في محاكمة أخرى لمرسي، الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين تتعلق باقتحام السجون أثناء انتفاضة 2011، التي أطاحت بسلفه حسني مبارك. ويترأس المستشار شعبان الشامي المحاكمتين المنعقدتين في مقر أكاديمية الشرطة في شمال شرق القاهرة. وقال المحامي محمد أبو ليلة الموكل للدفاع عن اثنين من المتهمين إنه يطالب برد هيئة المحكمة، نظرا لوجود شبهة خصومة بعدما تقدم بطلب يوم السبت لرد نفس هيئة المحكمة عن نظر قضية اقتحام السجون. ويترافع أبو ليلة عن كل محمد البلتاجي القيادي في جماعة الإخوان المسلمين وصفوت حجازي وهو داعية مؤيد للجماعة. وإذا قبل طلب رد هيئة المحكمة فسيتعين على محكمة الجنايات في الجلسة المقبلة تأجيل القضية لحين البت في طلب الرد. كانت قيادة الجيش عزلت مرسي في يوليوز، بعد احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه قال المحتجون خلالها إنه وقيادات جماعة الإخوان المسلمين فشلوا في علاج الاضطراب السياسي والتدهور الاقتصادي والانفلات الأمني، الذي مرت به مصر بعد الإطاحة بمبارك. وتصف جماعة الإخوان عزل مرسي بأنه "انقلاب عسكري". وفي تكرار لما حدث يوم السبت أيضا رفض مرسي الإجابة عن القاضي حين طلب منه إثبات حضوره. ولدى دخوله القفص هتف بقية المتهمين "أثبت أثبت يا بطل.. سجنك يحرر وطن". وعندما طلب القاضي من المتهمين الإدلاء بأقوالهم في ما نسبته النيابة إليهم من اتهامات هتفوا قائلين "باطل.. القرار باطل .. قرار الإحالة باطل.. نائب عام باطل". وحضر جلسة يوم الأحد وهي الثانية في قضية التخابر ستة محامين عن المتهمين منهم أبو ليلة، رغم انسحاب فريق الدفاع في الجلسة الأولى وانتداب المحكمة عشرة محامين آخرين من نقابة المحامين. وانسحب المحامون في الجلسة السابقة التي عقدت يوم 16 فبراير الجاري اعتراضا على قفص الاتهام الزجاجي. وأقيم القفص الزجاجي المزود بنظام للصوت يتحكم فيه رئيس المحكمة في قاعة أكاديمية الشرطة المخصصة للمحاكمات، بعدما قال مسؤولون إن مرسي وقياديين آخرين في جماعة الإخوان يستغلون جلسات محاكمتهم في قضايا مختلفة في الإدلاء ببيانات سياسية. وطالب عدد من المحامين المنتدبين أيضا يوم بإزالة القفص الزجاجي بدعوى "الحفاظ على سمعة القضاء المصري". وتشمل الاتهامات في قضية التخابر إفشاء أسرار دفاعية لجهات أجنبية قالت نيابة أمن الدولة العليا إن من بينها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تدير قطاع غزة وحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني. ويحاكم في القضية 36 متهما منهم 20 محبوسين، بينما الباقون وبينهم محمود عزت نائب المرشد العام لجماعة الإخوان وصلاح عبد المقصود وزير الإعلام في عهد مرسي هاربون. ومن بين المتهمين المحبوسين خيرت الشاطر الرجل الثاني في جماعة الإخوان المسلمين ومحمد سعد الكتاتني، رئيس مجلس الشعب المنحل والعضوان القياديان في جماعة الإخوان محمد البلتاجي وعصام العريان.