يجمع بين المسرح والتلفزيون والسينما، ويبقى المسرح الأقرب إلى روحه. ممثل محبوب، غيور على فنه، إنه عبد الكبير الركاكنة الذي فتح قلبه ل "المغربية" في حوار عبر فيه عن طموحاته وعشقه للإبداع. الفنان المغربي عبد الكبير الركاكنة يؤمن بأن الإحساس الإنساني يمس جميع الشرائح الآدمية على المستوى الكوني، وتبقى راسخة في ذهن المتفرج، كاشفا أن الساحة الفنية المغربية تشهد تطورا كبيرا على مستوى الأعمال الفنية المسرحية، والسينمائية والتلفزيونية، كونها تتوفر على مبدعين حقيقيين، أصبحوا يؤثثون المشهد الفني المغربي، بأعمال ذات بعد فني وجمالي، وأصبحوا يحظون بثقة الجمهور. ما هو جديدك على مستوى المسرح والتلفزيون والسينما؟ هناك مسرحية "الجدبة"، التي حققت نجاحا في مجموعة من المدن المغربية، حيث كانت تجربة جديدة في مجال الكوميديا، وتجاوب معها جمهور عريض من عاشقي الفرجة المسرحية على المستوى الفني والجمالي، كما أنها سجلت، أخيرا، للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، ونتمنى أن تلقى إقبالا كبيرا لدى جمهور الشاشة الصغيرة، كما أن هناك مجموعة من العروض لهذه المسرحية، سواء داخل المغرب أو خارجه. وجديدي أيضا هو مسرحية جديدة تحت عنوان "الباباوان"، وهي من تأليف سعيد غزالة ودراماتورجيا وإخراج عبد الكبير الركاكنة، وهي مسرحية موجهة للطفل تتحدث عن القيم النبيلة، كالتعايش والتسامح بين الأديان والثقافات، ونتمنى أن تستفيد منها شريحة مهمة من الأطفال الذين نعتز بهم، ونتمنى أن نكون في مستوى تطلعات هذا الجيل الذي سيقود سفينة هذا البلد الجميل الذي نحبه جميعا. على مستوى التلفزيون، هناك عمل مع المخرج عادل الفاضلي في سلسلته المعروفة "لابريكاد". ما هو الدور الحلم الذي تتمنى تجسيده قريبا؟ هناك مجموعة من الأدوار التي أحلم أن أجسدها، سواء في المسرح أو السينما أو التلفزيون، كأدوار لشخصيات سياسية أو فكرية أو شخصيات ذات بعد اجتماعي وإنساني، وهي أدوار تترك لدى المشاهد تجاوبا كبيرا على مستوى الإحساس بالوجود الإنساني، وتكون أدوارا ذات بعد عالمي، لأن الإحساس الإنساني يمس جميع الشرائح الآدمية على المستوى الكوني، ويبقى راسخا في ذهن المتفرج، ويترك لديه تعاطفا كبيرا، وتضع المتلقي تحت مجهر الصورة لكي يستفيد منها ويجد حلولا لها، خاصة من طرف المسؤولين السياسيين. ما هي مشاريعك المستقبلية؟ كما سلف الذكر هناك مسرحية "الباباون"، وهناك أيضا مشروعا على مستوى السينما، أتمنى أن يرى النور قريبا، فضلا عن أعمال أخرى على مستوى التلفزيون. كيف هي علاقتك بجيل الرواد؟ وكيف تتعامل مع الجيل الصاعد من الفنانين الشباب؟ لدي علاقات طيبة جدا مع مجموعة من الأسماء الرائدة في عالم الفن نساء ورجالا سواء الذين تعاملت معهم، أو الذين استفدت كثيرا من خلال أعمالهم أو تجاربهم، أو الذين تعاملت معهم على المستوى الاجتماعي أو الإنساني في إطار التعاون في ما بيننا كخدمات اجتماعية، نقوم بها داخل هيئاتنا النقابية أو التعاضدية. ودائما كنت أكن الاحترام والتقدير لهذا الجيل الذي قدم ومازال يقدم خدمات جليلة على المستوى الفني والإبداعي، والذي أعطانا مجموعة من القيم النبيلة حتى نسلك حذوهم في هذا المجال، ولولاهم، ما كنا لنكون، هم رموزنا في هذا الوطن ونعتز بهم أيما اعتزاز، ونتمنى لهم الصحة والعافية وطول العمر، ونقول لهم إننا نحبكم كما نترحم على مجموعة من الفنانين الذين فقدتهم الساحة الفنية خلال السنوات الأخيرة، ونطلب من الله عز وجل أن يسكنهم فسيح جنانه. كما أنني متفائل جدا بالفن والإبداع المغربي، من خلال هذا الجيل الصاعد الذي سيقود سفينة الإبداع المغربي، مسلح كذلك بالعلم، والمعرفة، ولدي علاقات طيبة جدا مع عدد كبير من الشباب الحالم والمبدع، الذي يحمل أفكارا نيرة لطرحها على جميع مستويات الفن المغربي الجاد والمسؤول والهادف. ونقول لهم نحن معكم في جميع تجاربكم سواء على مستوى الاستشارة أو التعامل، لأن الفن يحتاج إلى جميع الأجيال الخلاقة، وهذا هو التميز الفني، لأنه يجمعنا في لحمة واحدة نسيجها الفن الحالم والخالص والذي يقدم للجمهور شكلا رفيعا على مستوى الفرجة. بين المسرح والتلفزيون والسينما، ما هو المجال الأقرب إلى قلبك؟ جميع هذه الفنون قريبة من روحي وقلبي، لأنها أدوات للتواصل وللاتصال الوجداني، مع الجمهور المغربي، لأن من خلال هذه القنوات نطرح قضايانا وأفكارنا، لننير مجموعة من الاختلالات داخل المجتمع، ولكن يبقى المسرح هو الروح التي نتنفس من خلاله كمبدعين لأننا نتواصل بشكل مباشر وحي مع الجمهور، وهذا شيء إيجابي للفنان وللجمهور مستقبل الفرجة المسرحية، حيث إن المسرح يعد من الفنون الحية وهو مدرسة لجميع المبدعين، بحيث تبقى دائم التعلم على خشبته، وتستفيد من المتلقي أو من الناقد، لأن النقد مدرسة تقوم اعوجاج الفن بشكل عام، ودون نقد لا يستوي أي فن من الفنون، بطريقة تحليلية وعلمية وأكاديمية. كيف تنظر إلى الساحة الفنية المغربية، هل هي بخير؟ هناك تطور كبير على مستوى الأعمال الفنية المسرحية والسينمائية والتلفزيونية، وهناك مبدعون حقيقيون، أصبحوا يؤثثون المشهد الفني المغربي، بأعمال ذات بعد فني وجمالي، وأصبحوا يحظون بثقة الجمهور، سواء المغربي أو الأجنبي، بحيث شاركوا في عدة مهرجانات وتظاهرات وتوجوا بجوائز دولية وعربية، أبرزت في العمق القيمة الفنية والثقافية المغربية بشكل عام. ولكن هذا لا يمكن أن يستقيم بدعم وزارة الثقافة والمركز السينمائي المغربي فقط، بل يجب على الجميع بما فيهم القطاع الخاص والمؤسسات المنتخبة والوزارات المتدخلة والمجتمع المدني الانخراط في دعم الثقافة والفن، لأن الثقافة مسؤولية الجميع. كما أننا نطالب بتفعيل مجموعة من القوانين والنصوص التنظيمية، لقانون الفنان، ولحقوق التأليف والحقوق المجاورة، فضلا عن بناء فضاءات الاستقبال مثل المسارح ودور السينما في جميع المجمعات السكنية لتقريب الفرجة الفنية على جميع المستويات من الجمهور.