أجبرت حشود غفيرة من سكان دوار الغربة المتاخم لمدينة الجديدة، مساء أول أمس الأربعاء، قطار المسافرين القادم من الدارالبيضاء، على التوقف على بعد بضعة كيلومترات من محطة القطار، التي كان على وشك دخولها. وكان القطار، الذي انطلق في رحلته ما قبل الأخيرة من الجديدة إلى البيضاء، دهس فتاة في مقتبل العمر، وأرداها أشلاء متناثرة على السكة الحديدية وجنباتها، دون أن يتوقف، ما أغضب سكان التجمع السكني، الذين انتظروا عودته، في حدود الساعة الثانية و40 دقيقة، وأرغموه على التوقف، بعد أن أمطروه عليه بوابل من الحجارة، وكسروا زجاج نوافذه، في ردة فعل غاضبة على مصرع الشابة، التي كانت تستعد للاحتفال بزفافها، نهاية الأسبوع الجاري، والتي استبعد السكان أن تكون أقدمت على الانتحار. ورفض السكان المنتفضون السماح لسيارة نقل الأموات بحمل جثة الضحية، ونقلها إلى المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، لإيداعها مستودع حفظ الأموات، وطالبوا بإنشاء ممر آمن لهم على الخط السككي، الذي يعبر أراضيهم وحقولهم، من أجل تأمين سلامتهم، وسلامة أبنائهم وماشيتهم. وحضرت السلطات المحلية والأمنية إلى مسرح النازلة المأساوية، وأجرت مفاوضات مع المواطنين، قبل السماح بنقل الجثة، ومتابعة القطار رحلته إلى العاصمة الاقتصادية. وخلف الاعتداء بالحجارة أضرارا مادية بزجاج القطار، كما أصاب حجر طائش الواقية الخلفية لسيارة رئيس الدائرة ذات الاختصاص الترابي.