قال المخرج المغربي جيلالي فرحاتي، عقب عرض فيلمه "سرير الأسرار" في افتتاح المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، إن العمل السينمائي يتطلب تركيزا على عناصر الفيلم الثلاثة القصة والحوار والتصوير، معتبرا أي تقصير في أحدها قد يعصف بالعمل برمته ويجعله ناقصا. المخرج السينمائي المغربي جيلالي فرحاتي أضاف في حوار ل "المغربية" أن التعامل مع الأطفال على مستوى السينما يعد أسهل من التعامل مع المحترفين إذ أن براءتهم تساعدهم على تأدية المطلوب منهم، مشيدا بالطفلة غيثة بلخادير وما قدمته في عمله الجديد وعدد من أعماله السابقة. ورفض فرحاتي تصنيف الأفلام المغربية، معتبرا أن القاسم المشترك بين جميع الأعمال هو الهوية المغربية، التي تنمحي معها اعتبارات فيلم أمازيغي، وآخر عربي. ما رأيك في الدورة 15 للمهرجان الوطني للفيلم؟ من الصعب الحديث عن المهرجان ونحن مازلنا في اليومين الأولين من هذه التظاهرة، إذ لابد من متابعة مختلف فعالياته على مدى أيامه التسعة لتتضح الصورة ونكون نظرة شاملة عنه، لكن هذا لا ينفي وقوع العديد من الأمور في الساعات القليلة الماضية عقب الافتتاح تجعلنا في انتظار مناقشة شريطي "سرير الأسرار"، وبعض الأفلام الأخرى التي ستعرض في وقت لاحق. هل يعد عرض "سرير الأسرار" في حفل الافتتاح تشريفا لفرحاتي؟ حسب علمي الانتقاء يتم بشكل تلقائي، وإن قلنا بوجود دافع وراء اختيار فيلمي كي يعرض في حفل الافتتاح، فهذا راجع ربما لكوني ابن مدينة طنجة، والفيلم هو الآخر له هوية طنجوية، لكن من زاوية أخرى هذا العرض المبكر يدخلني في جو من الخوف والتوتر، نظرا لعدد الأفلام المشاركة في المسابقة، ما يجعلني أمام احتمالين إما أن يبقى الفيلم راسخا في ذاكرة الجمهور واللجنة وهذا عربون نجاح وامتياز، وإما أن ينسى مع توالي العروض. ما هو العنصر الذي تطلب منكم جهدا أكبر القصة أو السيناريو أو التصوير؟ من المستحيل التفريق بين هذه المراحل، نظرا لوجود علاقة حميمية إن صح التعبير بين هذه المكونات الثلاثة، حيث إن التقصير في أحدها يؤثر سلبا على باقي العناصر، فلا حديث عن سيناريو دون قصة، الأمر نفسه ينطبق على السيناريو، الذي تتطلب كتابته استحضار عملية المونتاج، وبالتالي استباق عملية التصوير عبر ترتيب المشاهد في الذهن لكتابة في المستوى المطلوب، مع الإبقاء على بعض اللقطات التي يغلب عليها طابع الارتجال خلال عملية تصوير الفيلم. ما سبب غياب اسمين فنيين لعبا دور البطولة عن عرض الافتتاح؟ بكل بساطة فاطمة الزهراء باناصر وصلت إلى القاعة في وقت متأخر وفوجئت بمنعها من الدخول من قبل المكلفين بالأمن، بدعوى أنهم لا يعرفونها وعدم توفرها على دعوة لحضور الحفل، لتضطر إلى متابعة تقديم الفيلم عبر الشاشة المخصصة للجمهور خارج قاعة العرض، أما بخصوص مجدولين الإدريسي فأعتقد أنها بباريس في الفترة الراهنة، ما يبرر غيابها لصعوبة التنقل، مع العلم أنها كانت من بين المدعوين لحضور هذه الدورة. كيف كان التعامل مع الطفلة غيثة بلخادير؟ التعامل مع الأطفال في مجال السينما من أيسر الأمور، نظرا لما تنطوي عليه شخصياتهم من براءة، إذ يستحب عدم التعمق في شرح الأدوار المخصصة لهم حفاظا على براءتهم وإبداعهم في تأدية المطلوب منهم، إضافة إلى التقليل من هاجس الخوف والشك الذي قد يصيبهم جراء مناقشة جزئيات بسيطة، قد تعصف بالتلقائية التي تميز شخصياتهم، أما بالنسبة للطفلة غيثة فهذه ليست تجربتها الأولى، إذ سبق وشاركت في فيلمي التلفزيوني "غروب الشمس"، زيادة على دور صغير لعبته في شريطي الطويل "عند الفجر". هل هناك حظوظ لفوز شريط "سرير الأسرار" بإحدى جوائز المسابقة؟ حصد الجوائز ليس هاجسي الأول، هناك لجنة من سبعة أشخاص يعود لها أمر اختيار الأفضل، مع العلم أن هناك أفلاما قوية على جميع المستويات تم إدراجها في المسابقة الرسمية لهذه الدورة ما يرفع سقف المنافسة، هناك أعمال جديدة وأخرى تعتبر أولى التجارب الطويلة لأصحابها، ما يجعلني أجزم بوجود الكم والكيف في آن واحد. ما رأيك في التنوع الحاصل على مستوى مواضيع الأفلام؟ التنوع دائما يكون ذا دلالة إيجابية في جميع المجالات، نظرا لما يبرزه من تفتح وتنوع ثقافي يغني المجال السينمائي المغربي ويسمح بمعالجة إشكالات مختلفة في آن واحد، هذا من ناحية المواضيع، أما بالنسبة للغة فلا أرى من الصحيح الحديث عن تنوع لغوي، فسواء تعلق الأمر باللغة العربية أو الأمازيغية، فالأصل واحد هو حمل العمل السينمائي للهوية المغربية، لأن مجرد الحديث عن نوع من السينما بشكل أحادي هو عزل في حد ذاته لها، وبالتالي يبقى الأصح هو تقييم أي شريط كان باعتباره عملا مغربيا يعكس واقعا مغربيا محضا.