تشارك سبعة أفلام مغربية في فعاليات مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، الذي تنعقد دورته الثالثة في الفترة من 18 إلى 24 مارس المقبل، بأشهر المدن الأثرية بمصر، كما يشارك المغرب في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة من خلال المخرج داود أولاد السيد. ملصق فيلم القمر الأحمر تشمل قائمة الأفلام المغربية المشاركة في مختلف مسابقات المهرجان، حسب البرنامج العام للدورة الذي أعلنت عن مؤسسة شباب الفنانين المستقلين، الجهة المنظمة للمهرجان، فيلمي "هٌم الكلاب" و"روك القصبة"، اللذين سيمثلان المغرب في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، و"القمر الأحمر" في مسابقة أفلام الحريات، التي تحمل اسم "الشهيد الحسيني أبوضيف"، و"باسم الشقيق" في مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة، و"لوح التزلج" في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، بالإضافة إلى شريط "الدلو"، الذي سيعرض خارج المسابقة الرسمية. ويعد الفيلم المغربي "هم الكلاب"، الذي يعد ثاني تجربة سينمائية للمخرج هشام العسري، بعد فيلمه الأول "النهاية"، من أهم الأشرطة المغربية، التي أنتجت هذه السنة، إذ مثل المغرب بمهرجان "كان" ضمن إطار فقرة "السينما المستقلة"، التي تشرف عليها الوكالة الفرنسية لتوزيع أفلام السينما المستقلة، ومهرجانات (هامبورغ، ومونبوليي، وبيونس أيرس، ودبي). كما يعد من أبرز الأشرطة المرشحة للفوز بإحدى جوائز المهرجان، بعدما سبق تتويجه بمجموعة مهمة من الجوائز في ظرف نصف سنة، منها لجنة التحكيم الخاصة وجائزة أفضل ممثل من مهرجان دبي، وجائزة أفضل فيلم من مهرجان قرطبة بإسبانيا، إضافة إلى جوائز مهمة من مهرجانات مغربية مثل مهرجان الرباط لسينما المؤلف، وبمهرجان زاكورة. وتدور أحداث "هم الكلاب" حول مصير شخصية "مجهول"، اعتقل عام 1981، ولم يطلق سراحه إلا عام 2011، ليواجه واقعا جديدا، ويحاول الاندماج معه رغم المتغيرات. أما "روك القصبة"، الذي يعد، أيضا، ثاني تجربة سينمائية للمخرجة ليلى المراكشي فتدور أحداثه على مدى ثلاثة أيام في مدينة طنجة، تزامنا مع التحضيرات لدفن الأب "مولاي حسن"، الذي يلعب دوره عمر الشريف. وبينما تكون بناته مشغولات بترتيبات العزاء والتعايش مع مصابهن الأليم، تنكشف أسرار عائلية عديدة. وبالإضافة إلى "هٌم الكلاب" و"روك القصبة"، اللذين سيمثلان المغرب في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، هناك فيلم "القمر الأحمر" للمخرج حسن بن جلون الذي سيمثل المغرب في مسابقة أفلام الحريات. و تتمحور أحداثه حول مسيرة الموسيقار المغربي الراحل عبد السلام عامر، من خلال تسليط الضوء على أهم المحطات المهمة من حياة هذا الاسم الكبير في الساحة الموسيقية المغربية. وقال بنجلون إن اختياره لأغنية "القمر الأحمر" عنوانا للفيلم، جاء استنادا لشخصية الراحل عبد السلام عامر، الذي كان يساريا، الأمر الذي ربطه المخرج باللون الأحمر، مضيفا أنه كان بمثابة قمر يضيء الظلمة، ما جعل هذه التسمية أبلغ في التعبير عن قصة الفيلم. ويجمع هذا العمل، الذي صور في مناطق مختلفة من المغرب أبرزها القصر الكبير، نخبة من الفنانين البارزين سينمائيا وغنائيا، من بينهم الفنان عبد الفتاح النكادي، الذي يلعب دور البطولة، إلى جانب المغنية فاتن هلال بك التي تخوض ثاني تجربة تمثيلية في مسارها الفني بعد مسلسلها الأول كريمة، والمغني حاتم إدار، كما يشارك في هذا العمل كل من عبدالرحيم المنياري، وعبد الكبير الركاكنة، ومحمد عياد، ووسيلة صبحي، بالإضافة إلى العديد من الوجوه الفنية المعروفة. وتعكس الأفلام الروائية المغربية الطويلة المشاركة في المهرجان قوة السينما الوطنية وتطورها في الآونة الأخيرة كما وكيفا، ما يجعلها تسعى إلى الظفر بإحدى جوائز المهرجان، الذي بات يعد من أهم التظاهرات السينمائية في إفريقيا إلى جانب مهرجاني خريبكة للفيلم الإفريقي، ومهرجان السينما الإفريقية "فيسباكو" الذي تحتضنه العاصمة البوركينابية واغادوغو كل سنتين. وتقدم الأفلام 79 فيلما، التي تم اختيارها من 41 دولة إفريقية في مسابقات المهرجان المختلفة، من طرف لجنة متخصصة التي ترأسها السيناريست عطية الدرديري، وضمت في عضويتها المخرجان أحمد رشوان، وأحمد حسونة، والناقدان فاروق عبدالخالق، وأحمد فايق، طيفا واسعا من القضايا التي تهم المواطن العربي، في اللحظة الراهنة، وترصد التحولات التي طرأت على الحياة العربية، حيث تتنوع بين قضايا الترابط العائلي، الذي يعتبر عنصرا اجتماعيا مؤثرا في الثقافة العربية، ورصدا عميقا للاضطرابات السياسية التي تشهدها المنطقة، إضافة إلى مشاكل اجتماعية مزمنة من واقع المجتمع العربي. ويرأس المخرج المالي سليمان سيسيه لجنة تحكيم الفيلم الطويل، التي تضم في عضويتها المخرج الجزائري أحمد راشدي، والممثلة ناكي سي سافانيه من ساحل العاج، ومن مصر مدير التصوير طارق التلمساني والممثلة إلهام شاهين. وتضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة كلا من المخرج المغربي داود أولاد السيد، والمنتج بيدرو بيمنتا من موزامبيق، والناقدة ماهين بونيتي من سيراليون، والناقد بيتر ماشن من جنوب إفريقيا، ومدير التصوير المصري سامح سليم. وتضم لجنة تحكيم الأفلام القصيرة كلا من الناقد التونسي محرز القروي، والمخرج بالوفو باكوبا كانييندا من الكونغو الديمقراطية، والناقد البريطاني المتخصص في السينما الإفريقية كيث شيري، ومن مصر السيناريست عطية الدرديري، والمخرج أمير رمسيس.