قال الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي، أول أمس الاثنين، إن طرفي الصراع في سوريا مايزالان يناقشان سبل خروج النساء والأطفال من مدينة حمص القديمة، لكن لم يتخذ أي قرار بخصوص السماح بدخول قافلة إغاثة إلى المدينة المحاصرة. الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي (خاص) أضاف الإبراهيمي في مؤتمر صحفي بعد اجتماعه مع كلا الطرفين أن هناك في ما يبدو استعدادا للاستمرار في التفاوض، لكنه لا يتوقع مطلقا أي معجزة تنهي الحرب المستمرة منذ نحو ثلاثة أعوام. وتابع "أبلغتكم أمس أن الحكومة وافقت على خروج النساء والأطفال من المدينة القديمة في حمص وأعتقد أنهم ما زالوا يناقشون سبل تنفيذ ذلك. أعتقد أن الحكومة مستعدة لتنفيذ ذلك، لكنه ليس سهلا لأن هناك قناصة وهناك كل أنواع المشاكل. من جهة أخرى، قال مسؤولون أمنيون أمريكيون وأوروبيون إن أسلحة خفيفة تتدفق من الولاياتالمتحدة لجماعات "معتدلة" من مقاتلي المعارضة السورية في جنوب البلاد، كما وافق الكونغرس على عمليات تمويل على مدى أشهر لإرسال مزيد من شحنات الأسلحة. وتضم الأسلحة، التي ترسل معظمها للمقاتلين السوريين غير الإسلاميين عبر الأردن مجموعة مختلفة من الأسلحة الخفيفة، بالإضافة إلى بعض الأسلحة الأقوى مثل الصواريخ المضادة للدبابات. وأضاف المسؤولون أن هذه الشحنات لا تشمل أسلحة مثل صواريخ أرض جو التي تطلق من على الكتف والتي يمكن أن تسقط طائرات عسكرية أو مدنية. وقال مسؤولان إن شحنات الأسلحة تلك وافق الكونغرس الأمريكي على تمويلها خلال تصويت في جلسات مغلقة، خلال نهاية السنة المالية الحكومية 2014، التي تنتهي في 30 شتنبر المقبل. ويتناقض هذا التدفق الثابت على ما يبدو للأسلحة مع الوضع الذي كان سائدا الصيف الماضي عندما توقفت مساعدات الأسلحة الأمريكية لمقاتلي المعارضة السورية لفترة بسبب تحفظات بالكونغرس. وأوقفت لجان الكونغرس شحنات الأسلحة لأشهر بسبب الخوف من ألا تثبت الأسلحة الأمريكية أنها حاسمة في جهود مقاتلي المعارضة لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد وحكومته ومن ثم تسقط في نهاية الأمر في يد متشددين إسلاميين. وقال مسؤول أمريكي على صلة بالتطورات الجديدة إن مسؤولي الأمن القومي وأعضاء الكونجرس أصبحوا أكثر ثقة في أن الأسلحة المتجهة إلى جنوبسوريا ستصل وستظل في أيدي المعارضين المعتدلين، ولن تصل إلى فصائل جهادية متشددة. وذكر مصدران مطلعان أن الكونغرس وافق على تمويل الأسلحة المرسلة إلى المعارضين السوريين من خلال أجزاء سرية في تشريع المخصصات الدفاعية. ولم يتضح متى تمت الموافقة على التمويل، لكن التمويلات الدفاعية السرية مررت في الكونجرس في أواخر دجنبر. ويقر مسؤولون أمريكيون يؤيدون تقديم أسلحة للمعارضة السورية أن هذا لم يزد بشكل كبير التوقعات الأمريكية بتحقيق نصر للقوات المناهضة للأسد، سواء كانوا من المعتدلين أو المتشددين. وقال بروس ريدل، وهو محلل سابق في وكالة الاستخبارات المركزية (سي.اي.ايه) كما أنه يعمل أحيانا مستشارا للسياسة الخارجية للرئيس باراك أوباما "الحرب السورية تقف في مأزق. المعارضون ينقصهم التنظيم والأسلحة لإلحاق الهزيمة بالأسد والنظام ليس لديه القوة البشرية المؤيدة لقمع التمرد. أما حلفاء الجانبين في الخارج فهم مستعدون لتقديم المال والسلاح لإذكاء الموقف المتأزم في المستقبل المنظور". وقال مسؤولون أمريكيون وأوروبيون إن المعارضين "المعتدلين" عززوا، أخيرا مواقعهم في جنوبسوريا، حيث يطردون عناصر لها صلة بالقاعدة. ومازالت الفصائل المتشددة مهيمنة في الشمال والشرق.