اختارت لجنة تحكيم جوائز لوميير، المشكلة من 200 ممثل للصحافة الأجنبية بباريس، بداية الأسبوع الجاري، فيلم "يا خيل الله" للمخرج المغربي نبيل عيوش، أحسن فيلم فرنكوفوني (خارج فرنسا). المخرج المغربي نبيل عيوش في هذا السياق، عبر المخرج المغربي، نبيل عيوش، عن سعادته بهذا التتويج الذي اعتبره تتويجا للسينما المغربية، مشيرا في تصريح ل"المغربية" إلى أنه فخور بتمثيل الفن السابع المغربي في مختلف المهرجانات الدولية، قائلا "لا أستطيع أن أصف إحساس مخرج اختير فيلمه للفوز بجائزة مهمة من أي مهرجان دولي يحظى بحضور عدد مهم من صناع السينما، مخرجون، ومنتجون، وممثلون، ونقاد، وصحافيون". وبهذا التتويج يتصدر الفيلم المغربي "يا خيل الله" قائمة أكثر الأفلام المتوجة بالجوائز الدولية في السنتين الأخيرتين، بأزيد من 20 جائزة دولية من أبرزها جائزة "فرنسوا شالي" من "كان"، وجائزة الإخراج من مهرجان سياتل الأمريكي. ويعد "يا خيل الله"، الذي حل في المرتبة الثالثة في قائمة شباك تذاكر السنة المنصرمة ب80 ألفا و688 تذكرة، ثاني فيلم لعيوش يمثل المغرب في جوائز الأوسكار بعد "علي زاوا" باعتباره أضخم إنتاج وطني، إذ تجاوزت ميزانيته 2.5 مليار سنتيم، وأول فيلم مغربي استخدمت فيه مروحية لتصوير بعض المشاهد، كما كتبت عنه مجموعة من وسائل الإعلام الأمريكية آخرها مجلة "فاريتي" الشهيرة. وحظي الفيلم، أثناء عرضه التجاري في القاعات الفرنسية سنة 2013، بترحيب واسع من قبل النقاد والصحافيين الفرنكفونيين المتخصصين لتناوله أحداث الدارالبيضاء الإرهابية، من خلال الغوص في عوالم الانتحاريين. وخصصت أسبوعية "تيليراما"، المهتمة بمتابعة جديد الإبداعات السينمائية حيزا مهما للفيلم المقتبس من رواية "نجوم سيدي مومن" لماحي بينبين، معتبرة أنه يقدم جديدا على مستوى تناول أحداث الدارالبيضاء ومقاربة الإسلام الراديكالي من خلال "بورتريه حي صفيحي" يتحدر منه الانتحاريون. وكتبت الأسبوعية إنهم "يلعبون الكرة٬ يحلمون بوضع أفضل وبالحب٬ وبالتالي نجد أنفسنا قريبين منهم بشكل مدهش". وقد أثنى كاتب المقال على موهبة المخرج الذي استطاع أن يروض ميثولوجيا كونية للشباب عبر إخراج سلس متابع لحركة الشخصيات وتحولها. وفي تحليله لمسلسل الشحن العقائدي للمجموعة الانتحارية٬ لاحظ الناقد أن الفيلم نأى عن الأسلوب الخطابي وانبرى لتسليط الضوء على اليومي. إن نبيل عيوش يركز على حقيقة هذه الحيوات٬ كما أن البساطة التعبيرية للفيلم تجعله متاحا للمشاهدة واسعة النطاق٬ وهو أمر مهم. من جهتها، كتبت "لوكانار أونشيني" أن المخرج نبيل عيوش "نجح في تقديم يوميات طفولة٬ بشكل وديع وسخي٬ ككوميديا إيطالية كلاسيكية"، قبل أن يصعد نحو حكي متوتر لرصد مرحلة الشحن الفكري للفتية. وقالت الأسبوعية إن مكمن قوة هذه الملحمة الاجتماعية الأصيلة في روايتها من الداخل لمصير ثلة من المراهقين٬ ترعرعوا في ظل تفكك أسري وصولا إلى سقوطهم في كماشة رؤية أحادية للعالم تقودهم إلى الفعل التفجيري. ووصفت "لوفيغارو" الفيلم بأنه "صادم" و"شديد الصدق"، إذ أن الكاميرا المصوبة من أعلى تعطي شعورا بالطابع الوثائقي للمادة السينمائية التي تعود إلى أصل الداء في الوضع السوسيواقتصادي لشباب الهامش. ونوهت "لوباريزيان" بالقيمة الفنية لعمل يستعيد مسار شابين يشكلان صلب الحكاية٬ بلا فجاجة أو مباشرة٬ بل بعدسة عميقة وهادئة. وتوقفت "لاكروا" عند اختيار نبيل عيوش الاعتماد على ممثلين غير محترفين متحدرين من الحي الصفيحي سيدي مومن٬ الأمر الذي يهز المتفرج بواقعية العمل. وكانت "لوموند" أقل تعاطفا مع فيلم نبيل عيوش٬ إذ رأت أنه انحبس في حكي مصير مبرمج للشخصيات بدل صنع هذا المصير وتحرير هذه الشخصيات٬ من منطلق أن المنوط بالخيال هو تجاوز الواقع.